يبدو أن الانتخابات الأفغانية تتجه لجولة اعادة ثانية بعد النتائج الجزئية التي أعلنت، وحصل بموجبها المرشح عبدالله عبدالله على 41,9% من الاصوات، فيما حصل المرشح الاقتصادي اشرف غني على 37,6%، ويعد المرشحان بتحقيق المصالحة الوطنية والإقليمية في حال فوز أي منهما.

كابول: يعد المرشحان الاوفر حظًا اذا فازا بالانتخابات الرئاسية الافغانية بالمصالحة مع طالبان وباكستان المجاورة والرئيس الحالي حميد كرزاي والابتعاد عن العداوات القديمة.
وتنشر اللجنة الانتخابية المستقلة منذ الاحد ببطء شديد النتائج الاولية للجولة الاولى من الانتخابات الافغانية التي جرت في الخامس من نيسان/أبريل.
ومع أن هذه المعلومات لا تزال جزئية يبدو المرشحان اللذان سيتنافسان في جولة ثانية محتملة هما وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله الذي حصل على 41,9% من الاصوات، والاقتصادي اشرف غني الذي جمع (37,6%).
وفي حين حصد عبد الله عبد الله معظم اصواته من المناطق التي يسكنها الطاجيك شمال البلاد، بامكان غني أن يفتخر بتفوقه في المناطق التي يسكنها البشتون في الجنوب.
وقد هزم المرشحان في الانتخابات الاخيرة سنة 2009 وجاء عبد الله عبد الله ثانياً وراء كرزاي الذي شابت انتخابه تهم التزوير.
وكان عبد الله عبد الله حينها تعرض لضغوط شديدة كي لا يشارك في الجولة الثانية وانسحب متهمًا كرزاي بانه quot;سرقquot; الاقتراع.
لكن كرزاي لا يشارك هذه المرة في الانتخابات الرئاسية اذ أن الدستور لا يجيز له الترشح لولاية ثالثة، في حين لا يبدي عبد الله رغبة في الثأر منه، بل يريد أن يلعب خصمه السابق دورًا في مستقبل افغانستان التي تعاني من تمرد مقاتلي طالبان.
وقال عبد الله في حديث مع فرانس برس إن quot;الرئيس (كرزاي) سيكون له دور يلعبه في مستقبل البلاد، ولا اتحدث عن مجرد دور اداري، بل عن دور سياسي على الصعيد الوطنيquot;، مؤكدًا quot;لن اسلك طريق الانتقامquot;.
من جهة اخرى، ورغم أنه يقول إنه يريد التفاوض مع حركة طالبان التي تدعو لتطبيق الشريعة، من اجل ارساء الاستقرار في البلاد بعد انسحاب قوات الحلف الاطلسي نهاية 2014، اعرب عبد الله عن عدم استعداده للتضحية بحقوق الانسان مقابل السلام.
وقال quot;لا مجال للتوافق على حساب الحقوق الاساسية، انها قيم ناضلت وضحت من اجلها افغانستان، وأن التضحية بتلك الحقوق بدعوى صنع السلام اوهامquot;.
وتتهم سلطات كابول باستمرار باكستان بزعزعة استقرارها بمساندة طالبان لكن اسلام اباد ترفض تلك التهم وتتهم جارتها بتوفير مساعدة لحركة طالبان الباكستانية في ما يشبه حربًا عبر المجموعات المتمردة.
من جهته، يرى اشرف غني في حديث مع فرانس برس أن quot;الهدف هو التوصل الى علاقة خاصة بين افغانستان وباكستان كالتي تربط فرنسا والمانيا غداة الحرب العالمية الثانيةquot;.
واضاف quot;في الماضي كان هناك تمييز بين +طالبان جيد+ و+طالبان سيئ+quot; في اشارة الى سياسة باكستان التقليدية التي تساند بعض المتمردين الافغان وتحارب الاسلاميين المناهضين لنظام اسلام اباد.
لكن رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الذي فاز بالانتخابات التشريعية في ايار/مايو 2013 quot;يرى أن التطرف في حد ذاته مشكلةquot; وليس أداة في العلاقات بين quot;دولة وأخرىquot;، كما يرى غني مؤكدًا أن بامكانه تهدئة العلاقات مع الجارة باكستان.
من جانب آخر، يؤيد كل من غني وعبد الله الاتفاق الامني الثنائي مع واشنطن الذي ينص على ابقاء قوة دولية في افغانستان بعد انسحاب الحلف الاطلسي.
ويتفق الاثنان على عدة نقاط، وقد يتنافسان في جولة ثانية محتملة قد يتصالحان بعدها.
وقال غني: quot;أحترم عبد الله... اننا الاثنان متمسكان بالشعور بالمصلحة الوطنية وقد سبق وعملنا سويًاquot;.