تتابع فصول لغز اختفاء الطائرة الماليزية، إذ لم تجد فرق البحث اثرًا لها حتى الساعة، على الرغم من تجنيد 40 سفينة و34 طائرة في عمليات التفتيش، ومن مشاركة الصين والولايات المتحدة وأستراليا ودول أخرى من جنوب شرق آسيا في البحث.


بيروت: تتكشف المعلومات شيئًا فشيئًا عن مسائل غامضة حصلت للرحلة 370، إذ كشفت السلطات الماليزية عن أن أحد الشخصين اللذين صعدا على متن الطائرة المفقودة بجوازي سفر مسروقين إيراني الجنسية.

وأعلن الامين العام للانتربول رونالد نوبل الثلاثاء امام الصحافيين ان quot;فرضية وقوع عمل إرهابي تستبعدquot; في التحقيق في اختفاء الطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية. وقال quot;كلما حصلنا على معلومات ، نتجه للاستنتاج انه ليس حادثا ارهابياquot;.

وبخصوص وجود شخصين على متن الطائرة كانا يحملان جوازي سفر مزورين قال quot;ان هذا الامر يتعلق بمسألة اتجار بالبشرquot;. واضاف quot;لدينا قناعة متزايدة بأن هذين الشخصين ليسا إرهابيينquot;. وقال quot;بفضل وسائل الاعلام عرفنا من كان على لائحة الطائرة وعرفنا على الفور انهما جوازا سفر مسروقانquot;.

وبحسب نوبل، فإن الراكبين اللذين استخدما جوازي سفر مسروقين، نمساوي وايطالي، هما ايرانيان غادرا من الدوحة الى كوالالمبور مستخدمين جوازي سفرهما الايرانيين. ولقد استخدما جوازي السفر الاوروبيين المسروقين حين صعدا الى الطائرة في ماليزيا.

وأضاف نوبل: quot;الشخص الثاني إيراني ويبلغ من العمر 29 عاماquot;، لكنه لم يكشف عن اسمه. وقال نوبل إن الشخصين دخلا إلى ماليزيا في 28 شباط (فبراير) الماضي بجوازي سفر ماليزيين ساريي المفعول.

من جهتها، أصدرت شركة الطيران الماليزية بيانًا أكدت فيه أن خمسة من الركاب ممن لم يكونوا على متن الرحلة 370 قدموا إلى المطار بالفعل، لكنهم لم يصعدوا إلى متن الطائرة.

السيد علي

وقد اكتشف المحققون أن إيرانيًا حجز مقعدين على الطائرة، تبين لاحقًا أن جوازي السفر المستخدمين مسروقان من نمساوي وإيطالي في تايلاند، استخدمهما راكبان ملامحهما غير آسيوية شرقية. وقالت تقارير وردت في صحف ماليزية إن إيرانيًا معروفًا بلقب quot;السيد عليquot; حجز بالهاتف تذكرتين عبر وكالة غراند أوريزون للسياحة والسفر في مدينة باتايا السياحية في تايلندا.

وقالت التايلاندية بنجابورن كروتنيت، مالكة الوكالة، إنها تعرف quot;السيد عليquot; منذ سنوات، وأوضحت السلطات التايلاندية بعدها أن اسمه الحقيقي كاظم علي. قالت: quot;في أول آذار (مارس) الجاري، طلب مني حجز تذكرتين لشخصين بسعر مخفض إلى أوروبا، فحجزت للأول على الخطوط القطرية وللثاني على الاتحاد الإمارتيةquot;.

لم يتصل quot;السيد عليquot; ثانية بالوكالة. لكنه عندما اتصل بعد ايام ليؤكد الحجز الذي انتهت صلاحيته الزمنية، اضطرت كروتنيت - حين اتصل مجددًا - لحجز المقعدين على الخطوط الماليزية الخميس الماضي، لأن الرحلة إلى أوروبا عبر بيجينغ أرخص سعرًا.

صبغ لحيته

أجرت القناة الفارسية في هيئة الاذاعة البريطانية مقابلة مع رجل إيراني إدعى أن أحد الراكبين صديقه، والثاني صديق صديقه. وبيّنت أنها تعلم اسمي الإيرانيين اللذين صعدا إلى الطائرة بجوازي سفر مسروقين في تايلند.

وقال الرجل للقناة إن صديقه صبغ لحيته ليشبه الصاحب الأصلي للجواز المسروق، ورافقهما لشراء التذاكر، quot;بعدما اتصل صديقي منذ أيام المدرسة بي عبر فايسبوك لدى وصوله إلى ماليزياquot;، كما زعم.
إذا صح هذا الأمر، من السهل التعرف إلى صديقه من صور التقطتها كاميرات للركاب وهم في مطار كوالالمبور قبل صعودهم إلى الطائرة المختفية.

ايراني أراد اللجوء في السويد

أفادت الشرطة السويدية فرانس برس الثلاثاء ان احد الراكبين الاثنين اللذين استخدما جوازين مزيفين لركوب الرحلة ام اتش370 التابعة للطيران الماليزي اراد التوجه الى السويد لطلب اللجوء.

ونقلت صحيفة افتونبلاديت السويدية ان الايراني البالغ 29 عاما يدعى ديلاور سيد محمد رضا لكنه استخدم جواز سفر ايطاليا مزورا باسم لويدجي مارالدي.

واعلنت متحدثة باسم شرطة غوتيبورغ (جنوب غرب) ان الايراني انطلق من كوالالمبور متجها الى مالمو عبر بكين ثم امستردام وكوبنهاغن.

واطلع شخص تربطه به صلة قرابة بعيدة كان ينتظره الشرطة السويدية ان الشاب موجود على الطائرة التي فقد اثرها السبت.

اما الراكب الاخر الذي استخدم جواز سفر مزورا فيدعى بوري نور محمدي ويبلغ 19 عاما بحسب الصحيفة التي افادت انه كان ينوي التوجه الى المانيا بجواز نمساوي.

ولا يحتاج الايرانيون الى تأشيرة لدخول ماليزيا للسياحة، ما يجعل من هذا البلد نقطة عبور مميزة للساعين الى الفرار من الجمهورية الاسلامية.

السي آي إيه

اعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) الثلاثاء انه لا يستبعد فرضية العمل الارهابي في قضية اختفاء الطائرة الماليزية المفقودة منذ السبت.

وقال جون برينان انه quot;ورد عدد من اعلانات تبني المسؤوليةquot; عن فقدان الطائرة quot;الا انه لم يتم تأكيدها او التحقق منهاquot; بعد، مؤكدا انه لا يستبعد احتمال ان يكون اختفاؤها بسبب عمل ارهابي.

ولم يكشف برينان عن مزيد من التفاصيل الا انه اول مسؤول اميركي يشير الى اعلان مفترض عن مسؤولية اختفاء الطائرة.

وردا على سؤال حول ما اذا كان يستبعد اي عمل ارهابي، قال برينان quot;لا، لا استبعد ذلكquot;.

وقال برينان، مستشار مكافحة الارهاب السابق للرئيس باراك اوباما، انه توجد العديد من الاسئلة التي ليست لها اجابات، ومن المبكر التوصل الى اية استنتاجات حول الطائرة التابعة للخطوط الماليزية والتي اختفت السبت وعلى متنها 239 راكبا بعد اقلاعها من كولالمبور متوجهة الى بكين.

واضاف quot;نحن ندرس المسألة بدقة بالغة .. ومن الواضح ان الحادث لا يزال غامضاquot;.

وفي ظهور علني نادر، القى برينان كلمة واجاب على اسئلة في حفل في واشنطن نظمه مجلس العلاقات الخارجية.