كعادة الإعلامية البحرينية الشهيرة سوسن الشاعر، تثير الأسئلة وتبحث في تفاصيلها عن أجوبة، وتقدم بناء عليها آراء وتصورات صار بعضها بحوثاً ودراسات عمّا يخص البحرين وخصوصاً في المشكلين السياسي والاجتماعي.

وضمن سلسلة التقارير والحوارات التي أجرتها quot;إيلافquot; في البحرين وعنها، نغوص هذه المرة مع من يسمونها أبرز رموز الصقور في الجناح الوطني في المملكة الصغيرة النائمة على حضن الخليج العربي، سوسن الشاعر معارضة من نوع آخر، تقف ضد المعارضة التقليدية التي قاطعت العمل السياسي، وحين تلتفت للخط الحكومي تجدها أيضًا على تباعد معه في الآراء والأفكار وطريقة إدارة الملفات الشائكة.

يحكي الكثيرون عن البحرين بصفتها قسمين، أحدهما معارض تمثله نسبة كبيرة من الشيعة، والقسم الآخر موالٍ للحكومة وأكثرهم من السنة، ولكن من يغوص في تفاصيل البحرين يرى جيداً، أن هناك خطاً عريضاً لا يتفق مع الحكومة في طريقة إدارتها للأزمة وخصوصاً بعد هدوء الأوضاع، ويبرز ذلك في التعاطي مع فكرة الحوار الوطني الذي يقوده ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، إذ يرى المتابع أن هناك قسمًا كبيراً ويتنامى، يؤكد أن أي حوار خارج مؤسسات الدولة هو إسقاط لفكرة الدولة واعتراف ضمني بحقيقة التهم عن شكلية مؤسسات الدولة.
الأزمة الأخطر منذ 60 عاماً وملف الاتحاد الخليجي

تؤمن سوسن الشاعر بأن بلادها تعرضت في العام 2011 لأسوأ أزماتها على المستويين السياسي والاجتماعي، وتقول إن ما يحدث الآن ليس له مثيل في تاريخ البحرين باستثناء عام 1953 حينما حدثت بعض المناوشات التي انتهت بعد شهرين بمصالحة انتجت اتحادًا وطنياً .

وترى الشاعر بأن هذه الأزمة لم تكن صناعة بحرينية خالصة، ليس كل ما حدث بجهد وتخطيط المعارضة فحسب، ولا من سوء النظام أيضاً، بقدر ما هو مشروع دولي استهدف الخليج وكانت البحرين النموذج الجيد والمواتي للدخول من خلالها لباقي المنطقة.

وعن هذا ترى الشاعر أن دول الخليج وخصوصاً السعودية فهمت جيداً ماذا يحدث، بدليل اندفاعها القوي لتأييد مصر في خطوة مفاجئة بحسب الأعراف الدبلوماسية السعودية، وكذلك التحرك شرقاً وتنويع مصادر التحالفات سياسيًا واقتصاديًا وعسكرياً.

أما عن البحرين فتقول الشاعر : quot;البحرين، يجب أن لا تضحك على نفسها يجب أن تبحث وتعمل على مشروع الاتحاد الخليجي، ومثلنا الكويت وقطر والبحرين، هناك تكتلات دولية تنهار ودول يتم تقسيمها، ولذلك يجب التفكير جدياً في هذا الاتجاه، هذه المخاطر تتكرر وإلى متى يجب أن نمشي بنفس الاستراتيجيات، سقف طموحنا نزل ومع ذلك نقبل به، حتى لو اقتصر على الدول الثلاث السعودية والامارات والبحرين، من دون الاتحاد نحن في مهب الريح، السعودية أيضًا رغم ثقلها ليست مستثناة، وأنا لا أقصد بعض التحالفات كما يقال عن محور قطر تركيا أو ايران وعمان هذا كلام فارغ، لا عمق لهذه المحاور، أما نحن في الخليج فلدينا كل الوسائل التي تسهل هذا الاتحاد ولو بصورة تدريجيةquot;.

ذاكرة فبراير ومصطلح الأغلبية الشيعية
تعود الشاعر بالذاكرة لقراءة الأيام الأولى لأزمة فبراير 2011، حينما خرج الآلاف في دوار اللؤلؤة في صورة تكاد تتطابق مع ما حدث في تونس ومصر، فتقول: quot; ما حدث لم يكن في الحسبان، لقد كان رجال الدين الشيعة ومرجعياتهم يقودون الحراك في الوقت الذي يؤكدون فيه أنه حراك غير طائفي، هذا لا يعقل ولا يمكن استيعابه، جمعية الوفاق التي تبنت الحراك وقادته ليس فيها بحريني سني واحد، ما حدث في الجامعة من عنف لا يمكن أن يكون طبيعياً، المناجل والسيوف ورمي أحد الطلاب من سطح المبنى، كمية الأعلام التي تختلف شكلاً عن علم البحرين الأصلي من حيث عدد المثلثات من جهزها ومتى بهذه الكميات، رغم أن الكثير منهم في الأصل لا يؤدون حتى التحية للعلم البحريني، مستشفى السلمانية ما حدث فيه لا يمكن نسيانه من حيث الجرائم التي ارتكبت في حق المواطنين، كانوا يمنعون حتى استخدام الهاتف للمصابين، وكانوا يسمون المصابين أسرى، وأخيراً شعار إسقاط النظام وإعلان الجمهورية، إن ما حدث لم يكن وليد اللحظة، كل ذلك كان مخططاً له وإنما هناك من يعلم وهناك من لا يعلمquot;.

وتربط المذيعة والكاتبة هذه الأحداث بالتعاطي الدولي تجاه البحرين فتقول : quot; وثائق ويكيلكس فضحت الأميركيين، فموقفهم كان منحازاً للمعارضة بشكل كامل دون أي اعتراف بباقي الشارع البحريني فضلاً عن الرأي الرسمي، طبعا هناك أخطاء كثيرة ارتكبت سابقاً أدت إلى هذا، يتحمل الجميع مسؤوليتها ومن ضمنها أن التقارير التي كانت تخرج من السفارة الأميركية أو غيرها كانت تقول (غالبية شيعية تحكمها أقلية سنية) دون أي أساس علمي أو منطقي، وهذا ما أدى لترويج فكرة أن الشارع ليس به من يعترض على ما تفعله الوفاق وأخواتهاquot;.

وتضيف quot; أوباما قال لحكومة البحرين يجب أن تجلسوا مع الوفاق، ومن هي الوفاق ليذكرها أوباما في خطاب في الأمم المتحدة ولكي تجيش لها الوفود ذهاباً واياباً للبحرين ؟quot; ، وتزامن ذلك على حد قول الشاعر مع حرب شبكات واجهتها البحرين، وتشرح ذلك قائلة : quot;رغم أن من يقوم عليها أفراد معدودون ولكنهم متصلون بمنظمات دولية حقوقية ومدنية مختلفة، بعض الأفراد وصلت عضويته إلى 20 منظمة، ولذلك كانت البداية صعبة لأننا لم نجد من يسمع للفريق الآخر من البحرينيين، كنا نحكي من وراء زجاج قاتم ونصرخ ولكن لا أحد يسمع ولا آخر يرىquot;.
الدولة المهدوية وحديث فليتمان
وتذهب الشاعر قليلاً باتجاه حراك المعارضة في تلك الفترة فتقول quot;المعارضة أخطأت حينما أعلنت الجمهورية من الأسبوع الثاني، هذا ساعدنا وكشف نواياهم، بعضهم قال إن الدولة المهدوية سوف تعلن ورئيس الوزراء سيترك البلد، وكذلك الفيديو الذي تحدث عن تخبئة الأسلحة بأماكن في الدوار بسبب قدوم صحافيين أجانب، لقد أعلنت حرب مقدسة، هناك ميلشيات مدربة وصورها موجودة لمن يريد الاطلاع عليها وهناك قنابل تصنع داخليًا، وضحايا الشرطة تفوق أعداد المحتجين، منع عن الشرطة استخدام أي سلاح باستثناء العصي، ومع كل ضغط دولي تتراجع قوة التعامل الأمني رغم أن لا أحد يتساءل إن كان ينطبق على ما حدث في بريطانيا عندما قال ديفيد كاميرون لا تحدثوني عن حقوق إنسان إذا كانت الدولة تتعرض لتهديد قوميquot;.

وتنقل الشاعر عن ولي العهد البحريني أن جيفري فليتمان مساعد وزير الخارجية الأميركي قال له بعدما زار الدوار الذي اعتصم فيه المعارضون quot; إن طريقة توزيع الخيام وتكتيك المتظاهرين تتطابق مع ما فعله متظاهرو حزب الله حينما عطلوا عمل الحكومة وأصابوا بيروت بالشلل في ديسمبر من العام 2006quot;.
كيف تكون المصالحة إسقاطًا للدولة؟

وبمناسبة الحديث عن ولي العهد البحريني الذي يحكى عن قيادته لمشروع مصالحة وطنية تقول الشاعر رأيها في فكرة المشروع: quot; إذا أخذنا فكرة مشروع المعارضة من البداية فهم يريدون إسقاط الدولة ولم ينجح الهدف، وسيلتهم كانت الثورة وفشلوا تماما، وهم الآن يغيرون الوسيلة فقط، فهم يريدون إسقاط الدولة ولكن بطريقة أخرى من خلال ضرب مؤسساتها الدستورية ونظامها البرلماني، من خلال أخذ اعتراف غير مباشر بعدم جدوى المؤسسات التشريعية والدستور بعقده الاجتماعي وبعدم جدوى الميثاق الوطني الذي تم التصويت عليه بنسبة فاقت 98%quot;.

وتضيف الشاعر بإسهاب quot; يجب أن يكون الحوار عبر المؤسسات التشريعية، سواء بطرح البرامج السياسية أو بعمل التحالفات داخل قبة البرلمان ويمكنهم أيضا حرية الإعلان والترويج لأفكارهم خارج البرلمان، هذه الدعوة الرابعة لعودتهم للبرلمان ولا يستجيبون، أنا ضد الحوار مع جماعة إرهابية لا تؤمن بالعمل المؤسسي وتركز جهودها على الشارع، وإن نتيجة الحوار حتى لو تضمنت مشاريع تطرح للتصويت فهذا يعني أن من يصوت بـ لا يحق له النزول للشارع وتخريب البلد وإجبار الدولة على الجلوس معه خارج مؤسساتها وتنفيذ أفكاره بنفس المبدأ والطريقة، وهذا ارتهان للابتزازquot;.

وتتساءل سوسن الشاعر : quot;ما الفرق بين الحوار داخل البرلمان وبينه خارجه؟، الفرق هو ما يريدونه وهو اسقاط شرعية مؤسسات الدولة، أين هي الدولة التي خضعت لهذا الرهان بما في ذلك أعرق الديمقراطيات، نحن لا نتكلم هنا عن المسيرات والتظاهر، فهذا حق مكفول بالنظام ولكن الحديث عن التخريب والفوضى، في أميركا لا يمكن للمتظاهر أن يمس رصيفاً غير محدد فيه التظاهر، وفي اليابان محسوب عدد الهتافات التي تطلقها، ليست هناك دولة تترك شوارعها للعبث دون ضوابط، وهنا يريدون التظاهر في كل مكان وفي كل وقت وبأي صفة ويدعون أنها حرية تعبير، لقد وصلنا لمعدل لا يحدث في العالم كله، هناك احصائية تقول بأنها تحدث يومياً من اثنتين إلى ثلاث مسيرات يوميًا، أين يحدث هذا ومتى في غير البحرين؟، رغم أنهم يمتلكون كل الوسائل المكفولة في كل الدول الديمقراطية، سواء من خلال التنظيم أو الوسيلة الإعلامية الناطقة باسمهم والمقر، وكذلك دعم الدولة المالي للجمعيةquot;.

وتؤكد الشاعر أن بلادها استطاعت امتصاص الضغوط الخارجية كثيراً، وتعمل الآن على سد الثغرات التي لا تخلو منها بلاد في العالم من حيث حقوق الانسان مثلاً، وفي هذا السياق تقول بأن هناك حرصًا في البحرين على أن تبقى مسألة الحقوق الإنسانية هذه في إطارها وأن لا تكون أداة للعمل السياسي وهدم مؤسسات الدولة ونظامها.
الحكومة وأخطاء في إدارة الأزمة

وهي في المقابل تنتقد الشاعر بعض السياسات الخاطئة التي ترى أن قيادة بلادها وقعت فيها، فتقول بأن quot;أدواتنا التقليدية لم تعد قادرة على مواكبة ما يحدث، من يسمع الآن لملحق ثقافي إذا كان السفير بنفسه quot;لا أحد يعطيه وجهquot;؟ ، يجب أن نعمل من خلال استراتيجيات تنطلق من عواصم الضغط والقرار الدولي، بعمل منظم وذكي ودقيق ينظم حراكاً مدنياً وحقوقياً بعيدًا عن الجانب السياسي الرسمي التقليدي، جماعتنا يزيدون الطين بلة حينما يعينون بعض أفراد العائلة سفراء أو في الملحقيات، هذا يسيء لصورة البحرين ويعطيهم مبررات لتسويق التهم ضد الدولةquot;.
أدوات البرلمان والبرامج quot;الطائفيةquot;

وعن قدرة البرلمان على استيعاب الملفات التي تطالب بها المعارضة تقول الشاعر : quot;الوفاق إئتلاف لعدد من التيارات الشيعية منهم الشيرازيون وخط الإمام و الرساليون وآخرون، هؤلاء جزء منهم كانوا من الأصل يرفضون الدولة وبالتالي يرفضون العمل تحت مؤسساتها أو بترخيص منها، والمجموعة الأخيرة التي تسمي نفسها بالممانعة بدأت بالضغط لتخرج الوفاق من العملية السياسية تحت عدة مبررات، ولكن الوفاق دخلت في الفصل التشريعي الثالث تحت شعارات كثيرة من ضمنها عديد الانجازات التي قدموها خلال عملهم في الفصل الثاني، وهذا أيضا يثبت باعترافهم أن الأدوات الدستورية فاعلة وناجعة في التغيير والانجاز وخدمة المواطنين، ونزلوا بثمانية عشر مرشحاً وأيضاً فازوا جميعاً، مع إضافة التعديلات الأخيرة أصبح بإمكان أي كتلة سياسية أن تعمل خدميًا وسياسياً لتصل إلى طرح الثقة برئيس مجلس الوزراء والوزراء وعمليات الاستجواب وكذلك تكوين لجان تحقيق وأدوات رقابية لا تقل ديمقراطية عريقة في العالمquot;.

وترى الشاعر تعليقًا على ذلك أن quot;مشكلتنا في المنطقة عموماً والبحرين من ضمن ذلك أن إفرازاتها الانتخابية لا تصنع برامج سياسية ولا كفاءات وطنية بقدر ما تنتج فرزاً طائفياً، ولذلك الحديث عن حكومات منتخبة هو قفز على الواقع ولا يتفق مع المعطيات المعاشة عندنا في الدول التي حولنا ونعرفها ونرى تجاربها الطائفية الواضحة، ولذلك لا نريد للبحرين أن تنزلق بهذا الاتجاهquot;.

وتدلل الشاعر على تحليلها ورؤيتها لهذا المحور بأن quot; الوفاق لا تعرف البحرين، حين دخلت البرلمان مرتين لم تستطع تكوين تحالف رغم كل تلك السنوات، رغم أنهم قالوا بلسانهم أنه بإمكانهم التعاون مع الكتل السياسية الأخرى، واتضح ذلك في لجنة التحقيق التي كُلفت ببحث تسجيل الأملاك العامة، وحينها نجحت اللجنة المكونة منهم من سلفيين وإخوان ومستقلين، والنجاح كان مبهرًا، ولكنهم لم يستثمروا هذه التجربة ولم يستفيدوا منها من حيث مبدأ التعاون والتكتل والعمل لخدمة البلد ومحاربة مواطن الفساد فيهاquot;.

وتضيف quot;هذه اللجنة رسمت خطاً يمكن اعتباره تقدميًا جداً على مستوى الخليج وليس البحرين بما تضمنته من وضع حدود فاصلة بين أملاك الأسرة المالكة وبين الدولة مثلاً، والوزارات عملت فيها بشفافية مطلقة بشهادة كل اعضاء اللجنةquot;.
كيفيجب أن يتعرف البحرينيون على بعضهم؟

وتذهب الشاعر بالحديث إلى الوضع في الشارع أمنيًا واجتماعيًا، فتقول quot;الدولة تواجه عنفاً ويجب القضاء عليه بكل السبل السياسية والأمنية والاقتصادية وبالطرق القانونية والنظامية، أحث الدولة على تطبيق القانون وتفعيل قوانين مكافحة العنف والإرهاب بعيدًا عن التعاطي مع الشأن السياسي، من يعمل بالسياسة ويعمل بترخيص رسمي ويأخذ معونة من الدولة لتسيير الحزب فهؤلاء سياسيون والتعاطي معهم سياسي أصلاً، أما من يتبنى العنف ويشتغل تخريباً فلا يجب أن يخلط ملف التعامل معهم بالملف السياسي أبداًquot;.

أما اجتماعيًا فترى سوسن الشاعر بأن quot;هذه التجربة من الصعب الحكم على مدى تجاوزها، اذا كنا متفائلين سنقول بأنه ليس من طبعنا هذا الشرخ، إذا هدأت الأحداث الأمنية سيسهم ذلكأيضًا في تخفيف الأوضاع، رغم أن هناك من ينفخ في النار حتى وصلت إلى أن يدعو لمقاطعة هذا المطعم لأن مالكه سني وذلك المقهى لأن صاحبه شيعي، ولذلك أرى أن نسأل بعضنا، من أنتم؟ وكل طرف عليه أن يتعرف من جديد على الطرف الآخر، أحداث 2011 فاجأتنا بهذا السؤال، كنا ننظر للشاشات ونقول من أنتم رغم أنهم أصدقاء وزملاء، أحد أبنائي كل أصدقائه شيعة فقدهم في تلك الأحداث، وهناك الكثير من العوائل المختلطة تورطوا، هل نحن كنا أغبياء أو أنتم تغيرتم أو ماذا حدث، في الأمور الدينية لم نكن نعير الأمور اهتمامًا، الشيعة ليسوا أبناء الأمس وكذلك السنة، كلهم يملكون عمقاً في تاريخ الإسلام وكذلك البحرين فماذا تغيّر؟quot;.

وتأسف الشاعر لأن من يملك زمام الأمور الآن هم متطرفو الفريقين، وتقول عنهم بأنهم quot;كلهم لهم أجندة ويعملون على تحقيقها لأن الظروف الآن هي أرضهم الخصبة لاختطاف العامة، الطبقة الوسطى اقتصاديًا وثقافيًا ذهبت الآن رهينة للخطاب المتطرفquot;.