لأول مرة في الصراع السوري الملتهب على حدوده الشمالية، يعلن الأردن أن مقاتلاته دمرت دمّرت عددا من الآليات حاولت اجتياز الحدود الاردنية السورية.


نصر المجالي: قال بيان للقوات المسلحة ان مقاتلات سلاح الجو الملكي دمرت عدداً من الآليات كانت quot;مموهةquot; بالطين بعد أن رفضت الامتثال والخضوع لنداءات الجيش لها بالتوقف. وأضاف البيان ان الجيش مع هذه المركبات ضمن قواعد الاشتباك.

وذكر مصدر أمني أردني أن الهدف كان مقاتلين معارضين سوريين في مركبات مدنية عليها أسلحة آلية.

وقال نص بيان القوات المسلحة الأردنية: quot;انه حوالي الساعة العاشرة والنصف من صباح هذا اليوم الاربعاء الموافق 16 نيسان 2014 شوهد عدد من الآليات المموهة تحاول اجتياز الحدود السورية الاردنية وبطريقة غير مشروعة وفي منطقة جغرافية صعبة المسالك، ورغم التحذيرات المتكررة التي دأبت القيادة العامة للقوات المسلحة على التأكيد عليها بأنها لن تسمح بأي خرق للحدود الاردنية السورية فقد قام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الاردني بتوجيه رميات تحذيرية لهذه الآليات، الا انها لم تمتثل لذلك وواصلت سيرها حيث تم تطبيق قواعد الاشتباك المعروفة وتدمير هذه الآلياتquot;.

سوريا تنفي
وسارعت سوريا الى نفي ان المركبات التي دمرتها الطائرات الحربية الأردنية يوم الأربعاء تتبع الجيش السوري.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر عسكري لم تنشر اسمه قوله quot;لم تتحرك أي آليات تابعة للجيش السوري باتجاه الحدود الأردنية وما تم استهدافه من قبل السلاح الجوي الأردني لا يتبع للجيش السوري.quot;

وفي عمّان، قال محمد المومني وزير الدولة لشؤون الاعلام والمتحدث باسم مجلس الوزراء الأردني يوم الأربعاء إن طائرات حربية أردنية دمرت مركبات حاولت العبور من سوريا مما يسلط الضوء على قلق عمان من التسلل من أراض واقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة السورية.

وقال المومني لـ(رويترز) إنه كانت هناك quot;محاولة تسلل عبر الحدود من سوريا باتجاه الأردن لعدد من الآلياتquot;.

وذكر مصدر أمني أردني أن الهدف كان مقاتلين معارضين سوريين في مركبات مدنية عليها أسلحة آلية.

ولم يتضح ما إذا كان مقاتلو المعارضة الذين سيطروا على أراض على طول الحدود الجنوبية لسوريا مع الأردن كانوا يسعون للحصول على حق اللجوء للأردن.

وقال المومني إن المملكة الأردنية الهاشمية تشعر بقلق متزايد إزاء التسلل من سوريا. وقال quot;الأردن قلق من حالات التسلل ومن التقارير التي تتحدث عن جماعات مسلحة قريبة من حدوده ومن انعدام حالة الأمن.quot;

وشددت عمان من السيطرة على الحدود الممتدة 370 كيلومترا في محاولة لمنع إسلاميين متشددين أردنيين انضموا بالفعل إلى مقاتلي المعارضة السورية من العودة إلى الأردن. وينظر إليهم على أنهم تهديد أمني داخلي.

لا تدخل
وكان الأردن على مدى سنوات الأزمة السورية التي دخلت عامها الرابع يؤكد عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية، وظل على الدوام يدعو الى حل سلمي باتفاق جميع أطراف الأزمة.

لكن بالمقابل نشر قوات عسكرية على طول خط الحدود المواجهة لسوريا وذلك لغايتين، أولهما مساعدة اللاجئين السوريين الفارين إلى الأردن والثانية الحيطة لمواجهة أية محاولات للتسلل من أية جهة الى الأراضي الأردنية.

وجرت عدة اشتباكات محدودة بين الجيشين السوري والأردني كان سببها محاولة الجيش الأردني حماية بعض اللاجئين السوريين من نيران الجيش السوري التي كانت تطاردهم قبل عبروهم الحدود.

وكان الأردن، كشف منذ العام الماضي عن ﺗﺠﮭﯿﺰ قواته المسلحة ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود ﻣﻊ
ﺳﻮرﯾﺔ quot;ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أﻧﻮاع اﻟﺬﺧﯿﺮة واﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﺜﻘﯿﻠﺔ واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔquot;. وأعلن حينها متحدث عسكري: quot;ﻟﺪﯾﻨﺎ ﺗﻌﻠﯿﻤﺎت ﺻﺎرﻣﺔ ﻟﻠﺮّد اﻟﻤﺴﻠﺢ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ أي ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻼﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ ﺣﺪودﻧﺎquot;.

وقال المسؤول العسكري آنذاك إن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري quot;ﯾﺤﺎول ﺗﺼﺪﯾﺮ أزﻣﺘﮫ إﻟﻰ اﻷردن، ﻣﻦ ﺧﻼل ﺧﺮﻗﮫ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ ﻟﻠﺤﺪود اﻷردﻧﯿﺔ واﺳﺘﮭﺪاﻓﮫ اﻟﺴﻮرﯾﯿﻦ اﻟﻔﺎرﯾﻦ إﻟﯿﮭﻌﻨﺪ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺤﺮﻣﺔquot;.