وصف ائتلاف الوطنية العراقية بزعامة أياد علاوي استبعاد 39 من مرشحيه عن السباق الانتخابي المقبل واستهداف مرشحين اثنين آخرين بالمجزرة السياسية، محذرًا من تداعيات خطيرة لذلك.. فيما أعلنت مفوضية الانتخابات عن اعتماد 1200 مراقب أجنبي لعمليات الاقتراع وافتتاح 8075 مركز اقتراع في عموم البلاد و48854 محطة موزعة على محافظات العراق الثماني عشرة.


لندن: أشار ائتلاف الوطنية بزعامة أياد علاوي إلى أنّه مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، الذي يعلق عليه العراقيون آمالاً عريضة لتصحيح المسارات الخاطئة و المتعثرة، تصطدم ارادة التغيير بإجراءات قمعية تهدف إلى اجهاض العملية السياسية وإدامة استغراقها في وحل التخبط والفساد.

وأضاف في بيان صحافي تلقت quot;إيلافquot; نصه أن مراحل العملية الانتخابية قد ترافقت مع جملة من الممارسات اللاشرعية واللاقانونية المصطنعة التي تعوق التنافس المتكافئ وتبعد هذه الفعالية عن اهدافها الحقيقية بالتعبير عن الارادة الحرة للمواطنين في اختيار ممثليهم وإستكمال بناء مؤسساتهم الدستورية.

وشدد الائتلاف على أن قيادته لمشروع بناء الدولة المدنية، جعلته في مواجهة المشاريع الطائفية والفئوية والظلامية واستهدافاتها. وقال إن استبعاد مجموعة كبيرة من خيرة مرشحيه (39 مرشحاً لحد الآن) عن خوض الانتخابات، والذي ساهمت فيه جهات عديدة، تحت ذرائع واهية، قد جسد صورة واضحة لمنهج الاستهداف الذي تقوده جهة نافذة تفرض وصايتها على جميع مؤسسات الدولة وهيئاتها، حيث أن المستبعدين هم مجموعة كبيرة من الشخصيات الكفوءة، والتي شغلت مناصب عليا في السلطة وتميزت بعطائها ووطنيتها ونزاهتها، ولايعيبها الا أنها تنشد التغيير وتنافس على الفوز بقوة وتحظى بمكانة اجتماعية وسياسية وفكرية محترمة.

ووصف ائتلاف الوطنية عملية ابعاد هؤلاء المرشحين عن السباق الانتخابي بالمجزرة السياسية البشعة والمخزية بحق العديد من مرشحيه والشخصيات الوطنية الأخرى التي جابهت الاستبداد والفساد، رافضًا quot;اعتماد معايير سياسية اقصائية ازاء المنافسينquot;.. ودعا القضاء العراقي إلى quot;وضع حد لهذه المهزلة، وتخطي اخطائها بالسماح لهذه الشخصيات الوطنية في ممارسة حقها الدستوري والوطنيquot;.

محاولات لتصفيات جسدية

وأشار ائتلاف العراقية إلى انّه إضافة إلى عمليات الاستبعاد المسيس هذا للعديد من مرشحيه، والذين قال إنهم quot; ينافسون على الفوز بقوةquot;، يواجه هذا المكون السياسي تصفيات جسدية لمرشحيه واعضائه وناشطيه.

واوضح أنه في محافظة كركوك الشمالية فقد جرى في الثامن من الشهر الحالي استهداف منزل مرشح الائتلاف محمد اسماعيل حسين، في ناحية عاكولة، بعبوتين ناسفتين تسببتا في اضرار مادية جسيمة وترويع سكان المنزل والاهالي في المنطقة. وأضاف أنه في محافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد قام مسلحون يستقلون سيارة مخفية الارقام في اليوم نفسه بفتح نيران بنادقهم الرشاشة على ناشطين من الائتلاف يقومون بتعليق صور مرشحه ضامن عليوي الجبوري في ناحية مكيشيفة جنوب مدينة تكريت، مما ادى إلى اصابة اثنين منهم، حيث ادخلا المستشفى حالة أحدهما خطيرة.

وشدد ائتلاف الوطنية على أن استهداف مرشحيه وجمهوره مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي يفرغ التنافس السياسي من مضامينه الديمقراطية ويؤثر على الارادة الحرة للناخبين وخياراتهم، وهو ما قد يفضي إلى رسم علامات استفهام كبيرة حول شرعية مفرزات الانتخابات وسلامة العملية السياسية.

ووصف الائتلاف هذه الممارسات بـquot;الارهابية والاجرامية الرخيصةquot;.. وأكد تمسكه بالخيار الديمقراطي وعزمه على quot;ريادة طريق التغيير السلمي مهما كانت التضحياتquot;.. ودعا ائتلاف الوطنية الحكومة واجهزتها الامنية إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة بضمان المسارات السليمة للعملية الانتخابية، وفي مقدمتها حماية ارواح اعضائه وجمهوره ومناصريه وعدم التأثير على خياراتهم بوسائل التخويف والاكراه والابتزاز.

يذكر أن الانتخابات البرلمانية المقبلة تعد الحدث الأكبر في العراق كونها تحدد الكتلة التي ترشح رئيس الوزراء وتتسلم المناصب العليا في الدولة، وحيث بدأت القوى والحركات السياسية تنشط منذ الآن لتشكيل تحالفات في مرحلة مابعد ظهور نتائج الانتخابات المقبلة التي ستجري في 30 من الشهر الحالي.

افتتاح محطات اقتراع

اعلنت المفوضية العليا للانتخابات عن استكمالها افتتاح مراكز ومحطات الاقتراع في عموم العراق استعدادًا لانتخابات مجلس النواب المقبلة واعتماد 1200 مراقب دولي لمتابعة مجرياتها. وقال نائب رئيس مجلس المفوضين كاطع الزوبعي اليوم إن المفوضية استكملت اجراءات افتتاح 8075 مركز اقتراع في عموم العراق و48854 محطة موزعة على محافظات العراق الثماني عشرة.

وأضاف ان المفوضية ستفتتح ايضًا 532 مركز اقتراع للتصويت الخاص للعسكريين والقوات الامنية بواقع 2557 محطة اقتراع للتصويت الخاص في 28 من الشهر اذ سيصوت العسكريون ومنتسبو القوات الامنية قبل يومين من الاقتراع العام لافساح المجال لهم لغرض تأمين مراكز الاقتراع وحماية الناخبين في يوم الاقتراع. وأشار إلى أن المفوضية ستفتتح ايضًا مراكز اقتراع للراقدين في المستشفيات، وكذلك السجون والمهجرين فضلاً عن النازحين من محافظة الانبار.

إعتماد 1200 مراقب دولي

من جهته، اعلن رئيس مجلس المفوضين رئيس لجنة المراقبين الدوليين في مفوضية الانتخابات سربست مصطفى رشيد اعتماد 1200 مراقب دولي لمراقبة العملية الانتخابية المقبلة لغاية أمس الخميس. وقال إن المفوضية مستمرة في عملية اعتمادها المراقبين الدوليين، وذلك لايمانها بأهمية دورهم لاضفاء المزيد من الشفافية والنزاهة على العملية الانتخابيةquot;.

وأشار إلى أنّ المفوضية مستمرة في عملية اعتمادها للمراقبين الدوليين، وذلك لايمانها بأهمية دورهم لاضفاء المزيد من الشفافية والنزاهة في العملية الانتخابية، وعلى الصعيد نفسه بحث رشيد مع المستشار الاقدم لوزارة الخارجية ورئيس لجنة متابعة انتخابات العراقيين في الخارج محمد حاج حمود ملفي انتخابات الخارج والمراقبين الدوليين، ومجمل استعدادات المفوضية لاجراء انتخاب مجلس النواب العراقي انتخابات الخارج وتقديم التسهيلات اللازمة لمكاتب المفوضية المنتشرة في 14 دولة، فضلاً عن خمسة مراكز اقتراع في 5 دول أخرى.

وأكد الطرفان على اهمية ودور المراقبين الدوليين في مراقبة العملية الانتخابية وضرورة تقديم التسهيلات اللازمة لمنح سمات الدخول لهم، كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة لاستقبالهم. كما شددا على ضرورة تمتين العلاقة وتعزيز التعاون بين مفوضية الانتخابات ومكاتبها في الخارج مع السفارات العراقية من اجل انجاح العملية الانتخابية.

يذكر أنّ مفوضية الانتخابات افتتحت 14 مكتباً وخمسة مراكز اقتراع في دول أخرى تمهيدًا لانتخاب مجلس النواب العراقي ولمشاركة العراقيين في الخارج في عملية الاقتراع المقررة في27و28 من الشهر الحالي في هذه الدول. حيث ستجري انتخابات العراقيين في الخارج في كل من : الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمانيا والسويد وهولندا وكندا واستراليا والدنمارك، فضلاً عن تركيا وايران والاردن والامارات ولبنان.. فيما ستفتح في فرنسا وأسبانيا والنمسا مراكز اقتراع مرتبطة بمكتب المانيا الانتخابي في حين سيرتبط مركز اقتراع النرويج بمكتب انتخابات السويد.

تمديد فترة توزيع بطاقة الناخب الالكترونية

كما أعلنت المفوضية عن تمديد فترة توزيع بطاقة الناخب الألكترونية للإقتراع الخاص وتغريم 16 كياناً مشاركاً في الإنتخابات. وقال سيروان أحمد رشيد عضو مجلس المفوضية أن quot;المفوضية قررت تمديد فترة توزيع بطاقة الناخب الألكترونية الخاصة بالإقتراع الخاص إلى 20 من الشهر الحالي كآخر موعد للتوزيع.

وفي ما يخص تغريم الكيانات السياسية المشاركة بالإنتخابات أشار إلى أن quot;مجلس المفوضية أصدر قراراً بتغريم 16 كياناً سياسياً مشاركاً في الإنتخابات لمخالفتها ضوابط الحملات الانتخابية.

يذكر أنّ الحملة الدعائية للانتخابات العراقية كانت قد انطلقت في الاول من الشهر الحالي بمشاركة 9040 مرشحًا للتنافس على مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 328 مقعداً. وبلغ عدد الكيانات السياسية والائتلافات المصادق عليها لخوض الانتخابات 277 كيانًا سياسيًا ولكن بعد انسحاب عدد منها وخاصة من محافظات الانبار وصلاح الدين ونينوى لاسباب أمنية أصبح عدد القوائم التي ستخوض الانتخابات 107 قوائم تتوزع بواقع 36 ائتلافًا سياسيًا و71 كيانًا سياسيًا.. حيث أنّ 21 مليونًا و400 ألف ناخب يحق لهم التصويت في الانتخابات من بين عدد سكان العراق البالغ 34 مليونًا و800 الف نسمة.

وستستمر الحملة الدعائية للانتخابات حتى يوم 28 من الشهر الحالي أي قبل الاقتراع بأربع وعشرين ساعة وهو يوم الصمت الانتخابي. ويزيد عدد المرشحين في انتخابات العام الحالي 2014 بحوالي 50 بالمئة عن عدد المرشحين في الانتخابات السابقة التي جرت عام 2010 وهو6 آلاف و281 مرشحًا.

وقد بلغ عدد المستبعدين عن التنافس الانتخابي 533 مرشحًا منهم المشمولون باجراءات المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث أو لديهم قيود جنائية تتعلق بجرائم مخلة بالشرف، إضافة إلى الذين استبعدتهم الهيئة القضائية.