نشرت جامعة هارفرد تقريرًا جديدًا يؤكد صحة رقعة من ورق البردي تنقل عن المسيح تلفظه بكلمة quot;زوجتيquot;. ويبدو أن المسألة الأهم في رقعة البردي هي تأكيد أن النساء من الزوجات والأمهات يمكن أن يكنَّ حواريات المسيح.


إعداد عبد الاله مجيد: تجدد السجال في الأوساط الأكاديمية والشعبية على السواء حول ما يمكن أن يُعرف بصورة مؤكدة عن حياة المسيح وموقف المسيحيين الأوائل من العلاقة بين الرجل والمرأة، ومن الجنس، بعدما نشرت جامعة هارفرد تقريرًا جديدًا يؤكد صحة رقعة من ورق البردي، تنقل عن المسيح تلفظه بكلمة quot;زوجتيquot; على الضد من الاعتقاد السائد بأنه عاش عازبًا.

ونشرت مجلة هارفرد اللاهوتية في عددها لشهر نيسان (أبريل) آراء خبراء وباحثين يرجّحون أن يعود تاريخ الوثيقة إلى الفترة الواقعة بين القرنين السادس والتاسع وربما حتى أقدم من ذلك.

وكانت كارين كنغ أستاذة التاريخ في جامعة هارفرد أعلنت اكتشاف ورقة البردي قبل عامين، وأصبحت الرقعة منذ ذلك الوقت موضع نقاش بين خبراء في شتى المجالات، من دراسة النصوص القديمة وحبر الكاربون إلى تاريخ المسيحية المبكر، وما إذا كانت رقعة البردي مزورة، وإن لم تكن مزورة.. فما هي دلالات المفردات التي نُقلت فيها عن لسان المسيح.

كتبت المؤرخة كنغ في مجلة هارفرد اللاهوتية أن تأكيد التقرير الجديد صحة ورقة البردي التي سمتها quot;إنجيل زوجة المسيحquot; لا يثبت بالضرورة أن المسيح كان متزوجًا، ولكن الوثيقة تسلط ضوءًا على النقاشات التي دارت بين المسيحيين الأوائل حول ما إذا كان التبتل هو النمط المثالي لحياة المسيح.

يمكن أن يكنَّ حواريات
لا يُعرف من كتب ورقة البردي، التي خُطت كلماتها بالقبطية، ولكن المسيح يتحدث فيها عن والدته وزوجته وامرأة من حوارييه اسمها ماريا. وقالت كنغ quot;إن المسألة الرئيسة في رقعة البردي هي تأكيد أن النساء من الزوجات والأمهات يمكن أن يكنَّ حواريات المسيحquot;.

وقال هال تاوسيغ أستاذ العهد الجديد في جامعة هارفرد، الذي اشتغل على رقعة ورق البردي، إن الكلمات المكتوبة عليها quot;تخطف الأنفاسquot;، وتدعم الفكرة القائلة إن مريم المجدلية quot;كانت قيادية كبيرة في بداية ظهور حركة المسيحquot;.

لاحظ تاوسيغ أنه حتى التفكير في مسيح غير متبتل سيكون quot;نقلة هائلةquot; بالنسبة إلى البعض، وسيجرح مشاعر كثيرين، quot;ولكن هذا قد يجعل كثيرًا من المتزوجين يشعرون بأن المسيح أقرب إليهمquot;.

وأعرب تاوسيغ عن اعتقاده بأن ورقة البردي وثيقة قديمة، ولا تقلّ أهمية عن الوثائق التي تشكل quot;العهد الجديدquot; المعتمد حاليًا. لكنه استدرك قائلًا quot;إن كل ما لدينا هو نسحة من نسخة من نسخة، وليست لدينا وثائق أصلية، بل ما لدينا هو تقاليد في الكتابةquot;.

وثيقة مزورة
من جانبه، ردّ القس اليسوعي جيمس مارتن، الذي نشر أخيرًا كتاب رحلات عن حياة المسيح، قائلًا إن هناك وفرة من الأدلة على أن المسيح كان عازبًا. ولفت الأب مارتن إلى أنه من المستبعد تمامًا ألا يذكر كتَّاب الأنجيل الأربعة زوجة المسيح، لو كانت لديه زوجة، لا سيما وأنهم ذكروا كل الآخرين من أفراد عائلته.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن القس مارتن قوله quot;إن هناك أناجيل تتحدث عن المسيح يحوِّل الحجارة إلى طيور... وهناك رغبة طبيعية في معرفة أكبر قدر يمكن أن نعرفه عن المسيحquot;. وأضاف مارتن quot;أن الغريب بما فيه الكفاية أن الذين سارعوا إلى قبول صحة هذه الوثيقةquot; هم مسيحيون ليبراليون يشككون في صحة قصص توراتية أخرى، بينها قصة قيامة يسوع.

ونشرت مجلة هارفرد أيضًا مقال لعالم المصريات ليو ديبويديت من جامعة براون يقول فيه إن رقعة ورق البردي، وما كتب عليها تبدو وثيقة مزورة quot;ومثيرة للسخريةquot;، وإنه لم يرَ قط كتابة قبطية بحروف بارزة.