في حال لم يحصل التوافق على بيان وزاري، فإن لبنان سيعود الى نقطة الصفر من خلال العودة الى تكليف شخصية جديدة لرئاسة الحكومة، الا اذا استُغني عن البيان الوزاري بخطاب يتلوه سلام لنيل الثقة.

بيروت: كثيرون بدأوا يشككون بعدم التوصل الى التوافق على بيان وزاري خصوصًا وأن المهلة المتبقية اصبحت تقاس بالأيام المعدودة، فما هو المتوقع للبنان في حال لم يتم التوافق على بيان وزاري؟ هل يعود لبنان الى نقطة الصفر؟

يأمل النائب والوزير السابق ايلي ماروني (الكتائب اللبنانية) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن يكون هناك بيان وزاري يتفق عليه الجميع، وهناك امكانية اليوم لاستغلال التوافق الذي حصل في عملية تشكيل الحكومة في اللحظات الاخيرة، لتمرير البيان الوزاري لأن البلد بحاجة ماسّة الى حكومة تدير شؤونه، وإلا سنكون امام المجهول بلا حكومة، أي امام تعثّر تقريبًا في انتخابات رئاسة الجمهورية، وكذلك بالنسبة للانتخابات النيابية، وقد نذهب إلى الفراغ العام.

تحوّل الى حكومة تصريف اعمال

هل في حال فشلت حكومة سلام الى التوصل لبيان وزاري يرضى عنه الجميع، ماذا يعني أن تتحول لحكومة تصريف الاعمال؟ يجيب ماروني:quot; يعني على رئيس الجمهورية أن يجري استشارات نيابية مجددًا وتشكيل شخصية جديدة لتشكيل الحكومة اللبنانية، والعودة الى نقطة البداية، في حين يعاني البلد أمنيًا واقتصاديًا وسياسيًا ولم يعد يستطيع احتواء الموضوع أو الانتظار، لان الامور متعثِّرة جدًا.

لبنان لم يعد يحتمل

ما هو الحل كي لا تصبح حكومة سلام لتصريف الاعمال؟ يرى ماروني أن الحل يكون في اقتناع حزب الله أن معادلة ثلاثية الجيش الشعب والمقاومة لم تعد ترضي اللبنانيين، وأن اعلان بعبدا الذي وقّع عليه حزب الله في البداية هو وثيقة ميثاقية يجب التقيّد بها، وان انقاذ لبنان يكون بتحييده، وهذا ما ورد في إعلان بعبدا.
ويضيف:quot; إغراقنا في الوحول السورية والمشاركة في الحرب السورية أضّرت بلبنان وجلبت إليه الحروب والويلات، لذلك على حزب الله الذي يشكّل العقدة والحل أن يطلع الى هواجس اللبنانيين وألا يكون وحده مالكاً لقراري الحرب والسلم في البلاد.

من دون بيان وزاري

يتم الحديث عن امكانية عمل الحكومة الحالية، من دون بيان وزاري، فهل يمكن أن تتولى استحقاق رئاسة الجمهورية من دون التوصل الى هذا البيان؟ يجيب ماروني:quot; يجب أن تمثل الحكومة أمام مجلس النواب، ومن هنا لا ندري اذا كان يمكن الاستعاضة عن البيان الوزاري بخطاب يتلوه رئيس الحكومة تمام سلام يحدد فيه اولويات تلك الحكومة على اعتبار أن البيان الوزاري ليس هنالك من متسع لإقراره، اولاً عمر تلك الحكومة قصير، ولا تستطيع الالتزام بأية مشاريع، من هنا، يمكن الاستغناء عن البيان الوزاري والاستعاضة عنه بخطاب رسمي لرئيس الحكومة امام مجلس النواب ينال على اساسه ثقة الحاضرين، والامر يعمل به، لأن البيان الوزاري ليس بقانون أو دستور، انما خارطة طريق لعمل الحكومة تنال على اساسه الثقة، واليوم كون الفترة الزمنية من عمر الحكومة قصيرة جدًا، ولا يمكن التنبؤ بمشاريع خلالها، يمكن النظر الى الموضوع من زاوية أن الخطاب هو ايضًا خارطة طريق للمستقبل.

بالتي هي أحسن

الا يمكن التوافق على صيغة البيان الوزاري بـquot;التي هي أحسنquot;؟ يجيب ماروني:quot; اذا ما تفهّم حزب الله هواجس أن الوطن هو لكل اللبنانيين، وأنه شريك في الوطن، يمكن التوصل لبيان وزاري في دقائق معدودة

عودة لبنان الى التكليف

هل عودة لبنان الى مربع التكليف في حال فشلت الحكومة الحالية بصياغة بيانها الوزاري، ألا يكلف لبنان اثمانًا باهظة بغياب الاستقرار الامني وتكريس واقع الفراغ؟ يجيب ماروني:quot; العودة الى التكليف تعني العودة الى الاحباط واليأس والانهيار الاقتصادي، وهي عودة الى اللاسلطة التي تمسك بالامن في لبنان.