غزل مستجد يشهده لبنان بين القوات اللبنانية وحزب الله، انطلق مع كلمة النائب ستريدا جعجع في مناقشة البيان الوزاري، فهل يكون هذا الغزلردّ فعل لتقارب عون والحريري؟.

بيروت: بداية التقارب بين القوات اللبنانية وحزب الله أعلنته النائب ستريدا جعجع في مناقشة البيان الوزاري في مجلس النواب، أعلنتها صراحة في كلمتها أمام الحكومة طالبة الثقة، وقامت بتقليص المسافات بين معراب والضاحية الجنوبية وعرضت أوجه الشبه بين الحزبين عوضًا عن نبش الخلافات، داعية حزب الله الى التماثل بالقوات وتسليم سلاحه.

في هذا الصدد، يقول النائب طوني أبو خاطر (القوات اللبنانية ) لـquot;إيلافquot; إنها تبقى ضمن الأمنيات كل التقاربات المستجدة، ولم يحصل حتى الآن أي حوار في هذا الخصوص، ونتمنى التقارب مع كل اللبنانيين والفئات، في وقت يحتاج لبنان لتضافر كل القوى مع بعضها البعض، ولكن لم تحصل أي خطوة فعلية على الأرض تمكّن التقارب بين حزب الله والقوات اللبنانية، علمًا أن كل فريق في خندق مختلف ولن يكون هذا التقارب بين ليلة وضحاها.

حول التقارب، يقول النائب قاسم هاشم ( التنمية والتحرير) لـquot;إيلافquot; إنه قد تكون هناك محاولات للتقارب بين القوات اللبنانية وحزب الله، وتبين ذلك من خلال الإشارات في كلمة النائب ستريدا جعجع في مجلس النواب خلال مناقشة البيان الوزاري، وتبقى إشارات باتجاه فتح باب للحوار وهذه حدودها، ولا خطوات على هذا الصعيد من قبل الفريقين حتى اللحظة.

ستريدا جعجع والبيان الوزاري

هذا التقارب إذا جاز التعبير بين القوات اللبنانية وحزب الله انطلق مع كلمة النائب ستريدا جعجع في جلسات الثقة للبيان الوزاري، هل من خلال الكلمة التي ألقتها قلّصت المسافات بين معراب وحارة حريك؟ يجيب أبو خاطر:quot; نحن دائمًا بجو تفاؤلي ونريد تجاوز كل مراحل الخلافات، لكن تبقى الهوة كبيرة بين الفريقين، اذ هناك فريق ينادي بالدولة، وفريق آخر يطلب الدويلة، واذا ما حصل التقارب بين الفريقين فيحتاج الأمر إلى جهد كبير ولن يتم هكذا من دون سابق تصوّر وتصميم.

فهناك فريق، يضيف ابو خاطر، منطلقاته داخلية ووطنية، مقابل فريق آخر يدخل ضمن مشروع أممي يمتد إلى خارج لبنان، والأمر يحتاج إلى وقت طويل للتقارب بين الفريقين.

حول هذا الموضوع، يقول هاشم :quot; حاولت ستريدا جعجع أن تفتح الباب بين الفريقين، انما تقليص المسافات أو اختصارها يحتاج إلى النقاش، ولكن قد تكون أعطت الإشارة لفتح الباب وإعطاء المناخ الإيجابي للتوصل إلى الحوار بين الفريقين.

ولدى سؤاله بعدما فتحت ستريدا جعجع الباب للحوار مع حزب الله، هل الحزب مستعد لهذا الحوار؟ يجيب هاشم:quot; اعتقد إذا كان ضمن حوار مفتوح على مناقشة كل القضايا فهذا أمر طبيعي من دون شروط، ولا يمكن لأي حوار أن يكون مشروطًا، قد نضع عنوانًا ومسارًا له، ولكن لا يمكن أن ينطلق من شروط محددة بل ينطلق من النوايا ومن التوجهات العامة.

تقارب الحريري عون

هل ما نشهده من تقارب لحزب الله والقوات اللبنانية جاء كرد فعل على تقارب رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري وميشال عون؟ يجيب أبو خاطر :quot; رحبنا بكل تقارب حتى لو كان بين الحريري وعون، اذا كان الأمر يصب في مصلحة البلد، وفي لبنان تحكمنا نظرية الانفتاح، وكنا في السابق في مرحلة تقوقع، وهذا يؤذي لبنان كثيرًا، ولن نشهد تطورًا إلا مع انفتاح كل التيارات والطوائف على بعضها، والخطوة الخجولة بين عون والحريري نشجعها، ولا فيتو لدينا على أحد.

في هذا الصدد، يقول هاشم :quot; علينا ألا نحلل كثيرًا، وكل تقارب ينطلق من كل فريق باتجاه الآخر في مقاربته لمثل تلك اللقاءات، ولا نستطيع أن نحكم على النوايا، ولكن من ضمن التحليلات التي نسمعها ونقرأها قد تكون كذلك، أي أن منطلق التقارب بين الحريري وعون أدى إلى التقارب بين حزب الله والقوات اللبنانية، أو ربما من منطلق اقتراب الاستحقاق الرئاسي.

قبول الآخر

هل تقارب القوات وحزب الله مبني على سياسة قبول الآخر وعدم إلغائه؟ يجيب أبو خاطر:quot; نأمل أن تكون الأمور بهذا الشكل، اذا كانت النيات طبعًا صافية.

حول هذا الموضوع، يقول هاشم :quot; عندما ننطلق من المصلحة الوطنية الحقيقية علينا ألا نقفل الأبواب أمام أي حوار مهما كانت التباينات والخلافات في وجهات النظر، وما يجمعنا أكبر مما يفرقنا، اذ يجمعنا الإطار الوطني العام، وهذا الأمر يستدعي إبقاء أبواب الحوار مفتوحة، وعندما تكون هناك حوارات، لا يعني أننا أنغمسنا في بوطقة الرأي الواحد لأن أهمية لبنان اليوم هي في تنوع الآراء والأفكار والانتماءات السياسية من ضمن الإطار الوطني العام.