صنعاء: كشفت تقارير رسمية أن مئات المناطق التي شهدت حروبًا داخلية في اليمن ماتزال تشكل خطرا على حياة آلاف المواطنين بسبب عدم تخلصها من الألغام الأرضية رغم الجهود المبذولة في هذا الجانب منذ ستينيات القرن الماضي وحتى الآن.

وذكر المركز التنفيذي اليمني للتعامل مع الألغام في تقرير له بهذا الشأن أن 1398 منطقة يمنية مزروعة بالألغام جراء الحروب الداخلية موزعة على 775 قرية وتجمعا سكانيا وتضرر منها ما يقارب المليون مواطن.

وأفاد المركز اليمني أن زراعة الألغام جراء الحروب الداخلية مرت بأربع مراحل، المرحلة الأولى كانت في عام 1962- 1967م وزرعت الألغام في ست محافظات هي quot;مأرب ndash; الجوف ndash; صنعاء ndash; حجة ndash; عمران ndash; صعدةquot;، والمرحلة الثانية كانت في عام 1973- 1983م، وكانت في ثماني محافظات هي إب والضالع والبيضاء وذمار وتعز والحديدة وريمة والمهرةquot;، والتي شهدت حروب ما سمي بالمناطق الوسطى، والمرحلة الثالثة كانت في عام 1994م في ست محافظات هي quot;عدن ولحج وأبين والضالع وحضرموت وشبوةquot; خلال الحرب الداخلية، التي اشتعلت بين الشمال والجنوب على خلفية إعلان قيادات جنوبية انفصال جنوب اليمن عن شماله، والرابعة خمس محافظات ماتزال تعاني من زراعة الألغام وهي محافظات quot;صعدة وعمران وحجة وأبين وصنعاءquot;، والتي شهدت حروبا داخلية خلال السنوات الأخيرة كان أطرافها جماعة الحوثي والقوات الحكومية، وإضافة إلى حروب الحوثيين مع رجال القبائل وكذا خلال المواجهات التي اندلعت بين قوات الجيش ومسلحي القاعدة في محافظة أبين خلال العام 2012.

وكان مسؤول عسكري يمني قد أعلن الأحد الماضي أن الألغام مازالت تهدد حياة أكثر من مليون يمني في 13 محافظة شهدت حروبا داخلية خلال السنوات الماضيةquot;.

وقال اللواء علي القادري مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في تصريح صحافي إنه لا يزال كثير من النازحين يعيشون في المخيمات داخل اليمن بسبب مخاطر وتهديدات الألغامquot;، مؤكدا أن محافظتي صعدة، وأبين تأتي على قائمة المحافظات، الأكثر احتواء على الألغام نظراً إلى الحروب والنزاعات التي وقعت فيها خلال العشر السنوات الماضية، حيث شهدت محافظة صعدة ستة حروب بين عامي 2004 و2010 بين جماعة الحوثي المتمركزة فيها، وبين القوات الحكومية، خلفت آلاف القتلى من الجانبين.

واعتبر القادري أن كثيرا من المستجدات طرأت في مجال التعامل مع الألغام لظهور الألغام محلية الصنع والقنابل العنقودية، مشيراً إلى أن هذا يتطلب مراجعة وتحديث المعايير الوطنية في التعامل مع الألغام لتوفير الوقت والجهد والمضي نحو يمن خال من الألغام.

وبحسب إحصائيات نشرها المركز التنفيذي اليمني للتعامل مع الألغام في وقت سابق فإن عدد ضحايا الألغام منذ بداية استخدامها في ستينيات القرن الماضي وحتى الآن يصل إلى 6 آلاف شخص. وخلال الفترة من العام 1999 - 2013 فقط، بلغ إجمالي ضحايا الألغام ومخلفات الحروب أكثر من 3500 مواطن منهم 502 طفل وطفلة.