بهدف ضمان بعض حقوقهم في دولة تُتهم بأنها تميّز بين مواطنيها على اساس الدين والعرق، يتجه المسيحيون العرب في إسرائيل إلى تكثيف التحاقهم بالجيش الإسرائيلي، رغم ما يتعرضون له من تخوين ومعاملة تمييزية.


عبدالإله مجيد من لندن: شهد العام الماضي زيادة حادة في عدد العرب الذين انخرطوا في صفوف الجيش الاسرائيلي.

وفي حين ان الخدمة العسكرية في اسرائيل الزامية على اليهود فانها لا تشمل عرب اسرائيل الذين يشكلون 20 في المئة من سكانها.

فهم ابناء عرب قاتلتهم قوات يهودية خلال حرب 1948، ولكنهم بقوا في ارضهم ولم ينضموا الى اللاجئين الفلسطينيين الذين استقبلتهم الدول العربية.

لم يحملوا السلاح

وبسبب هذه الخلفية لا يُنتظر منهم ان يحملوا السلاح للدفاع عن الدولة التي أُنشئت في فلسطين التاريخية.

ولكن بعض هؤلاء العرب يؤدون الخدمة العسكرية في الجيش الاسرائيلي رغم ذلك.

وفي العام الماضي انخرط 100 من عرب اسرائيل في صفوف الجيش ليتضاعف عدد المجندين العرب على عددهم في كل عام من الأعوام الثلاثة السابقة على 2013.

أقلية داخل أقلية

وقال الأب جبرائيل نداف من الكنيسة الارثذوكسية اليونانية ان جميع المجندين العرب كانوا مسيحيين واصفا اياهم بأنهم quot;أقلية داخل أقليةquot;.

ويعمل الأب نداف على تشجيع المسيحيين من عرب اسرائيل للانخراط في الجيش الاسرائيلي محاولا بذلك تمييز هوية 160 الف ارثذوكسي وكاثوليكي عن 1.7 مليون عربي في اسرائيل جميعهم يعتبرون أنفسهم فلسطينيين بمن فيهم المسيحيون.

ويحرص الاسرائيليون، لا سيما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على استعراض المجندين من المسيحين العرب دليلا يؤكد تعددية اسرائيل الاثنية والدينية في وقت يطالب المفاوضون الاسرائيليون نظراءهم من السلطة الفلسطينية بالاعتراف باسرائيل quot;دولة يهوديةquot;.

لتقويض الهوية الفلسطينية

وينظر الفلسطينيون الى تجنيد المسيحيين العرب في الجيش الاسرائيلي على انه محاولة لتقويض الهوية الفلسطينية وتضامن الفلسطينيين مع حركة التحرر الوطني الفلسطينية.

وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشرواي ان تجنيد المسيحيين العرب quot;تعبير عن الطريقة التي يفكر ويعمل بها النظام الاسرائيلي في تقسيم الأشخاص وتحديد هويتهم على اساس الدين ومحاولة التمييز بينهمquot;.

ولكن الأب نداف لا يرى ضيرا في انخراط المسيحيين العرب في الجيش الاسرائيلي ذاهبا الى ان الخدمة العسكرية مفتاح للنجاح في اسرائيل وان المسحييين يريدون تحسين اوضاعهم في اسرائيل.

وقال الأب نداف لمجلة تايم quot;كفى أكاذيب عن الهوية المسيحية وقومية المسيحيين في اسرائيل. فهم يريدون الاندماج بالمجتمع الاسرائيلي، ونريد ان نساهم في المجتمع الذي نعيش فيه ونريد ان نمثل أنفسنا بأنفسنا ولا أحد آخر سيمثلناquot;.

وتابع القس الارثذوكسي قائلا ان المسيحيين في اسرائيل تعلموا من مثال آخرين غير يهود تقدموا في المجتمع الاسرائيلي بالخدمة في الجيش مثل الدروز والبدو.

مساع لحض المسحيين على التجنيد

وكان الأب نداف ومعه قسان ارثذوكسيان آخران أقدموا في عام 2012 على تشكيل quot;منتدى التجنيد الاسرائيلي ـ المسيحيquot; لتشجيع المسيحيين العرب على الخدمة العسكرية. ولكن القسين الآخرين انسحبا من المنتدى وقال نداف انهما انسحبا بسبب التهديدات التي تلقياها.

وقال اسحاق حلاق الذي يعمل محاميا للمنتدى في مدينة الناصرة quot;نحن في قلوبنا نؤيد اسرائيل، نؤيد اليهود، واعتقد ان المسيحيين في الشرق الأوسط يُذبحون لأننا لا نبوح بما في قلوبنا ولا ندافع عن أنفسنا. ولا سبيل آخر لمواجهة جنون العرب المتطرفينquot;.

تهمة الخيانة تلاحقهم

وكان فلسطيني من عرب اسرائيل هاجم جبرون نجل القس نداف في الشارع بعد انخراطه في الجيش الاسرائيلي هاتفا quot;خائنquot;.

وقال جبرون نداف ان اصدقاء له كان يطلقون عليه صفة الخيانة قبل عامين ولكنهم توقفوا الآن.

وقال فريد ارشد وهو مسلم يعمل سائق تكسي في مدينة الناصرة quot;ان من يريد ان يخدم في الجيش يستطيع ان يخدم فأنا لا استطيع الوقوف ضد قوانين الدولة إذا كنتُ اريد العيش هناquot;.

وأكد عصام مناصرة وهو سائق تاكسي آخر من عرب اسرائيل انه قال لابنه إذا أراد الخدمة في الجيش فانه يستطيع ان يفعل ذلك quot;فهو يبنيك ولا تشعر انك مدين للدولة بل أنت الذي أعطيت لهاquot;.

ولكن عامر شريف تحدث عن اسرائيل قائلا quot;انها ليست دولتنا ونحن لا نتمتع بالحقوق التي يتمتع بها اليهودquot;.