أكد عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني أن الإصلاح الشامل خيار استراتيجي ومسؤولية مشتركة للجميع وأن المواطن هو محور العملية.


نصرالمجالي:قال الملك عبدالله الثاني إن الأردن على تواصل مستمر مع الأطراف المعنية، ومطلع على جميع تفاصيل مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما يكفل الحفاظ على مصالحه الوطنية العليا.
وفي إطار لقاءاته الدورية مع أعضاء مجلس النواب والكتل النيابية، التقى العاهل الأردني، الأربعاء في قصر الحسينية مع رئيس وأعضاء كتلة جبهة العمل الوطني النيابية، وشدد في حديثه على ضرورة إقرار التشريعات الإصلاحية والقوانين الاقتصادية ذات الأولوية في المرحلة القادمة.
وتضم كتلة جبهة العمل الوطني النيابية تضم 19 نائباً، ويرأسها النائب عبدالهادي المجالي.
تفعيل الكتل البرلمانية
واعتبر أن تفعيل دور الكتل البرلمانية في أداء مجلس النواب يتطلب تقييماً وتطويراً مستمراً لأداء المجلس والمساهمة في تقديم خطط برامجية تساعد على وضع سياسات فاعلة تخدم مسيرة البناء الوطني بالتعاون مع السلطة التنفيذية.
وأكد العاهل الهاشمي خلال اللقاء الذي حضره رئيس الوزراء عبدالله النسور، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي فايز الطراونة، ومدير مكتبه عماد فاخوري أهمية تعزيز مبدأ الشراكة والتكامل والتعاون بين السلطات للتعامل مع مختلف التحديات، ودعم مسيرة الإصلاح في مختلف جوانبها.
وقال إن الوضع الاقتصادي والتعامل مع مختلف التحديات الاقتصادية التي تواجهها المملكة، تتصدر الأولويات، مشيراً في هذا الصدد، إلى ضرورة وجود تعاون مستمر مع جميع الجهات المعنية للمساهمة في التخفيف من الضغوط التي يمر بها المواطن.
الشأن العام
وخلال اللقاء، تم التطرق إلى مختلف قضايا الشأن العام، إضافة إلى التطورات على الساحتين العربية والإقليمية، خصوصا جهود تحقيق السلام، ومستجدات الأزمة السورية.
من جهتهم، ثمـّن رئيس وأعضاء كتلة العمل الوطني النيابية، نهج الملك في التواصل مع أعضاء مجلس النواب والكتل النيابية، والاستماع إلى رؤاهم وطروحاتهم، بما يعكس حرص جلالته على الاطلاع على مختلف وجهات النظر ترسيخاً لمبدأ الديمقراطية والتعددية.
وعرض نواب الكتلة، في مداخلاتهم أمام الملك، جملة من الأفكار والمقترحات للتعامل مع مختلف القضايا، والمساهمة في تعزيز مسيرة العمل البرلماني ودور مجلس النواب في دعم مسيرة التنمية الوطنية.
واكدوا أهمية تعزيز هيبة الدولة وسيادة القانون، موضحين أن مجلس النواب سيعمل بالشراكة مع الحكومة عبر إقرار تشريعات تغلظ العقوبات الرادعة في هذا المجال.
اللاجئون السوريون
وأشار نواب الكتلة إلى حجم التداعيات التي تتأثر بها المملكة جراء استضافة العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، وما يشكله ذلك من ضغوطات على بنيتها التحتية، داعين المجتمع الدولي إلى ممارسة دور أكبر في دعم الأردن وإمكاناته، خصوصاً للمجتمعات المحلية والبلديات في محافظات الشمال، ليتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات لهم.
وتناولوا قضايا تنمية المحافظات وتمكين المجتمعات المحلية، بما ينعكس على حياة المواطنين فيها، لافتين إلى أهمية تطبيق نهج اللامركزية بشكل مؤسسي لدعم المشاركة الشعبية في عملية صنع القرار بشكل أوسع.
ودعوا إلى تكاتف عمل جميع المؤسسات والجهات المعنية لخلق فرص عمل في المحافظات، بما يحد من مشكلتي الفقر والبطالة وينهض بالمستوى المعيشي للمواطن، عبر إيجاد مشاريع تنموية ومستدامة، خصوصاً وأن الجهاز الحكومي لم يعد قادراً على استيعاب المزيد من الموظفين، الأمر الذي يتطلب تمكين القطاع الخاص للقيام بدوره لتحقيق ذلك.

حديث النسور
من جهته، أكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، في نهاية اللقاء، أن الحكومة تقدّر الدور الذي يقوم به جميع أعضاء مجلس النواب ضمن إطار الرقابة والتشريع، وتنظر إلى المجلس كشريك في مسيرة الإنجاز والبناء الوطني.
ولفت النسور إلى أن الحكومة ستأخذ بجميع ملاحظات نواب الكتلة في سياق الشراكة مع أعضاء مجلس النواب لرسم السياسات وصنع القرارات في إطار المصلحة العامة.
وأكد أن الحكومة جاهزة دوماً للتحاور مع جميع النواب، ومناقشة أفكارهم وطروحاتهم البرامجية، بما يخدم الصالح العام، مستعرضاً خطط وبرامج الحكومة للتعامل مع مختلف القضايا الوطنية.