يعتبر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي سياسة تنظيم الأسرة تقليدًا لمبادئ الغرب، والتي تتناقض مع الجهود الرامية لمضاعفة عدد السكان في إيران. ويسعى البرلمان لفرض حظر على عمليات التعقيم فضلًا عن تشديد قوانين الإجهاض في البلاد.


بيروت: بعد مرور عقدين على اعتماد ايران برنامجًا فعالًا لتحديد النسل، بما في ذلك دعم العمليات الجراحية لتعقيم الذكور وتوزيع الواقيات الذكرية مجانًا، يبدو أن البلاد أخذت منعطفًا قويًا لتتجه في الطريق المعاكس كليًا.

يسعى البرلمان الإيراني لفرض حظر على عمليات التعقيم للرجال والنساء، مثل قطع القناة الدافقة، فضلًا عن تشديد قوانين الإجهاض في البلاد في خطوة لزيادة عدد المواليد في البلاد. وحض المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي (74 عامًا) الحكومة على معالجة مشكلة quot;شيخوخة السكانquot; في ايران، مشددًا على ضرورة بذل الجهود لمضاعفة عدد السكان من 77 مليوناً إلى 150 مليون نسمة على الأقل.

لماذا؟

وهذا الأسبوع، صوّت البرلمان الايراني الذي يهيمن عليه المحافظون لحظر قطع القناة الدافقة وإدخال العقوبات على المتورطين في تشجيع خدمات منع الحمل والإجهاض. ووافقت الأغلبية الساحقة من النواب على النظر في مشروع القانون الذي من المحتمل جدًا أن يتم إقراره نظرًا لنفوذ خامنئي بين النواب.

وقال خامنئي في تشرين أول (أكتوبر) الماضي: quot;إذا مضينا قدمًا على هذا المنوال، سنكون بلدًا للمسنين في المستقبل غير البعيد جدًا. لماذا يفضل بعض الأزواج أن يكون لديهم طفل واحد أو اثنان؟ لماذا يصر الرجال أو النساء على تجنب إنجاب الأطفال من خلال وسائل مختلفة؟quot;

وأضاف: quot;نحتاج لدراسة الأسباب. نحن لسنا بلدًا من 75 مليونًا، لدينا القدرة على ان نصبح 150 مليون شخص على الأقل، إن لم يكن أكثرquot;.

معوقات اجتماعية

في ولاية الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، حاولت الحكومة تشجيع السكان على الإنجاب من خلال تقديم ليرات ذهبية للأزواج الذين ينجبون المزيد من الأطفال.

وأعرب كاميار علائي، خريج جامعة هارفارد الذي سجن مع شقيقه في إيران لريادتهما في علاج الايدز، عن قلقه من المنعطف الجديد في سياسة الإنجاب الايرانية، الذي من شأنه أن يسبب ارتفاعًا في عدد وفيات النساء أثناء الولادة.

وألقى باللوم في بطء معدل المواليد على العقبات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ومنع الشباب الايراني من الزواج. واضاف: quot;أكثر من نصف السكان هم من الشباب بين سن 20 و 30، لكنهم غير قادرين على الإنجاب بسبب المشاكل الاجتماعية والاقتصادية ومنعهم من الزواج، ولدينا ما يكفي من الشباب الذين سوف ينجبون الأطفال عندما يتزوجون في السنوات المقبلة.