تابع اللبنانيون أمس عملية تحرير راهبات معلولا، بعد اختطافهن منذ اكثر من ثلاثة أشهر، بأعصاب مشدودة وأعين شاخصة الى كل لحظات عملية التحرير.

بيروت: إنهن راهبات معلولا.. المحرّرات هذه المرة، فبعد اختطافهن في 3 كانون الاول /ديسمبر من العام الماضي، بقيت الاعين شاخصة امس على تحرير راهبات معلولا المختطفات، فعاش لبنان بكل أطيافه التفاصيل الدقيقة ومنها التعثّر في اللحظات الاخيرة على تحريرهن.

ماذا يقول المواطن اللبناني بعد تحرير الراهبات، وكيف عايش لحظات التحرير؟

الحاجة حياة

يضحك علي حب الله ويقول :quot; تابعنا عملية تحرير الراهبات في معلولا، وعندما تعثرت في اللحظات الاخيرة من مساء امس، حاولنا أن نتصل بالحاجة حياة ( التي سعت الى تحرير مخطوفي اعزاز) فالحل بيدها وهي ذات تجربة وتعرف بالموضوع اكثر من غيرها، ثم يضيف:quot; الحمدالله على سلامتهن، فنحن لا نريد لأي شخص بريء أن يكون ضمن حلقة المخطوفين أو رهينة يتم التفاوض عليها، وخصوصًا راهبات معلولا.

الصلبان

ميرنا فارس تابعت حتى اللحظة الاخيرة عملية تحرير الراهبات في معلولا، واشارت الى أنه في الساعة العاشرة الا ربع سمعوا في نشرات الاخبار أن العملية عادت الى نقطة الصفر، الامر الذي احبط الكثيرين، لكن الحمدالله عادوا واطلقوا الراهبات، وحتى سمعنا أنهن لم يتعرضن لسوء المعاملة، ونأمل أن يكون ذلك صحيحًا، غير أن منعهن من ارتداء صلبانهن هو مؤشر سلبي ويشير ربما الى سوء معاملة قد حصلت معهن.

دير معلولا

ليلى ديب من زوار دير معلولا الدائمين، وتقول ان الدير شكّل لسنوات محجّة لها ولافراد أسرتها، وأسفت لما حصل لراهبات معلولا، وكيف اختطفن لمدة ثلاثة أشهر، وهو امر غير مقبول ابدًا فما ذنبهن في الحروب الدائرة، وأملت في المستقبل أن يتم الافراج عن المطرانين المخطوفين.

مدير عام الامن العام

جهاد رياشي نوَّه بجهود مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي برأيه يشكل شخصية وطنية، فقد عمل في السابق على تحرير مخطوفي اعزاز، واليوم بالطريقة ذاتها عمل على تحرير راهبات دير معلولا، كما امل أن يستمر العمل من اجل تحرير كل مختطف وعودته الى اسرته سالمًا، ويجب أن يصب العمل في المستقبل على تحرير المطرانين المخطوفين اذ برأيه لا ناقة ولا جمل لهما في الاحداث الحاصلة.

مغامرة الانتظار

منير بعلبكي اشار الى مغامرة الانتظار التي عاشها معظم اللبنانيين امس، فالجميع تسمّروا أمام شاشات التلفزيون بانتظار الافراج عن راهبات معلولا، وكانت بعض الاخبار تصل الى أن احداهن في حالة صحية سيئة، أو ربما ماتت، وأكد أن قلوب الجميع كانت مع عائلات تلك الراهبات، والشعور نفسه عايشناه منذ فترة قبل الافراج عن مخطوفي اعزاز، وبرأيه على عمليات الخطف في لبنان وسوريا أن تنتهي، اذ لا مجال ان تقع الواقعة على اشخاص ابرياء، كل ما فعلوه أنهم تواجدوا في المكان الخطأ، وكانوا quot;كبش محرقةquot; بالنسبة للمتصارعين في سوريا.

جنان صهيون اعربت عن سعادتها بأن كل الراهبات بخير، وهذا الاهم اليوم، لأن الخوف كان أن تكون بعضهن قد تعرضن لمضايقات، وهذا ما تم نفيه من قبل الكثيرات منهن، كما املت أن تنتهي الاحداث في سوريا ويعود الجميع الى وطنه ودياره بخير.