منعتمحكمة ألمانية محكومًا سابقًا بتهمة الإرهاب من دراسة مادة المعلوماتية لخشيتها من هجمات إلكترونية قد يشنها الارهابيون، بعد واقعية احتمال تحول الارهابيين من عمليات التفجير بالقنابل إلى الهجمات الرقمية.


حذرت شرطة الجنايات الاتحادية من بعد جديد من أبعاد التطور في مجالات quot;الجريمة السياسيةquot;، سواء ما يخص الجانب الارهابي الإسلامي منها أو الجانب اليميني المتطرف quot;النازيquot; منها.

نشاط منفرد

وجاء في تقرير شرطة الجنايات تحذير من إمكانية تحول الإرهابيين من الهجمات بالقنابل والمتفجرات إلى الهجمات على مراكز المعلوماتية الحساسة، وعلى البنوك المعلوماتية للدولة والشركات الكبرى، باستخدام معطيات رقمية متطورة، وعلى ايدي خبراء في المعلوماتية quot;هاكرزquot;.

ولا تستبعد الشرطة الألمانية أن يتحول الإرهاب من شكله الخلوي المنفرد إلى النشاط المنفرد، الذي يخطط فيه للعمليات الإرهابية شخص واحد، وينفذ بمفرده، وبشكل لا يثير الشكوك، ومن العصي تتبعه أو منعه.

وكانت هناك اشارة إلى خلية بون الأخيرة التي خططت لتفجير محطة السكك الحديدية، وعملت على تنفيذ محاولة اغتيال فاشلة ضد أحد قادة المنظمات اليمينية المتطرفة التي تعادي الدين الإسلامي. وتعتقد الشرطة أن الشكل القادم للنشاط سيكون مهاجمة الشبكة المعلوماتية باستخدام خبراء المعلوماتية.

ممنوع من التخصص

وكانت محكمة كوبلنز الادارية رفضت طلب شاب سوري من أصل فلسطيني حاول دراسة المعلوماتية في جامعة المدينة. وعلل القاضي الحكم بتعارض رغبة الشاب مع quot;القيم الديمقراطية للمجتمع الألمانيquot;، وذكر أن خلفية الشاب الإرهابية لا تتيح له حيازة التخصص في المعلوماتية، بالنظر لسوابقه في اعداد أفلام الفيديو والرسائل الإلكترونية، التي تحرض على الكراهية بين الأديان.

وكانت محكمة فرانكفورت حكمت على الشاب المذكور بالسجن 3 أعوام و 4 أشهر بسبب نشاطه في إعداد الأفلام والرسائل التحريضية لصالح تنظيم القاعدة السري. وأطلق سراح الشاب في آذار (مارس) الماضي بكفالة بعد أن قضى ثلثي المحكومية.

مراقبة ثلاثية الأبعاد

نجح خبراء أجهزة الطباعة أخيرًا في استنساخ الأشياء بثلاثة أبعاد لمختلف الأغراض العلمية، وخصوصًا في استنساخ الأجهزة الدقيقة، وفي استنساخ الأجهزة الحيوية للإنسان. إلا أن نجاح أحدهم باستنساخ مسدس وإطلاق 30 رصاصة منه، باستخدام أجهزة الطباعة ثلاثية الأبعاد قرع نواقيس الحذر في أروقة الشرطة الألمانية.

ومن المتوقع أن تقع هذه التقنية بأيدي ارهابيين اسلاميين فرديين يستخدمونها لانتاج السلاح، من دون رقابة، لاستخدامه في عملياتهم. ولهذا، لا بد للشرطة من فرض الرقابة على إنتاج ومبيعات واستهلاك هذه الأجهزة. ورصد التقرير أيضًا، الذي تقول quot;دير شبيغلquot; انها حصلت على نسخة منه، مخاطر عودة المجاهدين الألمان من سوريا، ومن ثم استخدامهم شكل التنظيم الفردي للقيام بنشاطاتهم المختلفة.

وتخشى أجهزة الشرطة الألمانية من حيازة المجاهدين الألمان على تقنيات متطورة، تم تدريبهم عليها في قواعد سرية للتنظيمات المتطرفة، تتيح لهم شن الهجمات على البنى التحتية للشبكة المعلوماتية في ألمانيا.

يمين مسلح ويسار متردد

أطلقت شرطة الجنايات الاتحادية على التقرير اسم quot;المخاطر الماثلة للجريمة الموجهة سياسيًاquot;، ورصدت نشاط الإسلاميين المتشددين كما رصدت مستقبل نشاط منظمات اليمين المتطرف ومنظمات اليسار المتطرف.

ولاحظ التقرير وجود نشاط يميني متطرف واضح، مع ميل للتحول إلى النشاط الارهابي السري على غرار خلية الحزب القومي النازي التي كانت تعمل سرًا على تصفية المهاجرين واللاجئين.

وإذ رصد التقرير تردد اليسار المتطرف في المرحلة الحالية، ومروره في مرحلة البحث على اتجاه، فإنه رصد وجود ميول عنف كبيرة بين اليمين المتطرف، وحذر من حيازتهم على كميات quot;مخيفةquot; من الأسلحة والمعدات والذخائر.

الهاكرز يخترقون

وكانت السلطات الألمانية حذرت مواطنيها من قيام quot;الهاكرزquot; باختراق المعلومات والبيانات الشخصية لملايين المواطنين.

ووصف وزير الداخلية الألماني توماس ديميزير هذه القرصنة بأنها الأكبر من نوعها في تاريخ بلاده، مشيرًا إلى خلفيات اجرامية قد تختفي خلفها. وفتحت النيابة الألمانية العامة التحقيق ضد مجهولين بتهمة اختراق أكثر من 18 مليون حساب الكتروني، واعتبرت هذه القرصنة هجمة على حريات صيانة المعطيات والبيانات الشخصية للمواطنين.

وسبق لألمانيا أن أعلنت في كانون الثاني (يناير) الماضي عن اختراقات مماثلة لبيانات البريد الإلكتروني لـ16 مليون مواطن، بينهم 3 ملايين بريد الكتروني يحمل رمز الشبكة الألمانية. وعبرت دائرة حماية الدستور عن خشيتها من استخدام هذه المعلومات في نشاطات إجرامية.