الرياض:قال عبد العزيز بن صقر، المحلل السياسي والباحث السعودي، إن الولايات المتحدة لم تقدم إلى السعودية خلال زيارة رئيسها باراك أوباما ما يرضيها على صعيد الموقف من سوريا ومصر وإيران، كاشفًا أن من بين الأمور التي تريدها السعودية من قطر توضيح قضية تسجيلات تمس بالأمن السعودي، مؤكدًا أن الرياض ودول الخليج ستواصل دعم مصر اقتصاديًا.

تطلعات الرياض
ورأى بن صقر، وهو رئيس ومؤسس مركز الخليج للأبحاث، لشبكة سي أن أن بالعربية أن الرياض لم تلمس تبدلًا في الموقف الأميركي بعد زيارة أوباما للرياض. قال: quot;للأسف كان من المفروض أن يكون هناك نوع من التفاهم حول الأجندة الأساسية التي تتطلع إليها السعودية، والتي تقوم على تحديد الموقف الأميركي من إيران في حال فشلت المفاوضات مع مجموعة 5+1quot;.
أضاف: quot;كنا نتمنى أن نسمع موقفًا أميركيًا حيال سوريا والتطورات على أرض الواقع، والاستراتيجيات الواجب اتباعها في سوريا من خلال التعامل مع روسيا والجماعات المسلحة ودور المحور الإيراني ndash; العراقي ndash;حزب الله في سوريا.quot;
وبحسب بن صقر، كانت الرياض ترغب أيضًا بسماع الموقف الأميركي حيال مصر وجماعة الإخوان المسلمين في حال فاز المشير عبدالفتاح السيسي بالرئاسة، وكذلك تطلعت الرياض إلى معرفة الرؤية الأميركية لأوضاع اليمن والصراع العربي الإسرائيلي، quot;لكن ذلك لم يحصل، إذ اقتصر الأمر على تأكيدات أميركية تتناول الالتزام بأمن السعودية والمنطقة، والعلاقات الثنائية المتميزة، من دون الخوض في التفاصيل المهمةquot;.
وإذ قدر بن صقر زيارة أوباما للملك عبدالله على رأس وفد رفيع، إلا أنه قال: quot;هناك حاجة للجنة فاعلة مشتركة بين البلدين تساهم في توضيح القضايا العالقة، وإيجاد أرضية للتعاون المشترك كما حصل في مجال مكافحة الإرهاب، فالتعاون الحاصل على هذا الصعيد من أروع ما يمكن.quot;
المطلوب من قطر
وتناول بن صقر المسألة الخليجية - القطرية قائلًا: quot;المطلوب من قطر ثلاثة امور؛ أولًا، أن يوضح أميرها الشيخ تميم بن حمد موقفه من التصريحات العلنية الصادرة عن والده الشيخ حمد بن خليفة ورئيس الوزراء السابق الشيخ حمد بن جاسم، التي كُشف عنها في التسريبات مع القيادة الليبية السابقة بحقبة العقيد معمر القذافي، وأن ينأى بنفسه عنها ويقول إنها حقبة سابقة وليست له علاقة بها، وأن يوضح أنه لا يتبنى هذا الطرح الذي لا يصب بمصلحة السعودية.quot;
وأضاف: quot;ثانيًا، المملكة تشعر أنه لو استمر الإخوان في الحكم بمصر بما تمتلكه القاهرة من مقدرات ودور، كيف سيتم استخدام القوة المصرية في سائر الدول العربية؟ تبنت قطر سياسة تقوم على العلاقات الطيبة مع الإخوان، وهذا ليس مشكلة بالنسبة للسعودية، لكن أخذ العنف وسيلة لتحقيق الهدف السياسي أمر مرفوض؛ ثالثًا، لا يجوز أن تدعم قطر جماعات أو جهات تتحدى الحكومات الخليجية، فالتهديد في الخليج هو تهديد أمني مشترك، وكان المطلوب ألا يكون هناك تركيز في الإعلام القطري على دعم جماعات معينة.quot;
وتابع: quot;لو أوجدت قطر تفاهمات مباشرة مع الدول الثلاث التي سحبت سفراءَها، لعادت إلى الحاضنة الخليجية، لأنها جزء لا يتجزأ منها ولا يمكنها العيش بدونه، فتحالفات قطر الإقليمية موقتة، مثل التحالف مع تركيا، بينما التحالف الرئيسي هو مع دول الخليج التي تواجه تهديدات مشتركة من الجماعات الإرهابية وإيران والأوضاع المتفجرة في العراق وسوريا واليمن.quot;
التزام بمصر
وحول فرص استمرار الدعم الخليجي لمصر على ضوء ما قاله السيسي من حاجة الاقتصاد المصري إلى ما بين 450 و570 مليار دولار، قال بن صقر: quot;المملكة ودول الخليج ملتزمة التزامًا كاملاً بدعم مصر، وقد دفعت حتى الآن أكثر من 16 مليار دولار، لكن توفير الأمن والاستقرار سوف يشجع الاستثمارات الخارجية، فالسوق المصرية كبيرة وواعدة والفرص فيها كثيرة جدًا، فالموضوع الاقتصادي بحاجة لإصلاح، لكن بدون الاستقرار الأمني والثبات فلا يمكن معالجة هذه القضاياquot;.
وعن اختيار الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليًا لولي العهد في السعودية، قال بن صقر: quot;أعتقد أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز أراد إيصال رسالة جلية بأن هناك وضوحًا في انتقال السلطة خلال المرحلة المقبلة، ولذلك رأينا التأييد الواسع لمبايعة الأمير مقرن، هذا سيساعد على الانتقال إلى الجيل الثاني بعد وصول الأمير مقرن إلى رأس الهرم، وهو يشكل دعامة أساسية للاستقرارquot;.