سبقت الخطوة الثلاثية quot;السعودية الإماراتية البحرينيةquot; بسحب السفراء من الدوحة وساطات قادتها دولة الكويت لتهدئة الأوضاع، في محاولة لثني قطر عن الكثير من المواقف، التي تشكل صدعًا في المنظومة الخليجية، والخروج عليها.


نصر المجالي: كانت دولة الكويت قادت الوساطة، لكن يبدو أن الدوحة لم تنفذ تعهداتها، وخاصة تلك التي قدمها أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال لقائه بالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بحضور (الوسيط) أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في ديسمبر/ كانون الأول 2013 في الرياض.

وقال دبلوماسي خليجي أمام quot;إيلافquot; إنه كان محتملًا أن تكون الخطوة رباعية في التعامل مع قطر، بمعنى أن تكون الكويت هي الدولة الخليجية الرابعة، التي تسحب سفيرها من الدوحة.

لكن يبدو، كما يعتقد الدبلوماسي الخليجي أن العرف لا يتيح للكويت القيام بذلك، على اعتبار أنها quot;دولة وسيطةquot;، هذا فضلًا عن أنها تقود الآن مبادرة لتهدئة الأوضاع المتوترة بين بعض الدول العربية، في مسعى منها إلى إنجاح القمة العربية، التي تستضيفها في 26 من الشهر الجاري.

وكانت تقارير أشارت إلى أن وساطة كويتية أدت إلى عودة السفير القطري سيف مقدم البوعينين إلى القاهرة بعد غياب امتد لشهرين عقب توتر العلاقات بين القاهرة والدوحة على خلفية دعم هذه الأخيرة للإخوان المسلمين في مصر وموقفها المناهض للقيادة المصرية، التي أطاحت حكم الإخوان في يونيو/ حزيران 2013.

غياب صباح الأحمد
ويرى الدبلوماسي الخليجي أنه فضلًا عن الأسباب المذكورة، فإنه نوّه بغياب أمير دولة الكويت الشيخ صباح عن البلاد، حيث يخضع للعناية الحثيثة بعد العملية الجراحية التي أجراها في أحد المستشفيات الأميركية، وتكللت بالنجاح، يوم الأحد الماضي.

ويعتقد الدبلوماسي أيضًا أنه ربما ترك قادة الدول الخليجية الثلاث، التي سحبت سفراءها من الدوحة، دولة الكويت لتشكل ما يمكن أن يكون quot;خط رجعةquot; لدولة قطر إلى السرب الخليجي من خلالها. كما إن الكويت هي رئيسة الدولة الخليجية الراهنة.

إلى ذلك، يرى مراقبون في الخطوة، التي أقدمت عليها الدول الثلاث، تحركًا غير مسبوق، خلال تاريخ مجلس التعاون، الذي يمتد إلى ثلاثة عقود، وهي خطوة تشير إلى دلائل تصدع في المنظومة الخليجية عبر تاريخها الممتد منذ 33 عامًا. كما يرون أن سحب السفراء هو أوضح مؤشر إلى وجود صدع بين بعض دول الخليج، وقطر، التي لاتزال مؤيدًا قويًا لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وسوريا، وفي دول أخرى في الشرق الأوسط.

الأمن القومي
يشار إلى أن قرار الدول الثلاث سحب السفراء استند إلى عدم التزام قطر بتعهداتها، وكذلك استمرارها في ممارسة أدوار، واتخاذ قرارات، اعتبرت ضارة بالأمن القومي الخليجي.

يذكر أن بيان الدول الثلاث بسحب السفراء أشار إلى أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقعت اتفاقًا في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني، يقضي بألا تدعم quot;كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد، سواء عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي وعدم دعم الإعلام المعاديquot;.

وكثيرًا ما يشتكي مسؤولون سعوديون وخليجيون في أحاديث خاصة من قناة quot;الجزيرةquot; الفضائية، التي يعتبرونها مؤيدة على نحو سافر للإخوان المسلمين، وتنتقد حكوماتهم. في وقت تؤكد quot;الجزيرةquot; أنها خدمة إخبارية مستقلة وتعطي مجالًا للجميع في المنطقة للحديث.

أضاف البيان أن وزراء خارجية دول المجلس اجتمعوا في الرياض يوم الثلاثاء في محاولة لإقناع قطر بتنفيذ الاتفاق، ولكن يبدو أن قطر أبدت تعنتًا أمام كل المحاولات.

تعنت قطر
وتابع البيان المشترك: quot;إلا أن كل تلك الجهود لم تسفر عنها مع شديد الأسف موافقة دولة قطر على الالتزام بتلك الإجراءات، مما اضطرت معه الدول الثلاث للبدء في اتخاذ ما تراه مناسبًا لحماية أمنها واستقرارها، وذلك بسحب سفرائها من دولة قطر اعتبارًا من اليومquot;.

ويعتقد على نطاق خليجي وعربي واسع بأن قطر تقوم بتسليح جبهة النصرة في سوريا، وهي حركة جهادية مرتبطة quot;بتنظيمquot; القاعدة. كما تتهم الدول الخليجية قطر بدعم الحوثيين في اليمن، علاوة على حركة الإخوان المسلمين في مصر.

يشار في الختام إلى أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني كان قد وعد بإعادة النظر في سياسات بلاده، وجعلها أكثر قربًا من سياسات باقي دول مجلس التعاون، ولكن من الواضح أن الدول الخليجية لم تقتنع بما قامت به قطر في هذا المجال، وألمحت إلى أنها قد تتخذ خطوات أكثر شدة إذا لم يتم حل الخلاف بين الجانبين.