ستكون العائلة في صلب أكبر تجمع للمسلمين في الغرب، ينظم من الجمعة إلى الاثنين، في منطقة بورجيه بضواحي باريس، على خلفية المخاوف المنتشرة بين المسلمين حول مسألة زواج مثليي الجنس.


إيلاف من بيروت: بمشاركة 160 الف زائر في 2013، يعتبر التجمع السنوي لاتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا، مع سوقه ومؤتمراته والفضاء المخصص للشباب، معرضًا تجاريًا ضخمًا يمتد على مساحة 20 ألف متر مربع.

مستمدة من أحداث راهنة

وفي نسخته الحادية والثلاثين، اختار اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا الذي يعد مقربًا من الاخوان المسلمين، موضوع quot;ما هي القيم في عالم يتغيّر باستمرار؟ الانسان والعائلة والعيش المشتركquot;. وقال عمار الاصفر، رئيس الاتحاد الذي يضم 250 جمعية ويقيم شراكات مع ثلث مراكز العبادة الثلاثة آلاف في فرنسا، إن المواضيع التي تطرح مستمدة دائمًا من الاحداث الراهنة.

واضاف: quot;الزواج للجميع ومبادىء المساواة تتناقض مع ديننا وتثير قلقناquot;، مشيرًا إلى برامج التعليم بالمساواة بين البنات والصبيان الذي تم اختباره في بعض المدارس.

ووفقًا لشائعات سارية، هذا البرنامج يمهد لأن يدخل في المدارس ما يعرف بـquot;نظرية النوع الاجتماعيquot;. وفي كانون الثاني (يناير)، ساهم هذا البرنامج في اطلاق دعوات لمقاطعة حصص دراسية تمت تلبيتها خصوصًا في الاحياء الشعبية حيث يقيم العديد من المسلمين.

لا جدال

وبالرغم من القلق من هذا البرنامج، رفض الاتحاد امتناع التلاميذ عن التوجه إلى المدرسة على اساس رفضه اقحام الاولاد في النقاشات بين البالغين. كما رفض الاتحاد توجيه دعوة إلى المسؤولة عن هذا التحرك، فريدة بلغول. وقال الاصفر: quot;اننا نؤيد النقاش لكننا نرفض الجدل، ونظرًا إلى الاجواء الحالية فمن الافضل الا يبرز من خلالناquot;.

ويتم دائمًا التدقيق في لائحة المحاضرين الذين تتم دعوتهم للمشاركة في هذا الحدث. ففي 2012 خلال الحملة الرئاسية وبعد قضية محمد مراح، منعت حكومة نيكولا ساركوزي دخول ستة خطباء إلى فرنسا بتهمة التطرف. وهذا العام، وجه الاتحاد دعوات إلى سبعين شخصية بينها هاني وطارق رمضان، احفاد مؤسس جماعة الاخوان المسلمين، والأب كريستوف روكو المكلف العلاقات مع الاسلام لدى مؤتمر الاساقفة في فرنسا، والاستاذ الجامعي رافائيل ليوجييه.

بما يكفي

وقال مصدر في وزارة الداخلية إن الاتحاد حريص على ألا يثير مجددًا استياء السلطات، لكنه يسعى لاستمالة الاجيال الصاعدة التي تعتبر أنه لا يحارب بما يكفي كراهية الاسلام. واضاف المصدر: quot;بالنسبة لهم رغم اعتماد نزعة محافظة في القضايا الاخلاقية فإن التهديد الاكبر يأتي من السلفيينquot;.

وقال الاصفر إن قسمًا من المسلمين ميال إلى الانعزال، quot;ونحن اول من ندفع ثمن ذلك، ولهذا السبب تم تنظيم هذا التجمع تحت عنوان العيش المشترك، وسيُدعى المحاضرون للتحدث عن هذا الموضوعquot;. من جهته، قال الامين العام للاتحاد عكاشة بن احمد: quot;كل عام هناك من يأتي للسوق والانشطة الشبابية. وهناك من يأتي لانتقادنا واتهامنا بأننا مسلمون غير صالحينquot;.

واضاف: quot;نحن نتعامل مع هذا الامر أنه الواقع الذي تواجهه طائفتناquot;.