كمنت وراء إسقاط تركيا طائرة سورية جملة أسباب، يعيدها البعض إلى تداعيات إقليمية تصيب المنطقة، ويحيلها البعض الآخر إلى التأكيد على التدخل المباشر لأنقرة في الأحداث السورية.

بيروت: أسقطت تركيا طائرة تابعة للنظام السوري كانت تعمل على قصف المعارضة، ما أثار جملة أسئلة تبدأ بمدى مساهمة تركيا بالأحداث السورية وانغماسها فيها، ومدى تأثر ذلك على الأوضاع الداخلية اللبنانية.

يقول النائب باسم الشاب ( المستقبل) في حديثه لـquot;إيلافquot; إن استهداف تركيا لطائرة سورية ليس قرارًا محليًا، ففي الماضي قصف السوريون طائرة تركية ولم يرد الأتراك، وقرار قصف تركيا لطائرة سورية هو أعلى من تركيا، إنه قرار من الناتو، لأن المعروف أن تركيا تابعة للناتو، وأي قرار تقوم به تركيا يجب أنتوافق عليه ضمنيًا الناتو، وquot;أعتقد أن الوضع بين روسيا والناتو والغرب بدأنا نشهد تداعياته على الأزمة السورية، وشاهدنا ردة فعل عسكرية قوية على سوريا، وهو مؤشر لأمور مستقبلية تصعيدية، تقوم بها تركياquot;.

ويلفت الشاب إلى أن تركيا دولة في حلف الشمال الأطلسي ولا يمكن أن تسقط طائرة سورية من دون أن تكون هناك نية لدى الناتو بالرد على الحلف الروسي السوري الإيراني.

بدوره، يعتبر النائب مروان فارس (الحزب السوري القومي الإجتماعي) في حديثه لـquot;إيلافquot; أناستهداف تركيا لطائرة سورية يعني أن تركيا داخلة على خط المعركة في سوريا مباشرة ومداورة، مداورة بدعم الإرهابيين لإسقاط النظام في سوريا، وهذا ما عبّر عنه رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان في السياسة التركية، ومن جهة أخرى ليداري على فشل المشروع العربي والتركي لإسقاط الجيش السوري وسوريا، بعد سقوط يبرود والإنجازات التي يحققها النظام، فتحوا معركة الشمال من تركيا، وهناك تدخُّل مباشر للنظام التركي لإسقاط النظام السوري، وطالما أن الأمر مستحيل، تريد تركيا أن تمارس كل الضغوط التي تستعملها لإثبات ذاتها.

العلاقات التركية السورية

في ظل هذا التوتر بين تركيا وسوريا، كيف يمكن انعكاس تأزم العلاقات بين البلدين على الأحداث السورية؟

يجيب الشاب:quot; معالم المناطق السورية بدأت تظهر، مناطق علوية ممتدة إلى الشام بدعم من حزب الله، ومناطق في الوسط لن يستطيع النظام السوري التحكم بها، ومناطق كردية أخرى، ولكن احتلال وسقوط يبرود لا يعني أبدًا بداية النهاية للمعارضة في سوريا، فانتصار يبرود ليس سوى صورة مصغّرة للصورة الكبيرة المنتظرة.

في هذا الصدد، يقول فارس إن القيادتين التركية والسورية عملتا على تقارب التركي السوري، ولكن تركيا كانت تستعمل المناطق المحاذية لها لكل هذا التدهور في الأمور والعلاقات بينهما.
وهناك مسؤولية مباشرة بحسب فارس لتأزم العلاقات تعود الى تركيا.

انعكاس التدهور على لبنان

العلاقات المتأزمة بين سوريا وتركيا، كيف يمكن أن تنعكس على المنطقة ولبنان تحديدًا؟ يقول الشاب:quot; التأثير التركي على الداخل اللبناني محدود جدًا، ولكن الواضح أن قرار تركيا بدعم المعارضة بشكل كبير، قد يؤثر على لبنان، فاذا أصبح هناك المزيد من النزوح من سوريا إلى لبنان، فلن يكون النزوح في المستقبل إلى تركيا بل المزيد إلى لبنان، وشهدنا موجة الهجرة السنية السورية إلى لبنان، واذا ما توترت الأمور أكثر فإن العلويين والمسيحيين لن يتوجهوا في المستقبل إلى تركيا بل إلى لبنان، وقد ينعكس الأمر بموجة مهجرين من العلويين أيضًا إلى لبنان.

حول هذا الموضوع يرى فارس أن العلاقات اللبنانية السورية هي أساسية، وكل ما جرى في سوريا إنعكس سلبًا على لبنان، خصوصًا على الاقتصاد بشكل خاص، علمًا أن العلاقات السورية التركية هي تنعكس سلبًا على الوضع اللبناني، لأن تلك العلاقات هي اقتصادية ومتراجعة، خصوصًا خط الترانزيت الذي كان يجمع لبنان بسوريا والدول العربية.