نجحت الخطة الأمنية في طرابلس، فهل تنجح اليوم في البقاع؟ وما الذي يعنيه فرار قادة المحاور أمام الخطط الأمنية، وأي دور للتقارب الدولي في إنجاح تلك الخطط في لبنان؟.

بيروت: يأمل النائب إيلي ماروني ( الكتائب اللبنانية) في حديثه لquot;إيلافquot; أن تنجح الخطة الأمنية في البقاع كما كانت شبه ناجحة في طرابلس، لأن البقاع برأيه شكّل في المرحلة الأخيرة منطقة مضطربة إن كان على مستوى الحدود اللبنانية السورية، حيث سُجل عدد كبير من الخروقات، وإن كان في بعض المناطق التي شهدت عمليات خطف وطلب فدية، لذلك كل أملنا ودعمنا إلى الجيش اللبناني كي يقوم بمهامه بنجاح.

بدوره يعتبر النائب الوليد سكرية (الوفاء للمقاومة) في حديثه لquot;إيلافquot; أن الخطة الأمنية التي نجحت في طرابلس تلقى نجاحًا اليوم أيضًا في البقاع، من خلال إلقاء القبض على رموز مطلوبة وعصيّة في السابق، ونشهد جهودًا إستثنائية في مطاردة الرموز المتطرفة والخطرة، كما حصل مع إلقاء القبض على أحدهم المتهم بقتل عسكريين، وبعمليات خطف وفدية، وآخر من آل الأطرش من عرسال وهو أحد الرموز المتطرفة والمطلوب حيًا، وليس ميتًا لأن لديه معلومات واسعة حول عمليات تفخيخ السيارات وشبكات الإرهاب الأخرى، إن كان عمليات تفخيخ أو تفجير، وعمليًا اليوم فإن توجه الدولة اللبنانية يكمن في إلقاء القبض على هؤلاء الرموز وكل خفاياهم، ومعرفة ما هي الشبكات التي تقوم بعمليات الخطف وطلب الفدية.

ويلفت سكرية إلى جدية العمل في إلقاء القبض عليها، والدولة حازمة أمرها في هذا الإتجاه، ولكن بالنسبة للمعارضة السورية التي قد تكون لجأت إلى جبال لبنان، فحتى الآن إن ما ظهر من مداهمات داخل المخيمات المحيطة في عرسال، والقبض على سيارات مسروقة، يبقى التعاطي مع المسلحين غير واضح المعالم.

قادة المحاور في طرابلس

عن خروج قادة المحاور في طرابلس والهروب منها، هل يعني ان الخطة الأمنية في طرابلس بقيت ناقصة، وهل سيواجه البقاع المصير ذاته؟

يقول ماروني إنه يجب إعطاء المزيد من الوقت للقوى الأمنية حتى تتمكن من بسط سيطرة الدولة على كل المنطقة، وبالتالي هروب بعض قادة المحاور كما حصل في البقاع، لا يعني أن القضية انتهت هنا، فقد نشهد اعتقالهم مع الوقت وتسليمهم للقضاء المختص لعقابهم على ما ارتكبوه، خلال الفترة الماضية.
ويلفت ماروني إلى أنه في البقاع شاهدنا نوعًا من الغطاء الحزبي والسياسي، نأمل أن يكون قد أزيل ويتم إعتقال كل المعتدين حتى يكونوا عبرة لغيرهم.

في هذا الصدد يقول سكرية إن قادة المحاور بمجرد الحديث عن خطة أمنية في طرابلس تم إخراجهم تفاديًا للإشتباك معهم، وكان المطلوب الأمن في طرابلس حتى لو فرّ هؤلاء، هذا يترك ثغرة في الخطة الأمنية في طرابلس اذا ما انتكس الوضع الأمني فيها يعود هؤلاء إلى أعمالهم السابقة.
فإذا لم يعد هناك غطاء سياسي دولي للخطة الأمنية في طرابلس سيعاود هؤلاء نشاطاتهم الإرهابية.

ويضيف سكرية إن الوضع في البقاع يبقى مختلفًا مع عدم وجود محاور، بل هناك من يفخخ سيارات ويخطف الناس ويطلب فدية، أي مجموعات تقوم بأعمال مخلة بالأمن، وهناك جدية من الدولة بمكافحة هؤلاء.

الغطاء الدولي

أي دور للتقارب الدولي الحاصل في إنجاح الخطط الأمنية في طرابلس والبقاع؟

يقول ماروني إن القرار السياسي حاسم في هذا الخصوص، ورجال القوى الأمنية حازمون، ونأمل ان تنتقل العدوى إلى كل المناطق اللبنانية، فيصبح لبنان وطنًا منزوع السلاح غير الشرعي.
ويلفت ماروني إلى انه إذا لم تتخذ التدابير اللازمة لمنع التوتر يمكن لأي خلاف سياسي بين الفرقاء الكبار أن ينعكس أزمة مجددًا في طرابلس والبقاع.

يؤكد سكرية ان هذا التقارب الدولي هو من شكل الحكومة وهو نفسه من قال لقوى 14 آذار/مارس إقبلوا بحزب الله في الحكومة مع بقائه في سوريا، فأميركا من سمح بذلك.
ويلفت سكرية إلى أن عودة الخصوم الدولية ستعيد حتمًا المناوشات إلى طرابلس والبقاع.