لندن: مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية في 30 من الشهر الحالي، فقد نشطت منظمات استطلاع الرأي المحلية في استقصاء آراء العراقيين حولها. واظهر استفتاء أن الغالبية العظمى أكدت أن هدف مشاركتها في التصويت هو تغيير الأوضاع الحالية في البلاد، فيما أظهر آخر صعود شعبية النجيفي وهبوطها للمالكي، واختيار الحكيم كأفضل شخصية لقيادة العراق.
أظهرت نتائج استبيانين حصلت quot;إيلافquot; عليها لكنها غير مسؤولة عن صدقيتها، نسبة عالية في الرغبة بالمشاركة في الانتخابات لدى العراقيين، إضافة إلى رأي الناخبين بالمرشحين ودوافعهم للإدلاء بأصواتهم وما يريدونه من الفائزين فيها.
وأظهرت نتائج دراسة لمركز المرآة لمراقبة وتطوير الأداء الإعلامي العراقي أجريت تحت عنوان quot;اتجاهات الرأي العام العراقي حيال الانتخابات البرلمانية لعام 2014quot; من خلال استبانة، تم توزيعها على عينة عشوائية ذات فئات عمرية مختلفة، واظهرت انسجامًا في كثير من الأحيان مع الواقع الحالي، ومقتربة من توجهات الرأي العام والوضع السياسي الذي يعيشه العراق.
وكشفت الدراسة الاستبيانية التي حصلت quot;إيلافquot; على نتائجها حقائق عن الموقف الشعبي من العملية الانتخابية البرلمانية المنتظرة في 30 من الشهر الحالي، والتي يتنافس فيها 9040 مرشحًا بينهم 2500 امرأة للفوز بمقاعد مجلس النواب البالغة 375 مقعدًا.
وضمت استمارة الاستبيان مجموعة اسئلة متنوعة، تم توزيعها على عينة بشكل عشوائي من مختلف شرائح المجتمع بتنوع الخصائص السكانية من حيث العمر والجنس والمهنة والتحصيل الدراسي، وتكونت هذه العينة بصيغتها النهائية من 233 شخصًا تم الوصول اليهم من خلال فرق جوالة، فضلًا عن طرح استمارة الاستبيان من خلال موقع الفيس بوك الخاص بمركز المرآة (استبيان الكتروني) حيث تم جمع 250 استمارة الكترونية وورقية، اهملت 17 منها لعدم صلاحيتها. وقد أجري الاستقصاء هذا خلال فترة زمانية امتدت من 10شباط (فبراير) ولغاية 10نيسان (أبريل) من العام الحالي.
واكدت النتائج أن الرغبة في تغيير الأوضاع الحالية في العراق، هي أحد أهم الأسباب التي جعلت افراد العينة يسعون للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بالاضافة إلى الدوافع الوطنية التي تحفز البعض الآخر نحو المشاركة. أما من عبّر عن رأيه بالعزوف عن المشاركة، فكانت لعدم ثقتهم بالمرشحين سواءالجدد أو الحاليين، وكذلك حالة اليأس التي يعيشها من استطلعت آراؤهم من استمرار سيطرة الكتل والأحزاب السياسية الحالية على الانتخابات المقبلة.
واوضحت نتائج الدراسة أن هناك رغبة في مشاركة جيدة ومتوقعة من قبل الناخب في العملية الانتخابية، حيث أن 88% من افراد العينة يرغبون بالمشاركة، فضلاً أن 72% منهم قد قاموا بتحديث سجلاتهم الانتخابية، وهو مؤشر إيجابي على حرص الناخب على الإدلاء بصوته.
وأظهرت عينة البحث توجهها نحو قضية الأمن باتجاهين، أحدهما أن المستطلعين اعتبروا أن الوضع الأمني أحد أهم التحديات التي تواجه العملية الانتخابية المقبلة، اما الآخر فقد اعتبر أن الامن مطلب اساسي واولي يجب على المرشح أن يحققه.
وتمكّنت الدراسة من كشف تلكؤ المفوضية العليا للانتخابات، بالإضافة إلى المؤسسة الاعلامية العراقية في التعريف عن القانون الانتخابي العراقي الجديد الذي سيعمل به في الانتخابات المقبلة، والذي يطلق عليه quot;سانت ليغوquot; ويحدد عمليات توزيع اصوات فائزين بعدد كبير منها لمن يحتاجها من المرشحين من القائمة نفسها.
وعن سيطرة الكتل والاحزاب السياسية الحالية على الانتخابات المقبلة، فقد بينت النتائج أن 65% من افراد العينة عبروا عن اعتقاداتهم باستمرار هذه السيطرة حتى بعد الانتخابات المقبلة.
كما أظهر الاستبيان جملة من الخصائص التي يجب أن تتوفر بالمرشح من وجهة نظر عينة الدراسة تنصرف إلى: أن يكون صادقًا مخلصًا امينًا ونزيهًا ذا سمعة طيبة وليس عليه أي شبهة فساد أو جرم، وعلى مستوى من الثقافة السياسية والدينية وأن تكون لديه مؤهلات علمية (من اصحاب الشهادات) ولديه خبرة في مجال عمله البرلماني...
وكذلك أن لا يكون طائفيًا يفضل مصلحة ابناء مذهبه أو قوميته على المصلحة العامة وأن يتمتع بدرجة كبيرة من الشعور بالمسؤولية والحرص على تطبيق النظام والقانون والدستور دون تمييز وأن يكون متواصلاً مع الشارع العراقي عارفاً باحتياجات ومتطلبات المواطنين وأن يكون مؤمناً بحقوق الانسان مدافعاً عن تحقيق الديمقراطية.. كما يجب أن يتعهد بالغاء الامتيازات الكبيرة الممنوحة لاعضاء البرلمان في الدورات السابقة وان لاتكون له صلات بجهات خارجية تعمل وفق اجندات تتقاطع مع مصلحة الوطن وأن يفضل المصلحة العامة على مصلحة كتلته او تياره.
واشارت الدراسة إلى أن قرار الناخب في المشاركة بالانتخابات يأتي من تشجيع البيئة التي يعيشها وخاصة تأثير الاسرة التي جاءت في المرتبة الاولى وتلتها المرجعية الدينية كمحفز على المشاركة.
المرجعية الشيعية تدعم المشاركة في الانتخابات
وكانت المرجعية الشيعية العليا قد اكدت على المواطنين ضرورة المشاركة الواسعة والواعية في الانتخابات البرلمانية من اجل التغيير نحو الأفضل. وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني، في احدى خطب الجمعة مؤخرًا أنه quot;بعد مرور 10 سنوات من التجارب الانتخابية يفترض على المواطنين أن يشاركوا مشاركة واعية وأن يحسنوا الاختيار، واختيار الصالح الكفوء الحريص على المصالح العليا، ويتمتع بالقيم النبيلة ويسعى إلى تحقيق الرفاه لأبناء البلد ويفكر في مصلحة الشعب ومستعد للتضحية من أجله ولا يفكر بمصلحة اهله وجماعتهquot;، مؤكدًا أن quot;المرجعية الدينية العليا اعلنت مرارًا وتكرارًا انها لا تدعم ايًا من القوائم المشاركة في الانتخاباتquot;.
.. واستطلاع آخر يؤكد ارتفاع شعبية النجيفي وتدهورها للمالكي
وفي استطلاع آخر للرأي اجراه quot;مركز أفقquot; لدراسة الرأي العام في بغداد، بخصوص الانتخابات فقد أظهرت نتائجه صعود شعبية ائتلاف quot;متحدون للاصلاحquot; ورئيسه اسامة النجيفي وهبوطًا حاداً في شعبية ائتلاف دولة القانون ورئيسه نوري المالكي وذلك بسبب عدم الرضا الجماهيري عمّا حققه في الفترة السابقة بالرغم من بقائه لاعباً اساسياً مهماً في الساحة السياسية.
كما أكدت النتائج أن متحدون للاصلاح، برز كمنافس جديد وقوي في الساحة بالنظر لما حققه من قفزة نوعية بعدد المقاعد التي حصل عليها في انتخابات مجالس المحافظات الماضية التي جرت ربيع العام الماضي وتمثيله المكون السني عمومًا، والذي يظهر التأييد له في المناطق ذات الاغلبية السنية .
واظهر الاستطلاع صعود شخصية النجيفي كرمز في المناطق ذات الاغلبية السنية قابله هبوط حاد في شخصية اياد علاوي وصالح المطلك فيها... كما أظهر تأييدًا ملحوظاً لبعض الوجوه الجديدة مثل تيار المرأة المستقل.
واشارت نتائج الاستطلاع إلى أن الفساد الاداري والمالي في العراق مازال يلقي بظلاله على المزاج الشعبي العام للناخب في من سينتخب، ورأى كثيرون أن الحاجة باتت ملحة لدى الرأي العام لاطلاق برنامج وطني شامل للمصالحة والاصلاح .
هذا وقد شمل الاستطلاع 2500 شخص مثلت النساء نسبة 35% منهم وشملت اعمارهم بين 18و55 عاماً من مختلف المستويات التعليمية وركز على مناطق في بغداد ( الدورة- الاعظمية- شارع فلسطين- السيدية- حي الحسين- العطيفية- الشعب- العامرية- الكاظمية- الحارثية- زيونة ) ومحافظات ( البصرة- كربلاء- النجف- واسط- ديإلى- صلاح الدين- نينوى- كركوك- ومحافظات اقليم كردستان) وكانت نسبة المؤيدين للمشاركة في الانتخابات 59.5% مقابل 12% رفضهم المشاركة.
وقد صوت المشاركون للكيانات التالية ( المواطن 30% - الاحرار20% - القانون17% - ومتحدون للاصلاح 16% - والديمقراطي الكردستاني 5% - والتغيير 4% - والوطني الكردستاني 2% - وائتلاف الوطنية 3% وكيان المرأة المستقل والتجمع المدني 5ر1 % ).
وأيضًا أظهر الاستطلاع الشخصيات التي رآها المشاركون جديرة بقيادة العراق للمرحلة المقبلة حيث جاء عمار الحكيم اولاً واسامة النجيفي ثانيًا ومقتدى الصدر ثالثًا ونوري المالكي رابعاً ثم اياد علاوي وبرهم صالح ، ولم يحصل كل من عزت الشابندر ومشعان الجبوري على أي تأييد يذكر.