بعد quot;إحسم نصركquot;، يستهدف علي بركات، منشد حزب الله، المرشح الرئاسي سمير جعجع، مستعيدًا كل مرادفات الحرب الأهلية.


لوانا خوري من بيروت: علي بركات، منشد حزب الله اللبناني، مستمر في إنتاج أغانيه الحماسية. إلا أنه بعد انتهاء مهمة حزبه في القلمون السوري، على أنغام أغنيته quot;إحسم نصرك في يبرودquot;، ثم على أنغام الجزء الثاني منها بعنوان quot;إحسم نصرك في رنكوسquot;، ارتأى بركات، ومن خلفه، أن يدير فوهة أغانيه الطربة نحو الداخل اللبناني، مستهدفًا سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، على خلفية ترشحه للانتخابات الرئاسية في لبنان.

شيطنة وإيحاء

يستعيد بركات، وفريق عمله الذي يبدو هو نفسه فريق عمل انتاج أناشيد المقاومة الاسلامية، كل مفردات الحرب الأهلية، التي يحاول جل اللبنانيين التراجع عنها، أو نسيانها. وحده حزب الله لا يستطيع أن ينساها، فهو رصفها على الرف، كما يرصف العنب لينبّذ، فيكون خمرًا أشد إسكارًا بعد حين.

هذا طبيعي من بيئة عسكرها حزب الله حتى الثمالة، فلا يستطيع العيش إلا في جو الحرب والتهديد والوعيد، وشيطنة الآخرين، والإيحاء بالأخطار التي تتهدد quot;مجتمع المقاومة وبيئتهاquot; ليستمر في الحياة.
من هذه الشيطنة والإيحاءات، يستمد حزب الله أنفاسه، وبأغنيات بركات يحاول أن يعيد الشيعة إلى زمن الممانعة، بعد أن قدّم شبابهم هدايا على مذبح بشار الأسد في سوريا، ورآهم يحيدون عن الصراط الذي رسمه لهم النظام في إيران.

صنوان!

يتمسك حزب الله بمقاومة صار عنها أبعد من إبليس عن الجنة. فبعد أن انكشفت تطميناته إلى quot;الاسرائيليquot; من طريق الصديق الروسي المشترك، كان لا بد أن يستعيد زمام الأمر بكل الوسائل المتاحة، والـquot;بركاتquot; - كما يناديه الشباب - أحد هذه الوسائل المتاحة.

التركيز على جعجع اليوم أمر مفهوم. فهو في المجتمع المسيحي صنو حسن نصرالله في المجتمع الشيعي، لأنه قاوم السوريين حين دخلوا غزاة إلى لبنان، كما فعل نصرالله بالاسرائيليين.

هذا التمثيل لا يروق لحزب الله. فمن قاد مسيرة quot;شكرًا سورياquot; بعد أيام من مقتل رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، ومن أعاد الأمل لبشار الأسد بعدما كان على قاب قوسين أو أدنى من السقوط أمام المعارضة، لن يقبل بأن يماثل أسده بالإسرائيلي، فكان أن يوجه ضربًا تحت حزام السلم الأهلي إلى جعجع الوسيلة التي لا يعرف غيرها سبيلًا للتعبير عن نفسه العسكرية بامتياز.