نشر ناشطو المعارضة السورية صورًا وفيديو لقنبلة بدائية الصنع بغاز الكلور، أرادوا منها دعم مزاعمهم بأن جيش النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية خلال هجومين وقعا الجمعة والسبت الماضيين على كفرزيتا في حماة. فقد بثوا فيديو وصورًا لعبوة قنبلة إنفجرت كتب على جانبها رمز quot;الكلور سي 12quot; قالوا إنه تم العثور عليها في القرية.


قال إليوت هيغينز، الخبير الانكليزي في الأسلحة الكيميائية، إن الفيديو يظهر أسطوانة غاز كلور مصنّع، quot;ويبدو أن الحكومة السورية أخذت أسطوانة كلور مصنع، ووضعتها في برميل متفجر، وأسقطته من طائرة هليكوبتر، والدهان الأصفر الموجود على الأسطوانة يتفق مع المعايير الدولية للون المستخدم في الغاز المصنع، ما يشير إلى أنها تحوي غاز الكلورquot;.

كلور في البرميل
وتبادلت الحكومة وقوات المعارضة الاتهامات بشأن هذا الهجوم. وهذا الغاز الذي يستخدم في الصناعة ليس في قائمة الأسلحة الكيميائية التي قدمها الرئيس السوري بشار الأسد إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في العام الماضي تمهيدًا لتدميرها.

وقال ناطق باسم المنظمة: quot;هذا عنصر كيميائي، له استخدام مزدوج، كان يجب أن تخطر به المنظمة التابعة للأمم المتحدةquot;.

إشاعة الرعب
ويقول محللون متخصصون إن الغرض الأساسي من استخدام هذا الغاز هو إشاعة الرعب لدى المواطنين السوريين، بعدما رأوا الأهوال من قتل بالسلاح الكيميائي في غوطة دمشق.

كما إن المواطن السوري لا يعرف بعد أن غاز الكلور يعتبر سلاحًا، بسبب قلة كفاءته وتميزه بعدم الثباتيّة، فآثاره تنجلي بمجرد اختفاء غيمة البخار الناتجة من عملية التفجير، كما إن إسعاف الإصابات ببخار الكلور يتمثل فقط في استنشاق المصاب للهواء النظيف، وعدم تناول أية استطبابات مستعجلة، وهذا ما يبرر سقوط عدد قليل من القتلى بتفجير غاز الكلور، وحتى إن معظمهم سقط بتأثير انفجار البراميل في كفرزيتا، وليس بتأثير بخار الغاز.

تحسّسات وسرطان وإجهاض
يسبب استنشاق بخار الكلور مشكلات ربو وحساسية في الجيوب الأنفية وإدماع العينين،ومن عوارضه ايضًاالكحة والبلغم وإدماء الأنف وآلام الصدر. كما يسبب تجمعًا للسوائل في الرئة والتهابها الشعبي، وقصر النفس. ومتى مزج الكلور مع الماء ينتج كلوروفورم، وهي مادة مسرطنة، ربما يقود استنشاقه وامتصاصه جلديًا إلى أخطار سرطانية. كما يزيد تنشق هذا الغاز من معدل أخطار الإصابة بأمراض القلب.

إلى ذلك، يسبب غاز الكلور مشكلات في البشرة كالإحمرار في الجلد وفروة الرأسوحكة العينين، وإلى إجهاض الحوامل، وسقوط الأسنان. أما الوقاية فتكون من خلال أقنعة خاصة، تنقي الهواء من ذرات الكلور، حتى انقشاع الغيمة التي يسببها الانفجار.