الرباط: اقتحم حوالي 500 مهاجر غير نظامي الثلاثاء الحدود الفاصلة بين المغرب ومدينة مليلية الأسبانية شمال شرق المغرب، في أكبر محاولة اقتحام يشهدها الجيب الإسباني خلال السنوات الأخيرة، على ما أفادت السلطات المحلية الإسبانية.

وبدأت عملية اقتحام الحدود، والتي وصفها عبد المالك البركاني محافظ مدينة مليلية بquot;العنيفةquot;، صباح يوم الثلاثاء، حيث هاجم حوالي 1000 مهاجر غير نظامي السياج المؤلف من ثلاثة صفوف من الاسلاك الشائكة ويشهد في الآونة الأخيرة ضغطا كبيرا من طرف المهاجرين.

واعلنت السلطات المغربية صباح الثلاثاء أنها أوقفت 250 مهاجرا غير نظامي اصيب 28 منهم و5 من رجال الامن بجروح خلال محاولتين كبيرتين لاجتياز السلك الحدودي بين المغرب ومدينة مليلية الإسبانية (شمال المغرب)، حسبما أفاد بيان للداخلية المغربية.

وقال البيان ان المحاولة الرئيسية جرت في السابعة صباحا بتوقيت غرينتش حين حاول quot;نحو 600 مهاجر في وضعية غير قانونية، صباح الثلاثاء، الدخول بالقوة إلى مدينة مليليةquot;، شمال شرق المغرب.

وأضاف البيان ان quot;المهاجرين لم يمتثلوا للتحذيرات المعتادة وقاموا بالرشق بالحجارة مما تسبب في إصابة 5 عناصر من قوات الأمنquot;، إضافة الى اصابة quot;28 مهاجرا تم نقلهم إلى مستشفى الحسني في مدينة الناظور (14 كلم عن مليلية) لتلقي العلاجات الطبية الضرورية عقب تعرضهم لجروح ناجمة عن الأسلاك الشائكة للسياج الحديديquot;.

وقالت الداخلية المغربية أنه quot;تم توقيف 102 من هؤلاء المهاجرين، من بينهم 28 جريحاquot;، إضافة الى توقيف quot;150 مرشحا للهجرة السريةquot; حاولوا الثلاثاء quot;حوالي الساعة الثالثة والنصف صباحاquot;. وحسب معطيات الداخلية بلغ عدد المهاجرين غير النظاميين الذين تم توقيفهم 252 مهاجرا، فيما بلغ عدد المصابين 33 ما بين مهاجرين (28) وعناصر أمن (5).

ومليلية وسبتة شمال المغرب هما الأراضي الأوروبية الأكثر قربا من القارة العجوز، وتتعرضان باستمرار لهجوم المهاجرين على سياجهما الفاصل البالغ طوله سبعة أمتار، والذي تعلوه أسلاك شائكة تندد الجمعيات الحقوقية باستعمال السلطات الإسبانية لها.

وشهدت مليلية نهاية شباط/فبراير عبور أكثر من 200 مهاجر بالقوة، في أكبر عملية اقتحام منذ سنة 2005، والتي سقط خلالها عدد من المهاجرين برصاص الحرس المدني الإسباني. ويأوي مركز استقبال المهاجرين في مدينة مليلية اليوم، حسب بيانات السلطات الإسبانية، 1300 مهاجر، في حين لا تزيد قدرته الاستيعابية عن 480 شخصا.

وعبرت إسبانيا عن استيائها من استدعاء البرلمان الأوروبي لها على خلفية تسبب الحرس المدني في وفاة 15 مهاجرا غرقا في شباط/فبراير عبر استعماله للرصاص المطاطي الذي أغرق زوارق المهاجرين المطاطية.

وقالت الحكومة الإسبانية إنها لا تتلقى أي دعم من شركائها وإنها في حاجة عاجلة الى 45 مليون يورو لتعزيز حماية حدود مدينتي مليلية وسبتة مع أفريقيا.

من جانبها أعلنت السلطات المغربية نهاية 2013، ردا على الانتقادات الكثيرة للمنظمات غير الحكومية، عن quot;سياسة جديدةquot; للهجرة، ستستمر طيلة سنة 2014 من أجل quot;تسوية استثنائيةquot; للأوضاع القانونية لما يقرب من 40 ألف مهاجر على أراضيها.

وسبق لمصطفى الخلفي وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية ان كشف انه quot;خلال 2011 تم تسجيل 30 محاولة لاقتحام السياج، وارتفعت المحاولات الى 40 خلال 2013، لكن في المقابل انخفض عدد مستعملي قوارب الموت بنسبة 95% خلال السنوات العشر الأخيرةquot;.

وأضاف الخلفي أنه quot;خلال السنوات الثماني الأخيرة تمكنا من إرجاع 14 ألف مهاجر من دول جنوب الصحراء في إطار ما يسمى بالعودة الطوعية، 4000 آلاف منهم بالتعاون والشراكة مع المنظمة الدولية للهجرةquot;.