غطّت أعمدة الدخان المنبعثة من حريق إندلع في بقعة نفط أسود طافية على مياه دجلة لمسافة 5 كلم في منطقة المحزم على طريق بيجي تكريت وصولًا إلى جامعة تكريت شمال غرب بغداد صباح اليوم الخميس.


عبد الجبار العتابي من بغداد: تعيش مدينة تكريت (180 كلم شمال غرب بغداد) أجواء يخيّم عليها الظلام الدامس بسبب الدخان الأسود الكثيف والخانق، الذي أحدثه حريق هائل في نهر دجلة بسبب بقع نفطية، مما تسبب في تلوث كبير في النهر، وبتوقف جميع محطات تصفية المياه في مدينة تكريت، فيما رائحة الغاز والدخان تتصاعد في المناطق الشمالية من تكريت، ووصلت إلى أجزاء من وسط المدينة، مع توقعات بأن تصل البقع النفطية إلى المناطق الجنوبية من المحافظة.

تمدّد جنوبي
وقد أعلنت إدارة محافظة صلاح الدين أن فرق الصيانة في مصافي نفط بيجي تمكنت من إصلاح الكسور في أنبوب النفط، وإيقاف تدفقه، وفيما أكدت أن جامعة تكريت عطلت الدوام الرسمي بسبب الدخان، أشارت إلى أن البقع الزيتية زحفت باتجاه الجنوب إلى قضاء سامراء.

وتضاربت الأنباءعن سبب هذا الوضع، فقد أشارت مصادر إلى أن مسلحين مجهولين فجّروا بعبوات ناسفة أنابيب لنقل النفط في بلدة بيجي شمال مدينة تكريت، مما أدى إلى تسرب البقع النفطية إلى نهر دجلة، فيما قالت أخرى إن بعض السكان المحليين أحرقوا البقع النفطية في نهر دجلة، مما أدى إلى تلوث الأجواء في الداخل، والتأثير على بعض المناطق في شمال تكريت.

من جهته قال مدير إعلام ماء صلاح الدين تحسين عباس: إن حريقًا اندلع في بقع النفط الأسود الطافية على مياه نهر دجلة، منذ الليلة الماضية، بسبب كسر في أحد الصمامات الناقلة للنفط بين كركوك ومصفى بيجي.

أضاف موضحًا أن أحد الصيادين قام بإشعال بقعة الزيت ظنًا منه أن ذلك سيساعد على تخليص مياه النهر من التلوث، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير، امتدت أعمدة الدخان المتصاعدة منه إلى مسافة 5 كلم من منطقة المحزم بين تكريت وبيجي، وصولًا إلى جامعة تكريت، مشيرًا إلى أن أعمدة الدخان تسير باتجاه مركز المدينة الآن.

إجراءات احترازية
وأوضح عباس أن مديريته اتخذت إجراءات عاجلة بإغلاق وإطفاء جميع مشاريع الماء منذ الساعة الرابعة صباحًا من فجر الخميس، إضافة إلى سحب المضخات خوفًا من تعرّضها للعطل، ودعا المواطنين في عموم المحافظة إلى ضرورة تخزين المياه وبالسرعة القصوى لتجنب شحه في منازلهم.

وأكد مواطنون من أهل المنطقة أن المدينة تعيش ظلامًا دامسًا بسبب الدخان الأسود، الذي غطى سماء المنطقة، وأن السكان راحوا يستعينون بكل ما هو متوافر من وسائل الإنارة، وتجنب حالات الاختناق، وهم يعيشون حالة من الإرباك الشديد، وهم ينظرون إلى الدخان الأسود، الذي تتسع مساحته بشكل سريع جدًا.

وكان مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين أفاد صباح اليوم أن فرق الدفاع المدني أحرقت بقعة النفط المتسربة إلى نهر دجلة بسبب حريق أنابيب النفط الناقلة في شرق تكريت، وأكد أن 50 طالبًا وطالبة من جامعة تكريت أصيبوا بحالات اختناق بسبب الحريق، وفيما حذر من كارثة بيئية بسبب أعمدة الدخان، التي حوّلت ليل تكريت إلى نهار، أعلنت مديرية الماء عن إيقاف مشاريع تصفية المياه خوفًا من تلوثها.

وكان مصدر في شركة نفط الشمال أفاد، في وقت سابق اليوم، بأن حريقًا كبيرًا اندلع في خطوط ثانوية لنقل النفط من مصافي الشمال إلى الشركة، في غرب كركوك، (250 كلم شمال بغداد)، فيما أحرق مواطنون بقعًا نفطية تسربت إلى مياه نهر دجلة خوفًا من وصولها إلى مناطق جنوب بيجي وسامراء، في محافظة صلاح الدين.