بقدر ما ينشغل العراقيون حاليا بالانتخابات المقبلة وصخبها، بقدر ما راحوا يتأملون ما تكون عليها الحملات الدعائية التي تصاعدت بشكل لافت وبينما امتلكت بعض الدعايات الظرافة لحد إثارة السخرية، اشتعلت أيضا حرب تمزيق الملصقات بين انصار القوائم الانتخابية .

بغداد: تحولت الملصقات الدعائية في العراق إلى موضوع مثير للسخرية، حيث لجأ الكثير من المرشحين لابتكار طرق مختلفة للترويج لبرامجهم الانتخابية واختاروا مفردات غريبة للاعلان عن انفسهم، فضلا عن الصور التي تمتلك غرابتها هي الاخرى ، وراحت تملأ الشوارع باحجامها والوانها ومقولاتها . ويؤكد المواطنون انهم يستمتعون كثيرا بالكوميديا التي يشاهدونها في الهواء الطلق.
صور مضحكة
فقد كتب احد المرشحين عن نفسه انه (مسيحي واسلم على دين محمد وآل محمد) ، وهناك ملصقات دعائية لمرشحات ، تقول انها شقيقة فلان، او زوجة فلان او ابنة فلان ، وهناك من غطت وجهها او كتبت كلمات دينية مثيرة للاخرين ، او ذاك الذي قال انه (ابن اخت رئيس الوزراء) ، بل ان الامر تعدى الى ان احدهم يضع ملاحظة على ملصقه الدعائي من انه شقيق مدرب كرة قدم ، ومرشح يكتب (اقسم بالله العظيم رشحت نفسي للبرلمان بأمر من رسول الله. والاكثر طرافة هو ذلك المرشح الذي ارفق ورقة دعايته الانتخابية مع (دجاجة مشوية) وزعها الى الناس ،وغير ذلك من الشعارات التي تدخل في خانة الاحجيات .
حرب الملصقات
وعن هذه الحال الدعائية للانتخابات اشار الناشط المدني احمد ناصر حسن، الى ان الانتخابات افرزت ما وصفها بالمهازل ، وقال : هذه التي تراها في الشوارع وعلى شاشات القنوات هي مهزلة حقيقية فكل واحد يدعي انه الافضل وان برنامجه الانتخابي هو الاصلح للمرحلة ، بينما الحقيقة ان الوجوه ذاتها والافكار نفسها هي التي تسيطر على العراق منذ اكثر من 8 سنوات ، ولا اعتقد ان هؤلاء صادقون في وعودهم فالاربع سنوات المقبلة ستكون طبق الاصل من الماضية ان لم نقل اسوأ ، والدليل ان اغلب هؤلاء حركوا مؤيديهم لشن حروب على دعايات منافسيهم في الشوارع فمزقوها واسقطوهاquot; .
المتاجرة بالدين
من جانبها اشارت الإعلامية بشرى سمير، الى ان الوضع يحتمل ان يقال عنه quot;شر البلية ما يضحكquot;، واضافت : لازالت التجارة بالدين في الموضوع الانتخابي على قدم وساق، فقد شاهدت صورة مرشحة تضع اللون الابيض على وجهها لانها تعتقد ان وجه المرأة عورة، وانا اعتقد ان صوتها كذلك عورة، فكيف ستنطق باسم الشعب، شاهدت دعايات لنساء يقفن خلف اسماء ازواجهن او آبائهن وبدل صورهن يضعن صورهم ، وشاهدت صور مرشحة بشكلين ، مرة محجبة واخرى سافرة، ولا اعرف معنى هذا ، وهناك الكثير من الدعايات لمرشحات من دون صورهن ولا اعرف كيف يمكنهن الظهور في وسائل الاعلام والدفاع عن حقوق الناس.
لا تغيير
اما كمال عبد اللطيف ، موظف في وزارة الثقافة، فقد اكد ان القضية برمتها مجرد لهو وضحك ، وقال : اختلت الدولة العراقية وانقسم الشعب العراقي على نفسه وبعمق للاسف ، فلا خدمات ولاخطط استراتيجية في البناء ولاخطة استراتيجية في الاقتصاد والأمن والصحة والتربية والتجارة وحتى القضاء تم رهنه وتسييسه لنوازع ومنافع شخصية، وازدهرت الطائفية المقيتة بشكل اعادنا الى المربع الاول ، ولكن مهما كان الغضب في البلاد عارما وصدور العراقيين ممتلئة حنقا وغضبا، ولكن سيختار الشعب البرلمانيين انفسهم الذين كذبوا عليه وسرقوه ، هل من المعقول ان يضحك المرشحون على الشعب بهذه البوسترات الدعائية او البطانيات او الزيارات الكاذبة ، انني اشعر بالحزن بسبب لأننا لن نشهد تغييرا !!.
ضحك صنع في العراق
من جانبه قال الكاتب زهير الفتلاوي : انها موجة من السخرية في تعليقات مجتمع فايسبوك، موجة من التخوين تصل الى مرحلة السب والقذف من قبل مجتمع الفيس بوك، في العراق فقط ، الملصقات الانتخابية تثير العجب، مرشحون يمتهنون الخداع والضحك على الذقون بالولائم وتوزيع الهدايا والنزول الى مستوى الناس البسطاء ، ومرشحات لبسن قبعات الإخفاء .. فغابت صورهن عن ملصقاتهن وظهرت بدلا عنها صور أخوانهن او آبائهن او أزواجهن وملصقات نقرأ فيها .. انتخبوا مرشحتكم زوجة فلان .. أخت فلان .. بنت فلان .. بنت خال الخطاط الذي خط اللافتة .. بنت عم الخياط الذي خيط بدلة العرس .. والماركة المسجلة للضحك هي : صنع في العراقquot;.
نقطة ضوء
لكن احمد الجلبي، رئيس المؤتمر الوطني العراقي يدافع عن الحملة الانتخابية للمرشحين كاتبا على صفحته على فايسبوك قائلا : يتهمنا الكثيرون اننا نقوم بدعاية انتخابية، انهم محقون فنحن نقوم بدعاية انتخابية ولكن ما المشكلة في ذلك نحن نقوم بالدعاية والدعوة الى افكارنا وبرنامجنا السياسي والانتخابي وافكارنا التي نؤمن بانها ستؤدي الى بناء المواطن والوطن وانشاء دولة عصرية تحترم شعبها، نحن لا نمول دعايتنا اللنتخابية من المال العام، ولانقوم بتوزيع الاراضي قبل اللنتخابات لنخدع البسطاء، ولانصحو فجأة في وقت الانتخابات بعد سنوات من الفشل والابتعاد عن المواطن لنوهم الناس اننا نحارب الفساد المستشري في حكومتنا، ولانتذكر المواطن وانه عانى من ازدحام السيطرات عديمة النفع قبل الانتخابات، كل مانقوم به هو اننا ننشر افكارنا التي طرحناها قبل سنوات عديدة ليطلع عليها المواطن فاذا اقتنع بها فهو خير وان لم يقتنع بها فهذا حقه وهو حر فيما يختار.