بدأ وزراء الخارجية العرب الاحد اجتماعهم التحضيري للقمة العربية التي تستضيفها الكويت بالدعوة مجددًا الى وقف النار في سوريا، والى اتخاذ مجلس الامن قراراً ملزمًا في هذا الاطار.

بعد سنة من قمة الدوحة العربية التي جلس فيها الائتلاف السوري المعارض على مقعد دمشق، سيبقى مقعد سوريا شاغراً في القمة التي تستضيفها الكويت الثلاثاء والاربعاء، الا أن رئيس الائتلاف احمد الجربا سيلقي كلمة امام القادة العرب.
واعتبر وزير الخارجية القطري خالد العطية الذي القى كلمة بصفته ممثلاً عن رئيسة الدورة العربية السابقة أنه quot;بات الوضع (في سوريا) اكثر تعقيدًا ولا بد من انهاء هذه المأساة عبر استخدام كافة وسائل الشرعية الدوليةquot;.
ودعا العطية الى quot;تقديم كافة اشكال الدعم المادي والمعنويquot; لفصائل المعارضة السورية، وحث مجلس الامن على quot;تحمل مسؤولياته بقرار ضمن الفصل السابعquot; معتبراً أنه ذلك هو quot;السبيل الوحيد لوقف اطلاق النارquot;.
من جانبه، وصف وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح الازمة السورية التي دخلت عامها الرابع بأنها quot;المأساة الاكبر في التاريخ الانساني المعاصرquot;.
وقال: quot;نجدد مطالبتنا السلطات السورية وقف القصف العشوائي باستخدام البراميل المتفجرة ورفع الحصار عن المدنيينquot;.
كما طالب الوزير الكويتي بـquot;محاسبة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم ضد الشعب السوري الشقيقquot;.
الى ذلك، اكد الامين العام للجامعة العربية في افتتاح اجتماع وزراء الخارجية أن المبعوث الدولي العربي الخاص للازمة السورية الاخضر الابراهيمي سيقدم تقريرًا عن عمله امام القمة.
وبحسب العربي، فإن القضية الفلسطينية بدورها ستكون quot;على رأس اولويات القمةquot;.
واعتبر العربي أن مسار الاحداث في سوريا يلزم مجلس الامن اتخاذ quot;قرار ملزم بوقف اطلاق النار ووقف اعمال العنف والتدمير والتخفيف من حدة المعاناةquot;.
وقد وافق وزراء الخارجية في اجتماعهم التحضيري للقمة على طلب لبنان ادراج موضوع جديد على اجندة القمة، وهو quot;الانعكاسات السلبية والخطيرة المترتبة على لبنان جراء ازمة النازحين السوريينquot;.
جلسة مغلقة
ويعقد وزراء الخارجية جلسة عمل مغلقة لمناقشة واعتماد مشاريع وبنود جدول الاعمال المرفوعة من وزراء المالية وكبار المسؤولين في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والمندوبين الدائمين وكبار المسؤولين في وزارات الخارجية خلال اجتماعاتهم التحضيرية الأخيرة تعقبها جلسة ختامية يتم فيها اقرار مشاريع القرارات.

وقال نائب الامين العام للجامعة احمد بن حلي لـصحيفة quot;الحياةquot; إن أهم القضايا التي يناقشها اجتماع وزراء الخارجية هي رؤى حول موضوع تطوير الجامعة العربية رفعها الى الوزراء وكبار المسؤولين والسفراء الدائمين لدى الجامعة العربية.

وأشار الى laquo;اعلان الكويتraquo; الذي سيصدر عن القمة، وقال إن دولة الرئاسة، الكويت، هي التي وضعته، ويتناول التأكيد على عدد من المبادىء والاسس والمواقف الثابتة للجامعة العربية تجاه قضايا معينة مثل الوضع في ليبيا ومساعدته، والمسار الديموقراطي في اليمن، وموضوع الجزر الاماراتية المحتلة من ايران، والوضع في السودان.

وشدد على أن laquo;الارهاب هو أحد المواضيع الساخنةraquo; التي ستناقشها القمة، مشيراً الى وجود افكار لإعادة النظر في الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب التي صدرت عام 1998 وتم تجديدها عام 2006، موضحاً أن laquo;الاقتراحات تهدف الى تفعيل الاتفاقية أكثر لأن الارهاب لا يهدد المواطن والاستقرار فقط بل بات عائقاً أمام التنميةraquo;.

وما زال موضوع شغل laquo;الائتلاف الوطني السوريraquo; المعارض مقعد سوريا في الجامعة مثار خلاف بين الدول العربية، فيما ذكر ابن حلي أن الامين العام للجامعة laquo;حسم هذا الامر بأن المقعد سيظل شاغراً لوجود قواعد وإجراءات ضمن النظام الداخلي يتم التعامل معهاraquo;.

وقال عبد الرحمن عامر الخبير الاقتصادي والمدير التنفيذي لمركز جنيف بالقاهرة، إن قمة الكويت التي ستعقد في 25 مارس الجاري، ستعيد التلاحم الجاد بين العرب بعد الأحداث الجارية في كثير من الدول العربية.
وأضاف عامر، في تصريح خاص لـquot;الدستورquot; أن هذه القمة من المتوقع أن تخرج بخير كثير لأبناء الأمة، كما أنه لا بديل عن الوحدة العربية لمواجهة جميع التحديات التي تواجه الامة والشعوب العربية وصد المؤامرات التي تحاك ضدها.

وذكر عامر، أن الدول العربية متكاملة بمواردها البشرية وطاقات أبنائها العقلية وثرواتها المعدنية، لكن على مسؤوليها وضع أسس لإعادة التماسك بين الشعوب العربية لمواجهة التحديات.