يستغل الجهاديون وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد مقاتلين جدد للقتال في سوريا، متجاوزين بذلك كل إجراءات الحيطة والحذر التي تتخذها بريطانيا.


كشف تقرير نشر، الأربعاء، تصاعدًا في قلق بريطانيا على أمنها في وقت يتزايد فيه تجنيد الأوروبيين للقتال في سوريا ويصل العدد إلى الآلاف.
وقال التقرير إن أكاديميين بريطانيين توصلا بعد دراسة استمرت لحوالي عام ونصف إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية وبرنامج المحادثات quot;السكايبquot; عملت على تجنيد جهاديين جدد، وإبقائهم على تواصل وإطلاع على تجارب الجهاديين في سوريا عبر نشر أخبارهم من سوريا والترويج للجهاد هناك، فضلاً عن جعل هذه الوسائل طريقة لجمع تبرعات مالية.
وأضافت صحيفة (الغارديان) في تقريرها أنه رغم كل إجراءات الحيطة والحذر، فإن quot;وسائل التواصل الاجتماعي عملت على تجنيد دفعة جديدة من الجهاديين البريطانيينquot;.
وعمل شيراز ماهر وجوزيف كارتير من المركز العالمي لدراسة التطرف والعنف السياسي على مدىاشهر للتوصل إلى معرفة الأسباب التي حدت ببعض الشباب إلى إختيار مغادرة بلد ديمقراطي يصفونه بموطنهم، للانضمام إلى صفوف المعارضة في سوريا والقتال ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
آلاف الجهاديين
وأوضح تقرير صحيفة (الغارديان) أن نحو 1900 شخص من أوروبا ذهبوا للقتال في سوريا من بينهم 296 من بلجيكا و249 من المانيا و412 من فرنسا و366 من بريطانيا.
وأشارت الصحيفةإلى أن المركز ركز في الماضي على الاستفادة من وجود متشددين على وسائل التواصل الاجتماعي والاطلاع على آرائهم، وتم اكتشاف أن المقاتلين الأجانب الذين انضموا للقتال إلى صفوف المعارضة في سوريا في عام 2012 كانوا جميعهم أعضاء فاعلين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضحت أن المركز قام بمتابعة مجموعة من الشبان والشابات البريطانيين الذين غادروا من لندن وبرادفورد وبرمنغهام وبورتسموث للالتحاق بصفوف المعارضة في سوريا.
وخلال التقرير أكد الأكاديمي ماهر المشارك في الدراسة، وهو سعودي الجنسية على ضرورة بناء علاقات جيدة مع هؤلاء الشباب البريطانيين لثقته بأهمية إعطاء كل شخص منهم فرصة للتعبير عن آرائه، فضلاً عن أهمية التقرب منهم وفهمهم لمساعدتهم على الخروج من الهستيريا التي تحيط بهذا الموضوع.
أخبار عاجلة
وقال الأكاديمي ماهر إنه استطاع مع فريقه نشر أخبار عاجلة على وسائل التواصل الاجتماعي تتعلق بمقتل نحو 10 شباب بريطانيين ممن ذهبوا للقتال في سوريا، كما أنه تلقى رسالة إلكترونية من بريطاني في سوريا تعلمه بمقتل عبد الوحيد مجاهد في عملية انتحارية نفذها في حلب.
وأشار التقرير في الختام، إلى أن أحد الجهاديين البريطانيين الذي كان ماهر على علاقة مقربة به عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويدعى افتكار جمان(23 عاماً) تلقى تعليمه الاكاديمي في مدارس خاصة في بريطانيا، واستخدمت صورته على وسائل التواصل الاجتماعي وكتب عليها quot; عندما يغادر رجل للقتال من أجل شعب مظلوم، يبدو الأمر وكأنه عمل بطولي ،إلا أنه عندما تضاف إليه كلمة مسلم، عندها يعد شخصًا ارهابياًquot;.