هل يتحقّق يومًا حلم العرب بنطاقات إنترنت ناطقة باسمهم، يواكب حقيقة أن اللغة العربية هي الأسرع نموًا في مجال المحتوى الرقمي، والخامسة عالميًا من حيث عدد الناطقين بها؟.


اللغة العربية ليست قاصرة عن مواكبة العصر الرقمي الحديث، لأنها اللغة الأسرع نموًا في مجال المحتوى الرقمي، إلا أن النطاق لم يجد بعد طريقه للظهور باللغة العربية، بالرغم من أنه موجود في غالبية اللغات الحية، مع الاعتراف بغلبة اللغة الانكليزية، التي تسمّى أصلًا لغة الانترنت.

تجارب وخيبات
قبل ثلاثة عشر عامًا، لمعت فكرة ابتكار نطاقات إنترنت باللغة العربية في رؤوس بعض العرب الغارقين حتى آذانهم في لغة الواحد صفر واحد صفر، إلا أن الفكرة بقيت تراوح مكانها، ولم تفلح مبادرات خجولة في الوصول إلى أي مكان، إذ كان من الصعب حينها تفعيل نطاقات عربية في غياب متصفحّ يدعم اللغة العربية.

لم تمت الفكرة، لكنها تجمّدت، لتعود في العام 2005، حين عرضت السعودية مشروعًا تجريبيًا لفريق مختص من دول مجلس التعاون الخليجي، لاستخدام اللغة العربية في أسماء مواقع الإنترنت.

حينها، بدا الأمر حلمًا على قاب قوسين من التحقق. فسجل الكثيرون أعدادًا كبيرة من النطاقات العربية. ولم يرَ المشروع التجريبي النور، حتى العام 2009، حين أعلن المجلس العالمي المنظم للإنترنت (أيكان) البدء بتسجيل نطاقات إنترنت باللغات المحلية.

فسارعت مصر إلى إعلان إطلاقها أول نطاق عربي على الإنترنت، هو (.مصر)، تلتها السعودية، فالإمارات. ولدت هذه النطاقات في 6 أيار (مايو) 2010، بعد إضافة النطاقات العربية (.السعودية، .إمارات، .مصر) إلى خوادم أيكان الأساسية.

في الانتظار
لم ينتج ازدهار المحتوى العربي الرقمي تسارعًا في ابتكار نطاقات إنترنت عربية جديدة، أو حتى تعريب الأجنبي منها. فالإنكليزية طاغية جدًا، ما أدى إلى انحسار نطاقات الانترنت العربية تدريجًا، حتى صارت طفيفة جدًا، علمًا أن العربية هي خامس لغات العالم في عدد الناطقين بها.

وفي أحدث محاولات استرجاع الماضي، في مجال ابتكار نطاقات عربية في الإنترنت، أعلنت شركة quot;دوت شبكة ريجستريquot; في أيار (مايو) 2013، عن اعتمادها رسميًا من (أيكان) لتقديم نطاق عربي عالمي جديد (.شبكة)، بديلًا من (com.) و(net.) و(org.)، والجميع في انتظار ما ستؤول إليه هذه التجربة.