الداخلة: يقوم العاهل المغربي الملك محمد السادس بزيارة نادرة إلى مدينة الداخلة أقصى جنوب الصحراء الغربية، حيث وصل مساء الاربعاء الى هذه المدينة الساحلية، ليمكث فيها حتى الجمعة على الاقل حسبما أفاد مراسل فرانس برس.

وتأتي زيارة ملك المغرب الى هذه المنطقة المتنازع عليها بين الرباط والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو)، قبل أيام قليلة على تصويت حساس في مجلس الامن بشان تجديد مهام بعثة الامم المتحدة في المنطقة (مينورسو) لسنة أخرى، مقرر في 23 نيسان/ابريل.

وتتمثل حساسية هذا التصويت بالنسبة للرباط في كون تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أوصى بضرورة مراقبة مسالة احترام حقوق الانسان بشكل quot;دائم ومستقل وغير منحازquot; في الصحراء الغربية مع اشادته بما تقوم به الرباط في هذا المجال.

وهذا ما ترفضه الرباط التي تعارض توسيع مهام البعثة الأممية الى الصحراء الغربية لتشمل مراقبة حقوق الانسان، التي كانت في الاصل مشروع قرار أمريكي اقترح العام الماضي، لكن واشنطن سحبته بعد لجوء الرباط الى حلفائها وعلى رأسهم فرنسا والمملكة العربية السعودية.

وحذر العاهل المغربي السبت الماضي الامين العام للامم المتحدة من quot;الخيارات المحفوفة بالمخاطرquot; في ملف الصحراء، مؤكدا على quot;ضرورة الاحتفاظ بمعايير التفاوض كما تم تحديدها من مجلس الأمنquot;.

واشار الى ان quot;اي ابتعاد عن هذا النهج سيكون بمثابة اجهاز على المسلسل الجاري ويتضمن مخاطر بالنسبة لمجمل انخراط الامم المتحدة في هذا الملفquot;.

ولم ترشح أية تفاصيل عن زيارة ملك المغرب الى مدينة الداخلة على بعد 200 كلم من الحدود الموريتانية، باستثناء ما اوردته بعض الصحف والمواقع المحلية التي تحدثت عن أداء الملك صلاة الجمعة في المدينة، مع وجود وزراء في الوقت نفسه في المدينة.

كما تحدثت وسائل الاعلام نفسها عن وجود افراد العائلة الملكية في المدينة من أجل عطلة، وعن تدشينات مرتقبة لعدد من المشاريع منها منطقة حرة quot;ستكون رابطة وصل بين الصحراء وأفريقياquot; في إطار نموذج تنموي حضرته الرباط لفائدة الصحراء الغربية.

وقال مراسل فرانس برس أن الملك سيؤدي صلاة الجمعة في المدينة، موضحا ان الامر quot;يمكن ان يتعلق بزيارة خالصة للعائلةquot;، فيما ظهرت فيديوهات على موقع اليوتيوب تظهر استقبال الاهالي للملك.

واقترح المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الذي يقدم الاستشارات الى الحكومة ومجلسي النواب والمستشارين في ميادين الاقتصاد والمجتمع والثقافة والتنمية، في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 تقريرا يحمل اسم quot;بلورة أرضية لمشروع تنمية جهوية مندمجة لفائدة الأقاليم الجنوبيةquot; (الصحراء الغربية).

ويتوقع هذا النموذج التنموي لفائدة الصحراء الغربية quot;مضاعفة الناتج الداخلي الخام في أفق السنوات العشر القادمة، مع توفير 120 ألف فرصة عمل جديدة، وتخفيض نسبة البطالة إلى النصف بالنسبة إلى الشباب والنساء، واستثمارات عمومية وخاصة تقدر بحوالي 140 مليار درهمquot; (حوالي 17 مليار دولار).

وتقترح الرباط خطة للحكم الذاتي تحت سيادتها لهذه المنطقة التي يقطنها حوالى مليون نسمة ولكن جبهة البوليساريو مدعومة من الجزائر، ترفض الاقتراح وتطالب باستفتاء حول تقرير المصير.