إعداد نسرين عجب وعلاء شهيّب: يطلبونهم بمعاشات مغرية، ينزلون الى الميدان والعدة هي الرجاء الوحيد في حمايتهم. إنهم العاملون في حقول نزع الألغام.. قد يكون ذلك طبيعياً بالنسبة للرجال الذين اعتدنا في لبنان أن يقوموا بالأعمال الصعبة ولكن المفاجئ بالأمر أن النساء أيضاً يعملن في حقول نزع الألغام، وليس نساء وحسب بل فتيات بعمر الورد يخاطرن... يعشن حياتهن يوماً بيوم... يحملن العمل الانساني شعاراً ورجاء يبدّد مخاطرتهن.


في ظل الخطورة المحدقة بالعاملين في مجال التنقيب عن الألغام ونزعها لا بد من احتياطات غير اعتيادية.


المعدات هي حياة لورين فما هو عمل هذه المعدات وما هي خصائصها؟ نتعرف إليها من خلال التقرير المصور.

تتأهب لورين حسين بكل هذه المعدات يومياً لتنظّم الى فريق عمل مؤلف من تسعة أشخاص لنزع الألغام في أحد الحقول الملوثة في منطقة جعيتا في قضاء كسروان اللبناني، وهي عبارة عن ثلاثة حقول تقع على مساحة 25 ألف متر مربع على مقربة من مغارة جعيتا السياحية. ويضم فريق العمل ستة عاملين في نزع الألغام مع مشرف عليهم بالاضافة الى مسعف وسائق. ونظّف فريق العمل 8253 متراَ مربعاً منذ انطلاق العمل في 7 تشرين الأول 2013 حتى إعداد هذا التقرير.

وتجدر الاشارة هنا الى أن التلوّث في هذا الموقع يعود الى مخلفات الحرب الأهلية اللبنانية في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، اذ كانت تلك الحقول عبارة عن خط تماس بين الجيش اللبناني من جهة والميليشيات من الجهة الأخرى.

هذا في ما يخص حيثيّات الموقع أما في ما يخص الحافز للنزول اليه والتنقيب عن الألغام وإزالتها يبقى العامل الانساني الحافز الأقوى!

بين الانسانية والمخاوف كيف تتعاطى والدة لورين مع مهنة ابنتها؟


الجدير ذكره أن هناك عدداً من المواقع الملوّثة بالألغام في لبنان من مخلّفات العدوان الاسرائيلي خصوصاً في الجنوب اللبناني، فضلاً عن تلوّث بعض المواقع نتيجة الحرب الأهلية اللبنانية. وتتم عمليات نزع الألغام عبر منظمات حكومية وغير حكومية تحت اشراف مديرية التوجيه في الجيش اللبناني، والاتحاد الأوروبي هو من الجهات المموّلة لهذه العمليات.