الحيرة التي أصابت الخبراء بسبب تحول الطائرة الماليزية إلى أثر بعد عين منذ اختفائها عن أجهزة الرادار، ليست الأولى من نوعها. فالتاريخ يحدثنا عن قصص مشابهة لحالات إختفاء غامضة وعجيبة لطائرات.


لميس فرحات من بيروت: صدمة اختفاء الطائرة الماليزية رحلة MH370 استحوذت على اهتمام الملايين حول العالم، فيما لا يزال البحث عن الطائرة وركابها وطاقمها مستمراً.

ما الذي حدث للركاب الـ 239 وأفراد الطاقم بعد مغادرة الطائرة كوالالمبور يوم السبت؟ هذا السؤال الذي بدأ بالخوف والقلق أصبح يتسم بنبرة حزينة ويائسة على نحو متزايد مع مرور الأيام.

ليس الأوّل

على الرغم من مأساوية هذا الحادث، إلا أنه ليس الأول من نوعه، فتاريخ الطيران يتضمن عدة حوادث مشابهة علقت في أذهان الناس منذ مئات السنين حتى الرحلة الماليزية اليوم.

في حين أنه من النادر للغاية أن تختفي طائرة ببساطة من دون أن تترك أي أثر يذكر، إلا أن تاريخ الطيران شهد نصيبه من حالات الاختفاء الغامضة والرحلات التراجيدية التي اختفت حرفياً عن الرادار قبل أن تفقد نهائياً.

في التالي ستة أسرار غامضة لم تحل حتى اليوم، أو استغرقت سنوات طويلة لمعرفة مصيرها بعد جهود مضنية من المحققين وفرق الإنقاذ:

الخطوط الفرنسية الرحلة 447

طائرة الايرباص A330 التي انطلقت من ريو دي جانيرو الى باريس سقطت في المحيط الأطلسي في عام 2009، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب وأفراد الطاقم الـ 228 على متن الطائرة.

لكن الأمر استغرق خمسة أيام كاملة من عمليات البحث التي قادتها فرق البحث والانقاذ للعثور على حطام وثلاث سنوات أخرى للمحققين حتى يعرفوا أن بلورات الثلج تسببت في تعطل الطيار الآلي وقطع الاتصال. حتى اليوم، لم يتم انتشال جثث 74 راكب كانوا على متن الرحلة.

أميليا إيرهارت

واحدة من أساطير الطيران الشهيرة هي اختفاء أميليا إيرهارت التي كانت واحدة من أشهر الطيارين بعد أن فقدت طائرتها (اليكترا) ذات المحركين فوق المحيط الهادئ في عام 1937 في محاولتها للإبحار حول العالم.

ولم يعثر على أي أثر للطائرة أو لأميليا، على الرغم من حملة بحث بلغت قيمتها ملايين الدولارات. وأعلن رسمياً عن وفاة إيرهارت في عام 1939.

رحلة النمر الطائر 739

غادرت رحلة من طيران الجيش الأميركي غوام في عام 1962 مع أكثر من 90 فرداً متوجهة إلى الفلبين، لكنها لم تصل أبداً، كما أن الطيارين لم يصدروا نداء استغاثة.

وشارك 1300 شخص في البحث العسكري الأميركي ولم يتم العثور على أي أثر لحطام الطائرة. في ذلك الوقت، زعم أفراد طاقم سفينة ليبيرية ناقلة انهم شاهدوا ضوءاً غير اعتيادي في السماء في الوقت التقريبي للرحلة، لكن مجلس الولايات المتحدة للملاحة الجوية المدنية قال انه quot;غير قادر على تحديد السبب المحتمل للحادثquot;.

الخطوط البريطانية وجنوب أميركا

استغرق الأمر أكثر من 50 عاماً للعثور على أي أثر للـ 11 شخصاً الذين كانوا على متن رحلة عام 1947 التي اختفت في جبال الانديز. لكن أي من هذه الجهود لم تفلح إلى أن وجد اثنان من متسلقي الصخور الأرجنتينيين حطام محرك في جبال الأنديز في عام 1998، وبعث الجيش في وقت لاحق بفريق كشف ليجد أن هناك بقايا لجثث في الموقع.

ويقول البعض إن انهياراً جليدياً تسببت به الطائرة عندما تحطمت في جبل توبانغاتو، أدى إلى دفنها في الثلج مما جعل من ايجادها مهمة مستحيلة في ذلك الوقت.

مثلث برمودا

هناك سلسلة من حالات الاختفاء التي أدت إلى تسمية هذا الموقع quot;مثلث الشيطانquot;.

اختفت طائرتا ركاب من الخطوط الجوية البريطانية وجنوب أميركا في المنطقة في عام 1948 و 1949، وفقد أكثر من 51 شخصاً على الرحلتين لم يتم العثور على جثثهم حتى اليوم.

في عام 1945، أجرت خمس قاذفات أميركية مهمة تدريبية فوق المنطقة ولم يعثر عليها منذ حينها، كما أن طائرة البحث التي أرسلت وعلى متنها 13 شخصاً للبحث عن القاذفات احتفت بدورها.

رحلة سلاح جو الأوروغواي 571

كانت هذه الطائرة متوجهة إلى سانتياغو، شيلي وعلى متنها 45 راكبا وافراد الطاقم، لكنها تحطمت في جبال الانديز بسبب سوء الأحوال الجوية في عام 1972، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً.

ولم تعلم السلطات بمصير أي من الناجين لمدة 72 يوماً. في هذه الأثناء، قتل ثمانية منهم في انهيار جليدي ضرب حطام الطائرة حيث كانوا يحتمون، فيما اضطر الـ 16 المتبقين إلى أكل جثث رفاقهم الذين قتلوا للبقاء على قيد الحياة، إلى أن عُثر عليهم أخيراً بعد أكثر من شهرين على سقوط الطائرة.