مرحبًا بكم. عيد شما مبارك، بهذه الكلمات استهل وختم الرئيس الأميركي رسالة التهنئة التي وجّهها للمحتفلين في إيران وعبر العالم بعيد (النوروز) الذي يصادف السبت 21 آذار (مارس).


أعرب الرئيس باراك أوباما عن أطيب تمنياتيه بمناسبة عيد (النوروز)، وقال: كما هي الحال دائمًا، فإن هذا العيد هو فرصة لإظهار الامتنان والشكر على النِعم المحيطة بكم وللتفكّر مليًا في آمالنا للسنة المقبلة.

واضاف أوباما: كما أفعل في كل عام بصفتي الرئيس، أود أن أغتنم هذه الفرصة للتحدث مباشرة إلى الشعب والقادة في جمهورية إيران الإسلامية. فمنذ أن توليتُ منصبي، عرضتُ على الحكومة الإيرانية فرصة، أنه إذا استوفت إيران التزاماتها الدولية، فيمكن أن تكون هناك علاقة جديدة بين بلدينا، ويمكن أن تبدأ إيران بالعودة لتتبوأ مكانها الصحيح بين مجتمع الأمم.

وخاطب الرئيس الأميركي الشعب الإيراني بالقول: في العام الماضي، استطعتم - أيها الإيرانيون - إسماع صوتكم عندما قمتم بانتخاب الدكتور حسن روحاني رئيسًا جديدًا لكم. وهو الذي تعهد، خلال حملته الانتخابية، بتعزيز الاقتصاد الإيراني وتحسين حياة الشعب الإيراني والانخراط بشكل بنّاء مع المجتمع الدولي - وتمّ انتخابه بدعمكم القوي.

حديث مع روحاني

وأشار إلى أنه في الخريف الماضي، تحدثتُ مع الرئيس روحاني. وكان ذلك هو الحديث الأول بين رئيس أميركي ورئيس إيراني منذ عام 1979. أبلغتُ الرئيس روحاني عميق احترامي للشعب الإيراني، تمامًا كما أعرب هو عن احترامه للشعب الأميركي. وقلتُ له إنني أعتقد اعتقادًا جازمًا بأننا يمكن أن نعالج الخلافات الخطيرة بين حكومتينا، وأن نحدّ من مستوى عدم الثقة، وأن نبدأ في تجاوز السنوات الصعبة من تاريخ العلاقات بيننا.

وقال أوباما: ومنذ ذلك الحين، حققنا تقدمًا. على مدى سنواتٍ طوال، كان لدى المجتمع الدولي هواجس من أن البرنامج النووي الإيراني يمكن أن يؤدي إلى حصول إيران على سلاح نووي، وهو ما سيكون خطرًا على المنطقة والعالم. بيد أنه بموجب الاتفاق المبدئي الذي توصلنا إليه في تشرين الثاني/نوفمبر، وافقت الحكومة الإيرانية على الحدّ من الأجزاء الرئيسية لبرنامجها النووي. وجنبًا إلى جنب مع شركائنا الدوليين، قامت الولايات المتحدة بتخفيف بعض العقوبات عن إيران. والآن، نحن منخرطون في مفاوضات مكثفة على أمل إيجاد حل شامل يعالج هواجس العالم ومخاوفه من البرنامج النووي الإيراني.

لا أوهام

واستطرد الرئيس الأميركي في رسالته يقول: كما قلتُ من قبل، فإنني لستُ تحت تأثير أي أوهام. إن هذا الأمر سيكون صعبًا. ولكنني ملتزم بالدبلوماسية لأنني أعتقد أن هناك الأساس اللازم للتوصل إلى حل عملي. وكبار المسؤولين في إيران، بمن فيهم المرشد الأعلى خامنئي، قالوا إن ايران لا تطور أسلحة نووية. ولذلك، فهناك فرصة للتوصل إلى اتفاق إذا اتخذت إيران خطوات مجدية ويمكن التحقق منها لطمأنة العالم بأن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط. وسوف يمكن لإيران الحصول على الطاقة النووية السلمية. ونكون نحن قد عالجنا ndash; بصورة سلمية ومن خلال الدبلوماسية ndash; واحدًا من أعظم التحديات التي تواجه السلام والأمن الدوليين.

وقال أوباما إن اتفاقا شاملا بشأن هذه القضية النووية ndash; والتيقن من أن إيران بلد يحترم الحقوق العالمية في الداخل والخارج - من شأنه أن يساعد على تحريك إيران ودفعها على طول المسار الجديد الذي يسعى إليه كثير من الإيرانيين. وعلى كل حال، فعلى مرّ تاريخكم، أدت مواهب وعبقرية الشعب الإيراني إلى إنجازات عظيمة في الأدب والفنون والعلوم والتكنولوجيا. ولكن الصعوبات الاقتصادية التي تحمّلها وعانى منها كثير من الإيرانيين في السنوات الأخيرة - بسبب خيارات القادة الإيرانيين - قد حرمت بلدكم والعالم من المهارات الرائعة والمساهمات التي كان يمكن أن تقدموها. إنكم تستحقون أفضل من ذلك.

الالتزامات الدولية

وأكد الرئيس الأميركي انه إذا وفت إيران بالتزاماتها الدولية، فنحن نعرف إلى أين يمكن أن يؤدي بنا طريق الحوار والثقة المتنامية والتعاون المتزايد. سوف يعني ذلك مزيدًا من الفرص أمام الإيرانيين للتجارة وإقامة علاقات مع بقية دول العالم. وهو ما يعني مزيدًا من النمو الاقتصادي وفرص العمل بالنسبة للايرانيين، وخصوصًا الشباب الإيرانيين الذين يحلمون بوضع بصمتهم في العالم. كما سوف يعني ذلك مزيدًا من الفرص للطلاب الإيرانيين للسفر إلى الخارج وبناء شراكات جديدة تساعدكم على تحقيق قدراتكم وإمكاناتكم المذهلة. باختصار، فإن تحقيق التقدم الحقيقي من خلال الدبلوماسية في هذا العام يمكن أن يساعد على فتح آفاق جديدة وعلى تحقيق الرخاء والازدهار للشعب الإيراني لسنوات قادمة.

وختم أوباما رسالته بالقول: هذه هي الرسالة التي بعث بها الشعب الإيراني عبر صناديق الاقتراع في العام الماضي. وإنني آمل أن تسمع الحكومة الإيرانية بأكملها هذه الرسالة أيضًا؛ لأنه وللمرة الأولى منذ سنوات عديدة، لدينا الفرصة لبدء السير في مسار جديد. وإذا اغتنمت إيران هذه اللحظة، فإن عيد النوروز في هذا العام يمكن أن يكون احتفالا ليس فقط ببداية العام الجديد، وإنما بفتح صفحة جديدة في تاريخ إيران ودورها في العالم - بما في ذلك تحقيق علاقة أفضل مع الولايات المتحدة والشعب الأميركي، علاقة مترسخة في المصالح المشتركة والاحترام المتبادل... وشكرًا لكم، عيدِ شُما مبارك (عيدكم مبارك).