حثّ الزعيم الديني الإيراني علي خامنئي المفاوضين الإيرانيين على عدم الإذعان لـ quot;كلمات الإكراهquot; من الطرف الآخر، وينوي المفاوضون الإيرانيون وضع مسودة اتفاق طويل الأمد للوفاء بالموعد النهائي للمفاوضات في 20 يوليو.


نصر المجالي: أعرب المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي عن دعمه للمحادثات بين إيران والدول الغربية بشأن برنامج طهران النووي، لكنه أكد أن بلاده لن تتخلى عن برنامجها النووي.

وقال خامنئي إن إيران وافقت على الدخول في المحادثات quot;لكسر الأجواء العدائيةquot; مع المجتمع الدولي. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية عنه قوله في اجتماع مع علماء نوويين في طهران quot;يجب أن تستمر هذه المفاوضاتquot;.

وأضاف quot;لكن يجب على الجميع أن يعلم أن المفاوضات لن توقف أو تبطئ أي أنشطة إيرانية في الأبحاث والتطوير في المجال النوويquot;. وتسعى إيران والدول الست الكبرى إلى التوصل لاتفاق شامل يحل محل الاتفاق الموقت بين الجانبين الذي ينتهي في تموز (يوليو) المقبل.

وتطالب الدول الست، وهي: الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، إيران بتخفيض أنشطة تخصيب اليورانيوم، إذ تخشى تلك الدول من استخدام إيران اليورانيوم المخصب في تصنيع قنبلة نووية.

وتؤكد طهران أن برنامجها النووي له أغراض سلمية، وتصر على أنها تريد توليد الكهرباء فقط. وتأمل في التوصل لاتفاق مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها بشكل نهائي.

اتفاق طويل الأمد

وينوي المفاوضون الايرانيون ومفاوضو القوى العالمية الست الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بعد محادثاتهم التي استغرقت يومين في فيينا بدء وضع مسودة اتفاق طويل الأمد للوفاء بالموعد النهائي للمفاوضات في 20 يوليو.

وقالت كاثرين أشتون، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، والتي تتولى تنسيق المحادثات باسم القوى العالمية، إن الجانبين سيعقدان الجولة المقبلة من المحادثات في العاصمة النمساوية في 13 ايار (مايو).

وقالت للصحافيين، وهي تقف إلى جوار وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف إن التغلب على الخلافات القائمة يتطلب quot;قدرًا كبيرًا من العمل المكثفquot;. وأضافت في ختام المحادثات التي جرت يومي الثلاثاء والاربعاء quot;سننتقل الآن إلى المرحلة التالية في المفاوضات، والتي نهدف فيها إلى تضييق الهوة في كل المجالات الرئيسية والعمل على العناصر الملموسة لاتفاق شامل محتملquot;.

وقالت إيران إن المباحثات لن تتناول برنامجها للصواريخ الباليستية المحظور بموجب العقوبات التي فرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بسبب رفضها وقف تخصيب اليورانيوم.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية تحدث للصحافيين بشرط عدم الكشف عن هويته: quot;نحن جاهزون الآن للبدء في صياغة الاتفاقquot;، وأضاف quot;لا نعرف في هذه المرحلة إن كنا سننجح في سد تلك الفجواتquot;.لكن المسؤول الأميركي قال رداً على سؤال عما إذا كان برنامج الصواريخ قد طرح للنقاش quot;كل قضية يمكن أن تتخيلهاquot; طرحت.

أهمية الوقت

وقال دبلوماسي رفيع مطلع على سير المحادثات: quot;من الواضح أن الإيرانيين لديهم إحساس بأهمية الوقت في إبرام اتفاق مثل القوى الستquot;، لكن quot;مازالت هناك بعض الثغرات الكبيرةquot;.

وأصعب نقاط الخلاف هي القدرة الايرانية على تخصيب اليورانيوم في المستقبل والمنشآت النووية التي ترى القوى الغربية أنها ليست ذات قيمة تذكر في الاستخدامات المدنية ومستقبل الابحاث النووية بالاضافة إلى سلسلة من الخطوات الرامية لرفع العقوبات الدولية التي كبلت اقتصاد إيران.

ويقول مسؤولون أميركيون وأوروبيون إنهم سيصرون على فرض قيود على جهود ايران لتطوير تكنولوجيا تخصيب أكثر كفاءة قد تمكن طهران من انتاج مواد نووية حساسة بوتيرة أسرع.

ويقول دبلوماسيون إن توترات أخرى بسبب دور روسيا في أوكرانيا وتهديدات غربية بفرض مزيد من العقوبات على موسكو ورفض واشنطن منح تأشيرة دخول لمرشح ايران لرئاسة وفدها لدى الامم المتحدة لم يكن لها أثر سلبي على المباحثات النووية حتى الآن.

مفاعل آراك

لكن كبير المفاوضين الروس أشار إلى تحقيق تقدم بشأن كيفية معالجة المخاوف المتعلقة بمفاعل آراك النووي الذي تخطط إيران لبنائه. وتقول طهران إنه منشأة مخصصة لإنتاج النظائر المشعة لأغراض علاجية في حين يشتبه الغرب في أنه سينتج بلوتونيوم لإنتاج قنابل ذرية.

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله quot;زاد احتمال التوصل إلى حل وسط حول هذه القضيةquot;. ومضى يقول quot;نمضى قدماً سنتيمترًا بسنتيمتر وقطرة بقطرة. وبشكل عام هناك حركة إيجابيةquot;.