في مبادرة جديدة للتصالح مع القوى السياسية في مصر، أعلن قيادي إخواني عن إستعداد الجماعة التراجع إلى الوراء خطوة والتنازل عن مطلب عودة الرئيس السابق محمد مرسي للحكم، فيما ردت القوى السياسية والثورية المصرية برفض المبادرة، لكن سرعان ما تراجع عنها، لاسيما في ما يخص التنازل عن عودة الرئيس السابق محمد مرسي للحكم.


وفقاً للمبادرة الجديدة التي أعلنها جمال حشمت، عضو مكتب ارشاد جماعة الإخوان، فإن الجماعة على استعداد للتراجع خطوة إلى الوراء، بهدف توحيد الصف المصري، وقال في مقابلة تلفزيونية: quot;أستطيع أن أعلن كمتحدث عن جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، وللمرة الاولىأننا على استعداد أن نرجع خطوة للوراء في ما يتعلق بمكاسبنا السياسية من أجل توحيد الصفquot;.
وتابع: quot;الإخوان لديهم نية لتقديم تنازلات لتجميع المصريين واسترجاع الديمقراطية والحرياتquot;، مشيراً إلى أنه quot;إذا كان ثمن تجمع المصريين المؤيدين للشرعية أو المسار الديمقراطي هو رجوع الإخوان، وحزب الحرية والعدالة خطوة أو خطوتين للوراء والتراجع عن صدارة المشهد، الذي حازه في إطار ديمقراطية تشاركية، فهذا أمر مقبول يمكن بدء الحوار على أساسهquot;.

وأضاف أن quot;الحوار حول الديمقراطية التشاركية سيكون على ما هو آتٍ، في ما يتعلق بأي انتخابات قادمة، وليس المجالس البرلمانية السابقة، التي تم حلهاquot;.
وألمح إلى إمكانية تنازل الجماعة عن عودة مرسي للحكم، وقال: quot;القضية ليست قضية عودة الرئيس مرسي ومن الممكن أن نقوم بخطوة للوراءquot;.

فيما ردت دوائر سياسية في مصر بالقول إن مبادرة حشمت مرفوضة، مشيرة إلى أنها جاءت متأخرة جداً، ولم تقدم أية تفاصيل عن طبيعة التنازلات التي يمكن للإخوان أن تقدمها، فضلاً عن أنها تؤشر على وجود إنفصال بين قيادات الجماعة. وقال نبيل زكي، القيادي بحزب التجمع، إن جماعة الإخوان تنظيم إرهابي منذ نشأته، مشيراً إلى أنه لا فائدة من أية مبادرة تطرحها الجماعة، لأن مصيرها هو الرفض.
وأضاف لـquot;إيلافquot; أن من يتحدثون عن مصالحات أو مبادرات مع الجماعة واهمون، ولا يعرفون تاريخها جيداً. ولفت إلى أن أية مبادرات من الجماعة لا تهدف إلا لكسب الوقت والمناورة، لاسيما بعد أن أدركت أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد أن لفظها المصريون. وتابع: فات أوان المبادرات، لأنها تحمل السلاح وتمارس الإرهاب ضد المصريين.
القوى الثورية في مصر التي يوجه إليها حشمت مبادرته من أجل التوحد في صف واحد، ترفض الإنضمام إلى جماعة الإخوان في السلطة الحالية. وتلتزم بمسارها الثوري بعيداً عن الجماعة.
وقال محمود عفيفي، عضو تيار الشراكة الوطنية، لـquot;إيلافquot; إن التحالف مع الإخوان أو الحوار معهم مرفوض جملة وتفصيلاً، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان المسلمين خانت ثورة 25 يناير، ولفت إلى أنه ليست هناك أية نقاط إلتقاء بين الجماعة والقوى الثورية، لاسيما أنها جربت حكم الإخوان، ووجدت أنه لا يختلف عن حكم حسني مبارك.
فيما يرى الدكتور سامح عباس، المحلل السياسي، والمدرس بجامعة قناة السويس، أن إطلاق جمال حشمت مبادرته الجديدة، يؤشر على أمرين مهمين، وأوضح لـquot;إيلافquot; أن الأمر الأول هو معاناة الجماعة من التخبط، نتيجة إعتقال بعض قياداتها، وهروب البعض الآخر منهم، مشيراً إلى أن هذا التشتت أوجد حالة من الإنفصال بين القيادات بعضها البعض والقيادات والقواعد في الشارع المصري.
ولفت إلى أن حشمت يبدو أنه يتحدث من دون تنسيق مع باقي القيادات، ما يؤكد نجاح الضربات الأمنية التي وجهها إليها الجيش والشرطة في مصر، وأن الجماعة في مرحلة الإحتضار سياسياً، على حد قوله.
وأفاد عباس أن الأمر الثاني الذي تؤشر عليه مبادرة حشمت، يتمثل في أن جماعة الإخوان تعاني من حالة إنفصام عن الواقع الإجتماعي والسياسي في مصر، مشيراً إلى أن الواقع الراهن تجاوز مرحلة التنازل عن عودة مرسي للحكم، أو البرلمان. ونوه بأن هناك واقعاً سياسياً جديداً في مصر، يتمثل في إقرار الدستور الجديد، وإلغاء دستور الإخوان، فضلاً عن الإستعداد للإنتخابات الرئاسية المقبلة.
وذكر أن الواقع السياسي في مصر حالياً، لن يقبل بأية مبادرات من جانب الإخوان، إلا بعد الإعتراف بثورة 30 يونيو، وما تلاها من إجراءات، بالإضافة إلى نبذ العنف علانية، وإيقاف المظاهرات في الشوارع، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان مطالبة بتقديم تنازلات كثيرة وموجعة من أجل العودة إلى الصف المصري، لاسيما أنها لم تعد تمتلك رصيداً شعبياً كما كانت طوال تاريخها، وخسرت أرصدتها السياسية، ولم يعد لديها وجود إلا من خلال المظاهرات وأعمال العنف في شتى المناطق بمصر، على حد قوله.
ويبدو أن رفض القوى السياسية والثورية المصرية للمبادرة التي أطلقها حشمت من الخارج، حمله على التراجع عنها سريعاً، وقال في تصريحات لقناة quot;الجزيرة مباشر مصرquot;، إن ما وصفه بـquot;مبادرة لم الشمل ليس معناها التنازل عن عودة مرسيquot;، مشيرًا إلى أن quot;الرئيس (السابق) مرسي يمثل الإرادة الشعبية، وعودته أمر منتهى منه، وكل شيء مطروح للنقاش والحوار بعد عودته سواء يقوم بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو يفوض صلاحياته أو يتنازل عن منصبهquot;.
وأضاف أن الهدف من مبادرته لم شمل القوى الثورية، من أجل quot;كسر إرادة الإنقلاب العسكري وعودة الديمقراطية والحرية للبلاد مرة أخرىquot;.
وحول رفض القوى الثورية لمبادرة الإخوان أو التحاور معهم، قال حشمت، إن الثورة مستمرة، مشيراً إلى أن الشارع والحراك الثوري هو من سيحسم القضية.
ورفض حشمت أن تكون مبادرته للحوار مع القوى الثورية تشمل من وصفهم بـquot;من تلوثت أيديهم بالدماء، من فوض أو شارك في إراقة الدماءquot;، في إشارة إلى المتظاهرين الذين خرجوا في 26 يوليو/ تموز الماضي تلبية لنداء عبد الفتاح السيسي لتفويضه لـquot;محاربة الإرهاب المحتملquot;، فيما عرف بـquot;جمعة التفويضquot;.
وأشار إلى أن جماعة الإخوان لا تستعطف أحداً، مشيراً إلى أنها تعيش في quot;عز الحراك الشعبيquot;، وزعم بأن quot;ملايين من المصريينquot; تشارك في المظاهرات ضد ما يعتبره quot;إنقلاباً عسكرياًquot;.