هدمت الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) أماكن دينية صوفية في محافظة الرقة منذ بسط سيطرتها عليها، فيما تركت المقدسات الشيعية.

الغالبية من سكان الرقة ريفا ومدينة quot;في القسم الشماليالشرقي لسوريا على ضفة نهر الفرات، تبعد مسافة 195 كيلومتراً عن مدينة حلب و560 كيلومتراً عن مدينة دمشق quot;الغالبية ينتمون ويقدسون الرموز الصوفية مقام اويس القرني، وعمار بن ياسر، والصحابي ابي بن كعب، كان رزما صوفيًا لمدة عقود إلى أن جاء نظام البعث وتحول المقام إلى مثابةحسينية تابعة لإيران لما يحمل من قداسة عن الطائفة الشيعية أيضًا.
بعد سيطرة دولة العراق والشام على المدينة لم تهدم هذه الرموز الدينية التي تخالف عقيدة التنظيم، إنما قامت بهدم المقامات الدينية في الريف فقط، حيث قامت بهدم مقام النبي ابراهيم الخليل وهدمت مؤخرًا مقام رجل صالح (ابو العيش) في تل ابيض. وهذه الرموز الدينية لها قداسة خاصة عند اغلبية سكان المنطقة ولهم معتقداتهم الخاصة بها.
وتساءل ناشطون سوريون quot;لماذا تترك داعش مقام اويس القرني وعمار بن ياسر الحسينية الايرانية سابقًا وتهدم بقية المقدسات الدينية الصوفية؟quot;.
ارتباط مع ايران
مصطفى من شباب تل ابيض قال لـquot;إيلافquot; quot;اذا افترضنا جدلاً أنّ quot;داعشquot; كما تدّعي جاءت لتطبّق المنهج النبوي على حذافيره، كما يدافع عن ذلك أنصار التيار السلفي بشقيه الجهادي والدعوي، والذي يأخذ من أحد الأحاديث النبوية الشريفة ضرورة عدم قيام مقامات على قبور الأولياء والصالحين، ولو أنه يوجد الكثير من الاختلافات بالآراء حول هذه القضية، فالذي يهدم مقاماً يُحسب أنه أحد أماكن الزيارة والتبرك لأتباع المذهب الصوفي بدعوى وجود قبور داخل تلك المقامات، فالواجب عليه أن يتعامل بسواسية ويهدم أيضاً المقامات المقدسة لدى أتباع المذهب الشيعي لاحتوائها على قبورquot;.
ونوه مشددًا: quot;أنا لا أبرر هدم كل المقامات والأماكن المقدسة، لكن أفعال داعش تؤكد بشكل أو بآخر ارتباطها المباشر وغير المباشر بالنظام الإيراني وأدواتهquot;.
وبحسب موقع خاص للمقامات تشتهر البقعة المطهرة التي بنيت عليها المقامات المشرفة عند أهالي محافظة الرقة بإسم (سيدي ويس) أو (الشيخ ويس) أو (جدنا ويس) نسبةً الى التابعي الجليل أويس بن عامر القرني رضوان الله عليه الذي لاقى إهتماماً كبيراً في هذه المنطقة بسبب قدم الطرق الصوفية المنتشرة فيها، بحيث تعتبر طريقة الأويسيات أو الأويسات إحدى هذه الطرق الهامة، والتي تنتشر في مختلف المناطق السورية ومركزها في سهل الغاب بقرية الحويجة بالقرب من حلب، بالإضافة إلى انتشارها في شتى أنحاء العالم الإسلامي، لذلك فقد حظي أويس بإهتمامٍ خاص من قبل سكان المنطقة فبنوا عليه غرفة صغيرة تعلوها قبة، بينما تركت بقية القبور على حالها وسوّر بعضها الآخر بسياج حديدي، وقد ذكر الرحالة الألماني quot;أرنست هرتزفيلدquot; أثناء زيارته quot;للرقةquot; عام 1907 أنه وجد على قبة quot;أويس القرنيquot; كتابة بالعربية مفادها: بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين.
قام بتجديد هذا المقام quot;مسلم الرقي بن علي آغا بن المرحوم إسماعيل آغا العام 1737 م جرى ذلك في زمن quot;رضوان باشاquot; وإلى quot;الرقةquot; وquot;الرّهاquot; المقيم في quot;أورفاquot;، ثم جرى تجديد آخر للقبة في زمن السلطان العثماني quot;عبد المجيد خانquot;.
وفي سنة 1983م قررت محافظة الرقة إزالة القبور القديمة والحديثة من مقبرة عمار بن ياسر وأويس القرني، كي تشيد على أنقاضها حديقة ومنتزهًا عامًا، فاقترحت ايران على سوريا تبني بناء مسجد يجمع بداخله مقامات هؤلاء الصحابة والتابعين، وبالفعل بدأ العمل بهذا المشروع العام 1986، وتم الإنتهاء منه وافتتاحه العام 2004.
ويتألف المقام من ثلاثة أبنية تتوسطها أضرحة للصحابي عمار بن ياسر والتابعيين أويس القرني وأبي بن قيس النخعي رضي الله عنهم، كما يحوي الطابق العلوي للمقام غرفاً وصالات ومطابخ لاستقبال الزوار.
وقد كُتب على الجدار الداخلي لمقام عمار بن ياسر من جهة القبلة سورة التوحيد وسورة الكوثر بخط الثلث.