يقول رئيس مجلس خبراء القيادة الإيراني، آية الله مهدوي كني، إن ألبرت أينشتاين تشيع في آخر حياته، والدليل quot;المفقودquot; على ذلك مراسلات بينه وبين آية الله بروجردي.


يعود الحديث الإيراني اليوم إلى مسألة اثارها الإيرانيون في العام 2007، حين قال آية الله بروجردي، المرجع الإيراني الأول، إن عالم الذرة المشهور وصاحب النظرية النسبية الشهيرة، الأميركي ذي الأصول اليهودية الألمانية، ألبرت أينشتاين، كاتبه في رسالة أشهر فيها إسلامه على المذهب الشيعي.
منذ الستينيات
حينها، بقي الأمر طي المواقع الإيرانية ليس أكثر، أما اليوم، فقد أعاد المسألة إلى الحياة مقطع فيديو نشر على يوتيوب، ويظهر فيه آية الله مهدوي كني، رئيس مجلس خبراء القيادة الإيراني، متحدثًا أمام ما يمكن ان يكون جمعًا طلابيًا، قائلًا بالفارسية إن أينشتاين اعتنق الإسلام الشيعي، واتبع مذهب الإمام جعفر الصادق. أضاف: quot;بعض الكتب الأجنبية تنقل عن أينشتاين أنه مسلم على المذهب الشيعي ومحب للإمام جعفر الصادقquot;.
ويعود عهد مراسلات أينشتاين-بروجردي إلى ستينيات القرن الماضي، وتحدثت عنها مواقع إخبارية عددية، من دون إبراز أي قرينة على صحة الأمر، أي لم ير العالم اي رسالة من هذه الرسائل، التي كتبها بروجردي بالعربية، ورد عليها أينشتاين بالألمانية، كما لم نعرف من كان المترجم في كل طرف.
لا رسالة
ثمة دليل حسي وحيد لا يشك حتى اليوم في صدقيته، بالرغم من غياب اي أثر لهذه المراسلات. إنه كلام آية الله علوي، حفيد بروجردي، الذي أكد في مقابلة صحفية حصول تراسل شفهي بين جده وأينشتاين، تولاه عالم الفيزياء الإيراني البروفيسور محمود حسابي، غير أنه لم يؤكد ولم ينف اعتناق أينشتاين الإسلام وقبوله المذهب الشيعي. واكتفى علوي بوصف هذه العلاقة الغامضة باللغز، quot;إذ لا وجود لأي رسالة بخط يد آية الله بروجردي موجهة إلى أينشتاين بين آثاره الباقيةquot;.
غير أن موقع آثار آية الله بروجردي على الانترنت روى توسيط العالم الايراني إبراهيم مهدوي بعضًا من المساهمين المعروفين في شركتي مرسيدس وفورد لشراء هذه الرسالة من سمسار آثار يهودي، مقابل ثلاثة ملايين دولار، من دون معرفة ما لهؤلاء المساهمين من صلة في الموضوع. ويقول الموقع أن خط الرسالة أخضع للفحص من قبل الخبراء، وتمت مطابقته مع مخطوطات بخط يد أينشتاين، وثبت أنه كتبها بخط يده.

البيان
بحسب هذه الرسالة الغامضة، أينشتاين تشيّع في رسالة علمية أرسلها لبروجردي عنونها بكلمة quot;البيانquot;، أو Die Erklarung بالألمانية، وتضمنت المراسلات السرية بينه وبين بروجردي، وطابق فيها أينشتاين نظريته للنسبية مع آيات قرآنية ومقتطفات من نهج البلغة للإمام علي، وروايات شيعية حول الاسراء والمعراج كما وردت في بحار الأنوار للعلامة الإيراني محمد باقر مجلسي، وترجمها حميد رضا بهلوي، شقيق آخر شاه لإيران، من العربية إلى الإنجليزية.
وفي هذه الرسالة، يقول أينشتاين أن النسبية ظهرت اولًا في آثار شيعية، لكن العلماء لم يتنبهوا إليها. إحدى هذه الآثار منقولة عن مجلسي في كتابه بحار النوار، عن معراج الرسول: quot;عند ارتقاء النبيّ من الأرض، تصطدم رجله - صلّى الله عليه وسلمndash; أو عباءته بآنية من الماء، وتنقلب فتهرق الماء، وعند رجوعه من المعراج يشاهد الماء ما زال يجري من الآنية، رغم مرور الوقتquot;. فتزعم الرسالة أن أينشتاين ثمن هذه الرواية، ووصفها بالعلميّة لأنها أول دلالة على نسبية الزمان، التي سبق أئمة الشيعة العالم في اكتشافها.
وبحسب quot;البيانquot;، يتطرّق أينشتاين لعقيدة المعاد الجسماني، ليثبته بعكس معادلة النسبيّة الشهيرة بين المادة والطاقة، ما يدل على أن أجسادنا قادرة على التحول إلى طاقة، والعكس صحيح.
إن كان الأمر هذا صحيحًا، فلِمَ أوصى أينشتاين أن تحفظ مخطوطاته ومراسلاته بعد موته في الجامعة العبرية في القدس؟ وأن تنقل حقوق استخدام اسمه وصورته إلى هذه الجامعة بالذات؟ وهذا السؤال الذي اجاب عنه مغالو إيران على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ قالوا إنها مؤامرة quot;صهيونيةquot;، قضت بإخفاء المسألة عن العالم، وتلفيق الوصية، لحرمان الشيعة من هذا الانجاز.