انتصرت قوة العفو على رغبة الانتقام لدى سيدة إيرانية قُتل ابنها، فصفعت قاتل ولدها قبل إعدامه بثوان بدلًا من أن تطيح بمقعده ليسقط مخنوقًا، ومن ثم عفت عنه، مؤكدة أن ابنها ظهر لها في رؤيا وقال لها إنه في مكان أفضل طالبًا منها الصفح عن قاتله.


سالم شرقي من دبي: حظيت سيدة إيرانية بإشادة عالمية غير مسبوقة عبر تعليقات قراء الصحف البريطانية التي نشرت قصتها المؤثرة إنسانيًا. فقد فاجأت السيدة المذكورة التي تعاني من فاجعة مقتل ابنها الجميع، وبدلًا من ركل المقعد من تحت أقدام شاب إيراني محكوم عليه بالإعدام، عقابًا له على قتل ابنها، أقدمت على عمل مفاجئ، حيث وجّهت إليه صفعة على الوجه، قبل أن تقرر العفو عنه نهائيًا، وبادرت إلى رفض تنفيذ حكم الإعدام في حقه.

واصلت هذه السيدة تصرفها الذي استأثر بالقلوب، حينما شاركت في إزالة حبل المشنقة، الذي كان يلتف حول رقبة الشاب القاتل تمهيدًا لتنفيذ حكم الإعدام، مما يعني أنها أنقذته من حبل المشنقة قبل ثوان من تنفيذ الحكم، أو قبل أن يلتقط آخر أنفاسه في الحياة على حد تعبير صحيفة quot;دايلي ميلquot; البريطانية، والتي نشرت قصتها، لتجد تفاعلًا كبيرًا من قراء الصحيفة، الذين أبهرهم الجانب الإنساني، والقدرة على العفو.

بكاء الموت والحياة!
وظهرت السيدة الإيرانية، في مشهد آخر مؤثر، وهي تحتضن والدة القاتل، لينخرط الجميع في بكاء هستيري، وهو مشهد إستأثر بإعجاب الجميع، حيث تبكي إحداهن لفقدان ابنها، بينما تنخرط الأخرى في بكاء حار، لأن ابنها نجا من الموت بأعجوبة، وما بين عائلة القاتل وأهل المقتول علاقة إختلط خلالها الشعور بالعداء مع الرغبة في العفو.

رؤيا تصنع الحياة
وفي تفسيرها لأسباب قرارها بالعفو عن قاتل ابنها، قالت السيدة الإيرانية إنها رأت ابنها في رؤيا، حيث أكد لها أنه في مكان أفضل من الدنيا، طالبًا منها عدم الانتقام من القاتل، مما دفعها إلى الإقدام على هذه الخطوة.

وبدلًا من أن تطيح بالمقعد لتنفيذ الإعدام، حيث يتيح القانون الإيراني مشاركة أهل الضحية في تنفيذ الحكم، قامت بصفع القاتل، وهو الحد الأدنى من الانتقام، ولكنها رفضت تنفيذ حكم إعدامه، بل وشاركت في إزالة حبل المشنقة الذي كان يلتف حول رقبته.