حذّر الرئيس الايراني حسن روحاني من المؤامرات التي يحيكها quot;الاعداءquot; لإثارة التفرقة الطائفية بين الشيعة والسنة، مؤكدًا الرسالة الجسيمة الملقاة على عاتق علماء الدين في التصدي لهذه المؤامرات في الظروف الحساسة الراهنة.
جاء حديث الرئيس الإيراني في كلمة القاها مساء الثلاثاء في حشد من علماء الدين وطلبة الحوزات العلمية من المسلمين الشيعة والسنة بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق ايران.
وتعتبر هذه المحافظة واحدة من المناطق الساخنة التي تؤرق إيران حيث تواجه مناهضة مسلحة من جانب حركتين سنيتين هما (جند الله) و(جيش العدل) الذي كان خطف خمسة جنود في فبراير/ شباط الماضي وأعدم أحدهما وأعيد الأربعة الآخرون بعد وساطة باكستانية.
واكد الرئيس الايراني دور الاسلام الهام في مناهضة الاستعمار في الدول الاسلامية وقال، إنه في العديد من الدول الاسلامية التي انتفضت شعوبها ضد الاستعمار بدوافع دينية وقرآنية وخاصة في الدول الآسيوية والافريقية كان للاسلام دور مهم وواضح فيها.
واشار الى أن الاسلام دين يبني ويصنع الحضارة والقدرة والثقافة، وقال إن عالم اليوم متعطش لثقافة يمكنها وضع البشرية في طريق السعادة.
واكد روحاني بأن الاسلام له عناصر جذابة عديدة، وقال إن الاعداء ومن خلال تدبير الكثير من المؤامرات بما فيها اثارة الفرقة في العالم الاسلامي والمواجهات وتوجيه الاتهامات المتبادلة كانوا بصدد التصدي لهذه العناصر.
تعايش
واشار الرئيس الايراني الى التعايش السلمي بين المسلمين السنة والشيعة في محافظة سيستان وبلوشستان وقال: إن لدى علماء المسلمين السنة والشيعة العديد من القواسم المشتركة ومن الممكن أن تكون هناك خلافات بسيطة هي موجودة اصلاً في جميع انحاء العالم ومن الممكن أن تحدث خلافات ايضًا في اسرة ما.
واكد ان النزاع والصراع عمل سيئ والخلاف في وجهات النظر لا يعد مشكلة اذا كان بمعنى التضارب في الآراء، مشددًا على ضرورة الاخوة والتعاون بين جميع المسلمين كما اكد عليه النبي محمد
واشار روحاني الى أن المسلمين الشيعة والسنة تعايشوا طيلة التاريخ دوماً جنبًا الى جنب في ايران، مؤكداً أن بعض الاطراف يروجون الاسلام بشكل محرف والذي لا يمثل الاسلام الحقيقي وأن اولئك الذين ينتهجون التكفير قد اتخذوا التطرف طريقًا لهم.
جند الله
ويشار الى أن جند الله أو (حركة المقاومة الشعبية) هي حركة معارضة مسلحة بلوشية سنية إيرانية تطالب بالحرية وبحقوق وحريات الشعب البلوشي في بلوشستان والتي تم احتلالها منذ 80 عامًا (1928) وفيها تم إعدام ملك بلوشستان الغربية على يد قوات الاحتلال الفارسي في عهد رضا بهلوي وكذلك عموم أهل السنة في إيران حديثة العهد اسست عام 2002 .
وتنشط جماعة جند الله في منطقة بلوشستان على الحدود بين إيران وباكستان، ينتمي إلى الحركة أكثر من ١٠٠٠ مقاتل، وهي شنت هجمات على مواقع عسكرية إيرانية وقتلت جنودا إيرانيين.
وتأسست الجماعة على يد عبد المالك ريغي وهو أحد طلبة العلوم الدينية، للعمل على الدفاع عن حقوق السنة عامة والشعب البلوشي خاصة، والمطالبة باستقلال أكبر للأقاليم السنية، أو إجبار النظام الإيراني على التعاطي معها كحزب سياسي رسمي، كما يطالبون بتقسيم الثروة تقسيمًا عادلاً، وأن تكون للسنة الحرية في بناء المساجد والمدارس، حيث تتهم الجماعة حكومة طهران باضطهاد السنة، وقتل علمائهم، وهدم المساجد وإغلاق المدارس.
هجمات مسلحة
وكانت الحكومة الإيرانية تمكنت من القاء القبض على رئيس الجماعة عبد الملك ريغي وحكم عليه بالإعدام ونفذ الحكم فيه بعد فترة.
ونفذت جماعة جند الله عدة هجمات ضد أهداف إيرانية، من بينها تنفيذ حكم الاعدام بضابط المخابرات الايراني شهاب منصوري العام 2006 وقتل 26 وإصابة 12 من quot;الحرس الثوريquot; في مارس/ آذار ٢٠٠6 وفي نفس العام أعلنت المجموعة نفسها عن قتل 12 من الحرس الإيراني عند طريق quot;كرمان ـ بامquot;، كما قامت بتفجير حافلة عسكرية في زاهدان وقد قتل 11 من الحرس الثوري الإيراني وأصيب 31 آخرون بجراح.
ونفذت الجماعة تفجيرات في مدينة زاهدان استهدفت مسجداً بانتحاريين عندما اجتمع فيه عدد من الحرس الثوري وأدت العملية إلى مقتل 27 وجرح 300، في يوم 15 يوليو/ تموز 2010 رداً على إعدام رئيس الجماعة عبد الملك ريغي.