أكد المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيستاني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدرعلى ضرورة نبذ الطائفية واختيار الاكفأ في الانتخابات المقبلة وتقديم المصالح الوطنية للعراق على المصالح الضيقة والوقوف بوجه الفساد.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مع المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني بمنزله في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد)، حيث دار الحديث quot;حول الوضع العام في العراق وضرورة توفير الامن والخدمات لابناء الشعب العراقي ونبذ الطائفية والارهاب والوقوف بوجه الفساد وتقديم المصلحة الوطنية العليا على المصالح الفئوية الضيقة والحفاظ على الوحدة الاسلامية والوطنيةquot;، كما قال بيان صحافي لمكتب الصدر.
وأضاف أن السيستاني والصدر أكدا على ضرورة أن يكون الشعب العراقي على درجة عالية من المسؤولية في اختيار الاصلح والاكفأ والمخلص في الانتخابات البرلمانية المقبلة، لأنها تمثل الطريق الوحيد للتغيير نحو الأفضل.
وكان السيستاني دعا الناخبين العراقيين مؤخراً الى اختيار المرشحين الاصلح في الانتخابات المقبلة من اجل انتقال سلمي للسلطة وتحقيق التغيير المطلوب في الاداء الحكومي.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد السيستاني خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) إن المرجعية تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين والقوائم المتنافسة في الانتخابات البرلمانية المقبلة التي ستجري في 30 من الشهر الحالي، لكن هذا لا يعني وقوفها بالتساوي بين النائب أو المسؤول الذي صوت لقانون التقاعد وامتيازاته الضخمة للمسؤولين الكبار، وبين من لم يصوّت عليه أو بين المسؤول الفاشل وبين المخلص الناجح.
وأوضح أن موقف المسافة الواحدة هذا لايعني الرضى عن الانتهازيين والفاشلين، كما يزعم هؤلاء ويحاولون الاحياء به لناخبيهم.
واكد على اهمية الانتخابات في تحقيق التغيير المطلوب نحو الافضل من خلال حسن الاختيار، quot;لان هذا هو الاساس في تشكيل حكومة رشيدة صالحة وبرلمان يقوم بمهامه الدستورية لخدمة المواطنين وتشكيل نمط جديد من الممارسة السياسية التي تقوم على التجديد للوضع الحكومي بالشكل الذي يرغب به الناسquot;.
وحمل المواطنين مسؤولية مصير بلدهم والطريقة التي يدار بها نحو الافضل، وقال إن مسؤولية المرجعية هي الارشاد وتحديد المسارات وتبقى مسؤولية الاختيار على المواطن. وحذر الناخبين من أن اختيارهم سيحدد مصائرهم ومن يتولى زمام امورهم وقال إنهم اذا اختاروا الصالح والكفوء، فإن هذا سيصلح البلاد وامورهم وان انتخبوا غيره، فإنه سيولى عليهم من هو ضد مصالحهم وتسليط الفاسد على رقاب الناس ومصالحهم.
ومن جهته، دعا الصدر العراقيين الى العمل على أن تكون العملية الانتخابية المقبلة شفافة وديمقراطية حقيقية،يشترك فيها جميع المواطنين لكي يكون هناك عراق جديد يملأه الامن والاستقرار والسلام والحكومة العادلة.
واضاف quot;نأمل كثيراً أن تكون هناك انتخابات بموعدها المحدد، وأن لا يكون هناك تأخير لا لأسباب سياسية ولا لأسباب أمنيةquot; .
يذكر ان الحملة الدعائية للانتخابات العراقية كانت قد انطلقت في الاول من الشهر الحالي بمشاركة 9040 مرشحاً للتنافس على مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 328 مقعدًا. وبلغ عدد الكيانات السياسية والائتلافات المصادق عليها لخوض الانتخابات 277 كيانًا سياسيًا، ولكن بعد انسحاب عدد منها وخاصة من محافظات الانبار وصلاح الدين ونينوى لأسباب أمنية أصبح عدد القوائم التي ستخوض الانتخابات 107 قوائم تتوزع بواقع 36 ائتلافًا سياسيًا و71 كيانًا سياسيًا .. حيث أنّ 21 مليونًا و400 ألف ناخب يحق لهم التصويت في الانتخابات من بين عدد سكان العراق البالغ 34 مليونًا و800 الف نسمة.
وستستمر الحملة الدعائية للانتخابات حتى يوم 28 من الشهر الحالي أي قبل الاقتراع بأربع وعشرين ساعة، وهو يوم الصمت الانتخابي . ويزيد عدد المرشحين في انتخابات العام الحالي 2014 بحوالي 50 بالمائة عن عدد المرشحين في الانتخابات السابقة التي جرت عام 2010 وهو6 الاف و281 مرشحًا.