يختلف المسلمون والمسيحيون في مصر على كل شيء، ويتفقون على أن الأب سمعان هو الأقدر على طرد الأرواح الشريرة من الأجساد، مسيحية كانت أم مسلمة.


على الرغم من ارتفاع منسوب التوتر بين المسلمين والمسيحيين في مصر منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وما تبع ذلك من أعمال عنف استهدفت الكنائس والكهنة والمسيحيين، إلا أن هناك مجالًا واحدًا يتجلى فيه التعاون بين الأديان في البلاد، وهو جلسات طرد الأرواح الشريرة الأسبوعية، التي يقوم بها الأب سمعان إبراهيم.

سمعة الأب سمعان
الأب سمعان واحد من عدد قليل من الكهنة في مصر، الذين يمكنهم طرد الأرواح الشريرة. وقد صنع لنفسه اسمًا في طرد جميع أنواع الشياطين، تمتد إلى ما وراء رعيته المسيحية، فوصلت شهرته إلى المسلمين.

بطريقة ما، يبدو أن الشياطين والجن تساهم في توحيد الشارع المصري المنقسم، فعلى الرغم من أن الكثير من الشيوخ المسلمين قادرون على طرد الأرواح الشريرة، إلا أن بعض أئمة المساجد يقولون إن هناك شياطين معينة تخشى الكاهن المسيحي أكثر من الشيخ المسلم، وبالتالي يتم تحويلها إلى الأب سمعان.

والكثير من المسلمين لا يترددون في الذهاب إلى الكهنة الأقباط لمساعدتهم على التخلص من الأرواح الشريرة التي سكنت أجسادهم، وكذلك قد يلجأ الأقباط إلى أحد الشيوخ المسلمين لمعالجتهم من دون تردد.

تعايش ضد الجن
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة تايم الأميركية، يتوجّه المسيحيون من أنحاء العاصمة المصرية كافة إلى كنيسة الأب سمعان المتواضعة، التي نحتها وسط صخور جبل المقطم قبل نحو 20 عامًا، لحضور جلسات طرد الأرواح الأسبوعية، والتي يتم بث لقطات مصورة منها على الإنترنت.

تقام الجلسات في مغارة واسعة مضاءة بالأضواء الكاشفة، تتسع لحوالى 2000 مقعد، تمتلئ تمامًا بالحضور من المسيحيين والمسلمين كل يوم خميس، في مشهد يعكس نوعًا من التعايش بين الأديان في مصر، بعيدًا عن الأحداث السياسية.

ونقلت الصحيفة عن شابة أتت إلى الأب سمعان برفقة والدتها لمساعدتها على طرد الجن من جسدها، قولها إن أحد شيوخ المسلمين، الذين يستطيعون طرد الجن، نصحها بالأب سمعان، لأن حالة والدتها تتطلب جهدًا أكبر. أضافت: quot;ذهبنا إلى المسجد أولًا، لكن الشياطين التي تتلبس والدتي تشعر بخوف أكبر من القس المسيحيquot;.

وعلى الرغم من دخولهم الكنائس والإيمان بقدرة القساوسة على شفائهم، يتمسك المسلمون بعقيدتهم أثناء عملية طرد الأرواح، فيرددون عبارة quot;لا إله إلا اللهquot; أثناء الجلسات.