كشفت إيران عن إحباط محاولة التخريب في مفاعل آراك النووي، الذي يعتبره الغرب مصدرًا محتملاً للبلوتونيوم اللازم لصنع قنابل نووية.

قال مساعد منظمة الطاقة الذرية الايرانية في شؤون الحراسة والامان أصغر زارعانإنه quot;في ظل الرصد الذكي على المعدات النووية، التفتنا الى أن عدة عمليات كانت قد اجريت بصورة ميكانيكية في عدد من مضخات الدائرة الثانية لمشروع quot;آي آر 40quot; في اراك كي يعملوا عبر ذلك على الاخلال في مسار عمل المحطة، ولكن تم الكشف عن ذلك واحباطه قبل أن يتم استخدام هذه المعداتquot;.
وكثيرًا ما اتهمت إيران في السابق أعداءَها الغربيين وإسرائيل بالسعي لتخريب برنامجها النووي الذي تقول طهران إنه سلمي لكنّ الولايات المتحدة وحلفاءَها يخشون من أنه ربما يستهدف تطوير القدرة على انتاج أسلحة نووية. كما اتهمت أعداءَها باغتيال العلماء النوويين الإيرانيين.
لكن يعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إيران عن شكوك بِشأن التخريب منذ التحسن الكبير في العلاقات مع الغرب بعد انتخاب حسن روحاني المعتدل نسبيًا رئيسًا في حزيران (يونيو) الذي وعد في برنامجه الانتخابي بالتخفيف من عزلة طهران.
وبدأتالقوى الست وهي الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيااجتماعات معإيران مرة أخرى في فيينا، الثلاثاء، لمحاولة البناء على الاتفاق الموقت والتوصل إلى تسوية نهائية بحلول أواخر يوليو تموز لخلاف استمر لعشر سنوات بشأن الأنشطة النووية للجمهورية الإسلامية.

العناصر المتورطة
وحول العناصر الضالعة في محاولة التخريب، قال زارعان quot;اننا نقوم عادة باعداد هذه المعدات عن طريق المقاولين، وفي هذه الحالة كانت العملية من تخطيط الاجانب وبواسطة احد المقاولين الذي لم يكن له دور خاص فيها، اذ انه في مثل هذه العمليات يتم استغلال عدم اطلاع الافراد، ولكن لله الحمد جرى كشف واحباط هذه المحاولة عبر الاجراءات الذكية لزملائنا في الصناعة النوويةquot;.
وفي ما يتعلق بمختبر الكشف عن عمليات التخريب قال إن quot;لنا عددًا من المختبرات لمواجهة التخريب في المجالات الميكانيكية أو الكيميائية والالكترونية ونقوم باختبار أي معدات قبل استخدامها في العملياتquot;.
ولفت المسؤول الايراني الى أنه تم من قبل ايضًا الكشف خلال الاعوام الماضية عن عدد كبير من مثل هذه الاجراءات التخريبية والتي تم احباطها، واوضح بأنه لم يكن هنالك سبب يدعو للاعلان عنها واضاف، أنه تم الاعلان عن الحالة الخاصة الاخيرة لمناسبة اكمالنا مختبرات تخصصية ضد التخريب، وبالاجمال لا نرى سبباً يدعو للاعلان عن مثل هذه القضايا.

الاستخبارات الأجنبية
وتابع مساعد منظمة الطاقة الذرية الايرانية في شؤون الحراسة والامان القول: بما ان احد اساليب اجهزة الاستخبارات الاجنبية هو ابطاء الانشطة النووية الايرانية فقد استخدموا هذا الاسلوب منذ فترة طويلة لكنهم ولله الحمد لم يفلحوا.
يذكر أن مفاعل quot;آي آر 40quot; للماء الثقيل في اراك يعد ضمن مفاعلات الابحاث قيد الانشاء في البلاد، والذي سيستخدم في مجال الابحاث وانتاج الادوية المشعة.
وكان تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ذكر أن عددًا من المكونات الرئيسية للمفاعل لم يتم تركيبها بعد، ومنها مضخات التبريد. ولم يتضح على الفور ما إذا كان زاريان يشير إلى نوع آخر من المضخات.
وكان مصير مفاعل اراك من العقبات الرئيسية في المحادثات بين إيران والقوى العالمية الست العام الماضي، والتي أدت إلى اتفاق موقت تاريخي للحد من أنشطة برنامج إيران النووي مقابل تخفيف محدود للعقوبات.
وتعهدت إيران بموجب الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 20 يناير/ كانون الثاني ألا تركب أي مكونات إضافية للمفاعل أو تنتج وقودًا للمحطة خلال ستةأشهر، وهي مدة الاتفاق.