استبعد مصدر حكومي في لبنان، في إفادة لـquot;إيلافquot;، إدخال أي تعديلات جديدة على الفقرة المتعلقة بالمقاومة في البيان الوزاري، حسب ما يطالب حزب الكتائب الذي لوح بإحتمال استقالة وزرائه.


طارق عبد الهادي من بيروت: لن يغيّر الموقف الكتائبي المتحفظ على البيان الوزاري في لبنان، والمهدد بالاستقالة ما لم تعدّل الفقرة المتعلقة بالمقاومة في هذا البيان، أي شيء في المسار الحكومي.

فالحكومة ذاهبة الى مجلس النواب الاربعاء المقبل للمثول امامه لمناقشة بيانها الوزاري على مدى يومين ويمنحها الثقة بعدها بأكثرية تفوق المئة وعشرة أصوات، وتنطلق بعدها الى المهمات التي تنتظرها ولعل ابرزها اجراء انتخابات رئاسة الجمهورية، واقرار قانون انتخابي جديد اذا تسنى لها ذلك، والا تترك هذه المهمة لحكومة جديدة ستؤلف بعد انتخاب رئيس الجمهورية الجديد بعد 25 ايار المقبل، حيث يتسلم مهماته وتنتهي ولاية الرئيس الحالي ميشال سليمان.

واستبعد مصدر حكومي إدخال أي تعديلات جديدة على الفقرة المتعلقة بالمقاومة، حسب ما يطالب حزب الكتائب الذي لوح بإحتمال استقالة وزرائه.

وقال المصدر لـquot;إيلافquot; إن لا استقالة كتائبية من الحكومة، وان ما اعلنه الحزب هو مواقف مبدئية ينسجم فيها مع موقف جمهوره، لكنه لن يضيع فرصة مشاركته بهذا الحجم الكبير في الحكومة، حيث تمثّل فيها بثلاثة وزراء للمرة الاولى، حيث كان يمثّل عادة بوزير واحد.

وقال أحد الوزراء لـquot;إيلافquot; إن quot;ما يحصل الآن هو أن حزب الكتائب سيعمل على الافادة شعبياً وانتخابياً من مشاركته في الحكومة بحجم يبلغ ثلاثة وزراء، وهو حجم تمثيلي حكومي يحصل عليه حزب الكتائب للمرة الاولى منذ عشرات السنين، وذلك من اجل تعزيز حضوره على الساحة السياسية عمومًا والمسيحية خصوصاً.

وفي المقابل، فإن حزب quot;القوات اللبنانيةquot; الذي رفض المشاركة في الحكومة، سيحاول الاستفادة شعبيًا من هذا الموقف المبني على شعارات سيادية يعتقد أنها quot;شعبيةquot; في الشارع المسيحي في مواجهة منافسيه من قوى مسيحية أخرىquot;.

سلام يلتقي الكتائب

وبعد استقباله النائب سامي الجميل خلال النهار، استقبل رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومي رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل، يرافقه الوزير السابق سليم الصايغ والنائب إيلي ماروني.

واستمع الى وجهة نظره في شأن البيان الوزاري والملاحظات التي عبرت عنها قيادة حزب الكتائب.

وافاد بيان وزعه المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة أن سلام quot;ثمّن العرض الذي قدمه الرئيس الجميل وأعرب عن تفهمه للهواجس التي طرحها، مشيدًا بالدوافع الوطنية لموقف القيادة الكتائبية وتحفظها على ما اعتُبر غموضاً أو التباساً في مضمون البيان الوزاريquot;.

وأوضح سلام خلال اللقاء أن البيان الوزاري لحكومة المصلحة الوطنية quot;أكد على التمسك بسيادة الدولة وبسلطتها ووحدانية قرارهاquot;.

وقال إن الحكومة quot;شدّدت في بيانها على وحدة الدولة اللبنانية ومرجعيتها الحصرية في كل ما يتعلق بالقضايا المتصلة بالسياسة العامة، كذلك أكدت مسؤولية الدولة ودورها في صون سيادة البلاد واستقلالها وسلامة ابنائهاquot;.

وأضاف سلام quot;أن التوافق على البيان الوزاري كان إنجازًا للجميع، وأنهى مرحلة من التجاذب السلبي، الذي استغرق كثيراً من الوقت والجهد، لمصلحة صيغة مقبولة ليس فيها رابح وخاسر، أعادت أجواء التوافق التي تنعكس ايجاباً على عمل الحكومةquot;.

وقال سلام quot;إن اللبنانيين ينتظرون من يعالج مشكلاتهم ويأملون بانتظام عمل مؤسساتهم الدستورية سريعًا. ولذلك بات ملحاً التطلع الى الأمام لنيل ثقة مجلس النواب تمهيداً للانطلاق في عمل حكومي مثمر يتصدى للأولويات الملحة على جدول الأعمال الوطنيquot;.

وختم quot;إننا ننظر بايجابية الى استمرار حزب الكتائب في تحمل المسؤولية الوطنية داخل مجلس الوزراء ونتطلع الى مساهمة وزرائه الفاعلة في العمل الحكومي المرتجىquot;.

الجميل

ومن جهته، قال الرئيس الجميل: quot;تشرفت بلقاء الرئيس تمام سلام، والجميع يعلم طبيعة العلاقة التي تربطنا به والمحبة التي نكنها له، والإجتماع كان ودياً وبحثنا موضوع البيان الوزاري، والجميع يعرف موقفنا من موضوع البيان والإعتراضات التي أدلينا بها، وكان الكلام صريحاً مع الرئيس سلام، وسيكون لي لقاء في القريب العاجل مع الرئيس ميشال سليمان، وأتمنى أن نحصل من خلال هذه الإتصالات جميعها على بعض الإيضاحات والإيجابيات لنطمئن ويطمئن معنا الرأي العام اللبناني الذي يوافقنا في نظرتنا الى الأمور وتتحقق المصلحة الوطنية بكل معنى الكلمة كما هو شعار الحكومة الحاليةquot;.

جنبلاط

الى ذلك انتقد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ما حصل من نقاش في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة التي اقرت البيان الوزاري للحكومة.

وقال في موقفه الاسبوعي لصحيفة quot;الانباءquot; الالكترونية التي يصدرها الحزب التقدمي الاشتراكي: quot; ﻻ شك في أن كمال جنبلاط كان سابقاً لأوانه في قراءة الكثير من التحوﻻت الكبرى في المنطقة العربية، وفي التزامه القضية الفلسطينية ودفاعه عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل حتى الشهادة، وفي تمسكه بإصلاح النظام السياسي اللبناني من لوثته الطائفية والمذهبية، وفي إصراره على عروبة لبنان باﻻضافة إلى مفاهيم العدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية، وفي مشاركته توق الشعوب العربية للتحرر من الديكتاتورية والقمع، وفي مقاربته الفكرية والفلسفية المتقدمة للعديد من القضايا ولكن شاء القدر أن يذهب في ذلك اﻻوان وللقدر توقيته. ولعل ذاك التوقيت وفر عليه أن يعيش مشاهد اﻻنحطاط غير المسبوقة في السياسة اللبنانية التي وصلت إلى درجة من إنعدام اﻻخلاق السياسية التي لطالما تمسك بها.

فهل نذكر تلك الليلة الليلاء، ليلة الحشر، حشر الحكومة لنفسها في الساعات الأخيرة ﻻستيلاد البيان الوزاري، وحشر المواطنين في سياراتهم لساعات وساعات بسبب اﻻجراءات اﻷمنية التي رافقت مهرجان الشعر والبلاغة حيث ألقيت أبدع الخطب وأرق الكلمات وأعذبها مع المطوﻻت الرنانة الطنانة التي قلما إكترث لها المواطنون المعتقلون على الطرقات بإنتظار الفرج؟quot;.

وختم جنبلاط: quot;إنه عذاب الدنيا أن نتحمل مع اللبنانيين تلك النقاشات السفسطائية الوزارية وأن يسجن المواطنون على الطرقات والشوارع. المهم أن الحشر واقع والعرض متواصل..رحم الله كمال جنبلاط، فالقدر أخذه في الوقت المناسب!quot;.