تجري اتصالات كثيفة وراء الأبواب المغلقة بين عمّان وطرابلس وعلى مختلف الصعد لتأمين إطلاق سراح السفير الأردني المختطف منذ الثلاثاء على أيدي مسلحين.


نصر المجالي: أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اهتمامه الشخصي ومتابعته ودعمه لكل الجهود التي تهدف الى إطلاق سراح السفير فواز قاسم العيطان وعودته إلى وطنه سالماً معافى.

وقال الشيخ نواف قاسم العيطان شقيق السفير المختطف إن العاهل الأردني اتصل به هاتفياً مؤكدًا حرصه على بذل كل الجهود لتأمين اطلاق السفير، وأعرب الملك عن اعتزازه بقبيلة بني حسن ومواقفهم الشجاعة في خدمة الوطن.

وكان شيوخ وزعماء قبيلة بني حسن، وهي من أكبر القبائل الأردنية، تنادوا الى اجتماع الأربعاء لبحث تداعيات اختطاف ابنهم السفير فواز، ودعوا الحكومة الأردنية لبذل أقصى جهودها لتأمين سلامة ابنهم وعودته إلى أرض الوطن.

وقال الشيخ نواف العيطان في تصريح لصحيفة (الدستور) الأردنية إن الملك ابلغه أنه يتابع باهتمام كافة الإجراءات وأية مستجدات تتعلق بعملية الاختطاف وضمان إطلاق سراح سفير الأردن وعودته إلى وطنه وأسرته.

وأضاف: quot;لقد اطمأن جلالته خلال الاتصال على أهله وعشيرته قبيلة بني حسن كافة وطمأنهم بأن الحكومة وكافة الأجهزة لن تدخر جهدًا في البحث والاتصال واتخاذ كافة التدابير والإجراءات من أجل ضمان سلامة فواز وإطلاق سراحه وتواصل الجهود والاتصال مع كافة الجهات والقنوات حول عملية الاختطافquot;.

تثمين دعم الملك

وثمن الشيخ العيطان للملك الاتصال بهم والاطمئنان عن أهله وعشيرته في مضارب بني حسن بالمفرق ودعمه ووقوفه الى جانبهم في محنتهم، مؤكداً أن اتصال جلالته كان له اطيب الاثر في نفوس ابناء قبيلة بني حسن كافة وعشيرة الحراحشة والعيطان بخاصة.

وأكد العيطان ثقته بالجهود المبذولة من قبل الحكومة والأجهزة المعنية باتجاه اتخاذ التدابير والإجراءات التي تسهم في الحصول على معلومات جديدة ومهمة تتعلق بعملية الاختطاف وتساعد في توفير معلومات من شأنها ان تبث الراحة والطمأنينة حول مصيره وسلامته.

واضاف بأنه وقبيلة بني حسن يدعمون ويثمنون مساعي الحكومة وتواصلها مع الحكومة الليبية وأسرة السفير المخطوف والعشيرة ووضعهم بكافة المستجدات ومباشرة الاجراءات السريعة المتعلقة بضمان سلامة ابنهم المخطوف واطلاق سراحه.

مجلس الوزراء

وتدارس مجلس الوزراء الأردني في جلسته ليل الأربعاء تداعيات خطف السفير والجهود المبذولة على مختلف المستويات في ليبيا لإطلاق سراح السفير الذي كان خطفه مسلحون صباح الثلاثاء الماضي حينما اعترضوا موكبه وهو في الطريق الى مقر السفارة.

وفي طرابلس أعلن وزير الخارجية الليبي أن الأجهزة الأمنية الليبية اجرت اتصالات غير مباشرة مع خاطفي السفير الأردني في ليبيا فواز العيطان الذي خطف الثلاثاء في طرابلس. وقال محمد عبد العزيز لقناة النبأ الليبية إن هناك اتصالات غير مباشرة مع الخاطفين من خلال وطنيين مدنيين بالتنسيق مع الاجهزة الامنية.

ولم تتبنَّ أي جهة مسؤولية عملية الخطف لكن مصادر ليبية لم تستبعد أن تكون عملية خطف العيطان على صلة بمطلب الافراج عن الجهادي الليبي محمد الدرسي المسجون في الاردن منذ اكثر من سبع سنوات.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تستهدف البعثات الدبلوماسية باستمرار بهجمات أو عمليات خطف.

اتصالات جودة

وتلقى وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جوده امس اتصالًا هاتفيًا من وزير الخارجية الليبي محمد عبدالعزيز تم خلاله بحث آخر التطورات على حادثة اختطاف السفير الاردني في طرابلس والجهود المبذولة للافراج عنه.

واكد الوزير الليبي حرص الحكومة الليبية على الاستمرار ببذل كل الجهود الممكنة لاطلاق سراح السفير الاردني. واشار الى أن ليبيا تعتز بعلاقاتها المتميزة مع الاردن وتقدر عاليًا مواقف الاردن الداعمة لليبيا ولشعبها .

كما اجرى جوده امس اتصالات هاتفية مع عدد من السياسيين والمسؤولين الليبيين تم خلالها بحث الجهود المبذولة لاطلاق سراح السفير. واكد السياسيون الليبيون لوزير الخارجية أن الحكومة الليبية تواصل جهودها ومساعيها على مدار الساعة لاطلاق سراح السفير الاردني المختطف.

العربي يدين

كما بحث وزير الخارجية الأردني مع امين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي عبر الهاتف حادثة اختطاف السفير العيطان. وعبر العربي عن ادانته الشديدة لهذا الاعتداء، داعياً الى ضرورة العمل الفوري على اطلاق سراح السفير الاردني المختطف.

وحمل العربي الجهات الخاطفة المسؤولية الكاملة عن سلامة السفير الأردني، داعيًا السلطات الليبية إلى بذل كل ما في وسعها من جهود لكشف ملابسات هذا الحادث الإجرامي وتأمين الإفراج الفوري عن السفير العيطان، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية في ليبيا.

ودانت جامعة الدول العربية امس اختطاف سفير الأردن لدى ليبيا فواز العيطان مطالبة خاطفيه باطلاق سراحه فورًا.