سيول: واصلت طواقم الانقاذ وفرق الغوص الكورية الجنوبية ليل الاربعاء، مستعينة بالاضواء الكاشفة، جهودها الحثيثة لايجاد حوالى 300 شخص لا يزالون في عداد المفقودين بعد غرق عبارة كان على متنها 462 شخصًا، غالبيتهم تلامذة مدارس ثانوية كانوا متوجهين الى احدى جزر البلاد لقضاء عطلة.

وقال مسؤولون من وكالة الكوارث الوطنية انه تم انقاذ 179 شخصًا، وان 290 آخرين باتوا في عداد المفقودين. وتاكدت وفاة ستة اشخاص، من بينهم تلميذ وامرأة من افراد الطاقم.

ويخشى المسؤولون من ارتفاع عدد القتلى، اذ مالت العبارة سيويل بشكل كبير قبل غرقها، وقد يكونون عالقين في داخلها. وكانت السفينة انقلبت بعد ساعتين على ارسالها اشارة استغاثة عند الساعة التاسعة صباحا (00:00 تغ).

وعرض التلفزيون صورًا لركاب خائفين يرتدون سترات النجاة، ويتزاحمون على قوارب مطاطية، فيما كانت المياه تضرب حافة العبارة عند غرقها على بعد 20 كلم قبالة جزيرة بيونغبونغ الجنوبية. وانزلق بعض الركاب عند حافة العبارة، وسقطوا في الماء، فيما سحبهم رجال الانقاذ، ومن بينهم اعضاء طاقم اسطول صيد صغير من الماء.

مع هبوط الليل، قال خفر السواحل ان عمليات الانقاذ مستمرة باستخدام الانوار الكاشفة. وصرح المتحدث باسم خفر السواحل quot;لن نستسلم رغم ان الوضع مقلق جداquot;. وقال العديد من الركاب الذين تم انقاذهم انه تم ابلاغهم في البداية بالبقاء في قمراتهم ومقاعدهم، الا ان العبارة مالت بشكل كبير على احد جوانبها ما اثار حالة من الرعب.

وقال احد الركاب quot;امرنا الطاقم بان لا نتحرك.. وبعد ذلك مالت العبارة فجأة، وانزلق الناس الى جانب منها، واصبح الوضع صعبًا للغايةquot;. واعلن الاسطول الاميركي السابع ان السفينة العسكرية quot;بونهوم ريتشاردquot; التي كانت تقوم بدوريتها المعتادة في غرب الجزيرة الكورية، توجهت الى مكان غرق العبارة للمساعدة.

بدوره اعلن المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان واشنطن مستعدة لان تقدم إلى سيول quot;كل مساعدةquot; لازمة. وانقذت سفن تجارية وأخرى للصيد الكثيرين لكونها كانت اول من وصل الى المكان قبل عبارة اخرى حملت عناصر من خفر السواحل، فضلا عن زوارق البحرية المدعومة من الطوافات.

وواجهت العبارة، وزنتها 6825 طنا، مشاكل على بعد 20 كلم من جزيرة بيونغ بونغ الجنوبية، وكانت بدأت رحلتها من ميناء انشيون الغربي مساء الثلاثاء. وقال مسؤولون في خفر السواحل انهم تلقوا نداء استغاثة عند الساعة التاسعة صباحا (00,00 تغ)، فيما وصفت الاحوال الجوية بـquot;الجيدةquot; مع رياح وامواج معتدلة.

ولم يعرف سبب الحادث فورًا، الا ان الركاب تحدثوا عن توقف العبارة بشكل مفاجئ بعد سماع صوت عال ما يشير الى جنوح السفينة. وبينت الصور التي نقلتها محطات التلفزة ان السفينة مالت حوالى 45 درجة، كما ان المياه غمرتها بالكامل، ولم يبق سوى جزء بسيط من مؤخرها عائمًا فوق المياه.

واعرب مسؤول محلي وصل الى مكان الحادث بعد ساعة على غرق العبارة عن quot;قلقه الكبيرquot; على مصير المفقودين. وقال في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان quot;السفينة كانت غرقت بالكامل تقريبًا عندما وصلت اليها. الكثيرون قد يكونوا علقواquot; فيها.

المياه في المنطقة باردة ولا تتخطى درجة حرارتها حوالى 12,6 درجة مئوية. ومن بين الركاب على متن العبارة المتجهة الى جزيرة جيجو، اكثر من 300 تلميذ كانوا يسافرون مع 14 مدرسًا من مدرستهم في انسان في جنوب سيول. وكان على متن العبارة ايضا طاقما من 29 شخصا، فضلا عن 150 سيارة.

وقال احد التلامذة لمحطة quot;واي تي انquot; عبر الهاتف quot;سمعت صوتا عاليا جدا، وبدأت العبارة فجأة بالانحرافquot;، مضيفا ان quot;بعض اصدقائي سقطوا بشكل عنيف، وأخذوا ينزفون. قفزنا في المياه والتقطتنا زوارق الاغاثةquot;. وتجمعت عائلات التلامذة في المدرسة في جو من الفوضى، وكانوا ينهرون مسؤولي المدرسة ويحاولون بشكل هستيري الاتصال بابنائهم.

وروت والدة احد التلاميذ لـquot;واي تي انquot; انها تحدثت مع ابنتها التي قالت انه تم انقاذها مع عشرة آخرين، موضحة انها قفزت في المياه قبل انقاذها.

وتتنقل مئات العبارات يوميا بين البر الرئيس لكوريا الجنوبية وجزرها العديدة، وتبقى الحوادث نادرة نسبيا. ولكن في تشرين الاول/اكتوبر 1993 شهدت المنطقة اسوأ حوادثها حيث قتل حوالى 300 شخص في غرق عبارة قبالة السواحل الغربية.