أعلنت السلطات العراقية اليوم عن إغلاق مسلحي سدة مدينة الفلوجة على نهر الفرات مما تسبب في غرق أحياء عدة فيها وفي مناطق بحزام بغداد إضافة إلى قطع المياه عن وسط وجنوب العراق مجددًا في ما بدأ يطلق عليها حرب المياه التي تستهدف العاصمة العراقية.


لندن: قالت وزارة الموارد المائية أن المسلحين قاموا بغلق جميع بوابات سدة الفلوجة على نهر الفرات من جديد. وأوضح وزير الموارد المائية مهند السعدي أن مسلحي دولة العراق والشام الاسلامية (داعش) قاموا مجددا بغلق بوابات سدة الفلوجة بالكامل ما تسبب بمنع وصول المياه لمحافظات الوسط والجنوب وتحويل المياه مما ادى إلى غرق مناطق شاسعة من مدينة الفلوجة (62 كلم غرب بغداد) ومناطق ابو غريب (22 كلم غرب بغداد) بحيث غطت المياه مناطق سكن المواطنين ومزارعهم.

وكان مسلحو داعش قد اغلقوا بوابات سدة الهندية لمدة ثلاثة أيام خلال الفترة بين السابع والعاشر من الشهر الحالي لكنهم قاموا بفتح البوابات الثلاثاء الماضي وبدأت المياه بالتدفق في نهر الفرات بعد ان تسبب الاغلاق بانخفاض منسوب النهر في محافظات الوسط والجنوب.

وأكدت مصادر عراقية غرق مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية ومنازل سكان مناطق شمال الفلوجة مما ادى إلى هرب سكان أحياء الجولان والاندلس والازركية القريبة من نهر الفرات خوفاً من غرق منازلهم.

وكانت السلطات العراقية أعلنت في السادس من الشهر الحالي ان تنظيم quot;داعشquot; قطع المياه عن وسط وجنوب العراق مؤكدة ان ذلك يهدد حياة الملايين من العراقيين ومزارعهم وممتلكاتهم للخطر.

وقال مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي ان quot;عصابات داعش ومن يقف معها من البعثيين وايتام النظام المقبور المتواجدين بالفلوجة قاموا بارتكاب عمل خطير ينم عن مدى إجرامهم وخلوهم ومن يقفون خلفهم من أي معنى من معاني الشرف والرجولة وهو الإقدام على قطع المياه عن مناطق الوسط والجنوب مما جعل حياة الناس مهدّدة بالخطر وليس مزارعهم وممتلكاتهم فحسبquot;.

وأضاف مكتب المالكي في بيان صحافي انه قد quot;اصبح لزاما علينا استخدام أقصى درجات القوة من اجل إنقاذ حياة الناس والاراضي الزراعية وعدم السماح لهؤلاء القتلة باتخاذ مدينة الفلوجة قاعدة لإجرامهم واللعب بأرواح الناس وممتلكاتهمquot;.

وكانت وزارة الدفاع أعلنت الاسبوع الماضي أن العناصر quot;الارهابيةquot; لا تزال تسيطر على الفلوجة وفيما أشارت إلى أنّ حسم الموضوع بانتظار قرار من المراجع العليا ،أكدت انها تفضل حسم ازمة المدينة من قبل الاهالي. وكثف الجيش خلال الفترة الماضية قصفه على الفلوجة التي تتركز فيها مجموعات مسلحة يعتقد أنها مرتبطة بتنظيم (داعش).

ويأتي الاعلان عن قطع داعش للمياه عن وسط وجنوب العراق في وقت يستعد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام لفتح جبهة جديدة في مواجهة قوات الامن العراقية بهدف التقدم نحو بغداد لتخفيف الضغط الذي يواجهه في الفلوجة المحاصرة.

وجاءت المواجهات الاخيرة قبل اسابيع من انتخابات تشريعية ستشهدها البلاد لتثير تساؤلات عن قدرات الجيش والشرطة على صد الهجمات التي يشنها مسلحون بسطوا سيطرتهم على مدينة الفلوجة التي لا تبعد سوى حوالى ستين كيلومترًا عن بغداد.

وأكثر ما أثار قلق السلطات العراقية هو قدرات داعش التي قامت بعرض عسكري شاركت فيه عشرات السيارات الاسبوع الماضي في وضح النهار في ابو غريب (20 كلم غرب بغداد) كما ذكر شهود عيان وشريط فيديو نشر على موقع يوتيوب.

وخرجت الفلوجة واجزاء من الرمادي عن سلطة الدولة وتقع المدينتان في محافظة الانبار (110 كلم غرب بغداد) التي تتشاطر حدوداً مع سوريا. ويقوم الجيش الذي يحاصر الفلوجة حاليا بحفر خنادق وتعزيز ثكناته.

وقد ادت الاحداث الاخيرة في الفلوجة والرمادي إلى نزوح مئات الآلاف من هاتين المدينتين نحو محافظات اخرى في البلاد. وتشكل سيطرة داعش على مدينة الفلوجة خصوصا حدثا استثنائيا نظرا إلى الرمزية الخاصة التي ترتديها هذه المدينة التي خاضت حربين شرستين مع القوات الاميركية في عام 2004.