اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعض سياسيي بلاده بالتحالف مع تنظيمي القاعدة وداعش، ووصف الشراكة الوطنية بأنها محاصصة لئيمة، وجدد الدعوة لحكومة الأغلبية السياسية، وانتقد كتلاً سياسية قال إنها تتبع برامج انتخابية مليئة بالطعن والتزييف، وأشار إلى أنّ دولاً تبعث الموت إلى بلاده.


لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمة بتجمع جماهيري بملعب مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد)، حيث اطلق حملة ائتلافه quot;دولة القانون فيهاquot; الليلة الماضية، وتابعتها quot;ايلافquot; عبر قنوات محلية قائلاً quot;اننا لن نسمح بتقسيم العراق ولن نسمح للميليشيات بأن تحل محل الدولةquot;.

وأشار إلى أنّ العراق quot;كاد أن يتقسم لولا دولة القانون وانجازاته التي تحققت من خلال خروج الاميركيين وخروج العراق من البند السابع وعودة العراق إلى حاضنته العربيةquot;. واضاف أنه لم يبقَ سوى 13 يوماً على الانتخابات quot;وسنكون امام المسؤولية الشرعية والوطنية ويجب أن نقول نعم للعراق وللمواطن وللوحدة الوطنية وللعملية السياسية التي يلتحم فيها المخلصون من ابناء العراقquot;.

اتهام مجلس النواب بتعطيل عمل الحكومة

واتهم المالكي مجلس النواب بالوقوف بوجه الحكومة وتعطيل عملها، وقال إن quot;مجلس النواب عجز عن تحقيق شيء من مسؤوليته الوطنية وآخرها فشله في اقرار الموازنة العامة للبلاد، وهي روح الدولة، بسبب المناكفات السياسية والحسابات الحزبية quot;التي كان من المفروض أن نبعدها من حساباتنا وننسى كل خلافاتنا الحزبية والمذهبية ازاء خدمة المواطن والوطنquot;.

وأشار إلى أنّه كان مخططاً اقرار قانون البنى التحتية الذي رصدت له 6 مليارات دولار لكن مجلس النواب يتفاخر بأنه قد عطل القانون من دون أن يعلم أنه عطل المدرسة وداراً لمواطن محتاج.. وقال quot;لولا هذه المواقف الحزبية الضيقة لما كانت لدينا مدرسة طينية أو جامعات بهذا المستوى، ولما اجبرنا على توزيع اراضٍ بدلاً من البيوت على المحتاجين انتزعناها انتزاعاً quot;.

دول تبعث الموت إلى العراق وسياسيون يدعمون داعش

وأشار المالكي إلى أنّ هناك امورًا كثيرة محط شبهة فهناك دول شريرة تبعث الموت الزؤام إلى العراق يومياً. وهذه داعش والقاعدة التي لم تستطع أن تثني رجال العراق quot;ولكننا لم نسمع شجباً أو استنكارًا من أية دولة لعمليات قتلها للعراقيين، ولم نسمع أي موقف يندد بها، والمخيمات التي كانوا يدافعون عنها انكشفت الآن ووصلت الخسة إلى قطع المياه ولم نسمع منهم أي موقف ضد ذلك أو من يقول لهم قفوا عند حدكمquot;.

واتهم أطرافاً سياسية لم يسمِها بأنها quot;قد أصبحت حليفة لمن يغطي أعمال تنظيمي الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) والقاعدة الإرهابيين، ولم ترفض أعمالهما الإجرامية بنحو صريحquot;.

واضاف المالكي أن الشركاء في العملية السياسية كانوا يدافعون عن الدول الشريرة التي دعمت الارهاب في العراق.. وقال: quot;لم يكن لهم موقف واضح من تنظيم داعش الذي قطع مياه نهر الفرات وكانت عناصره تقيم في ساحات الاعتصام بل كانوا حلفاء مع الذين يدعمون قضية داعشquot;.

المليشيات لن تكون بديلاً للدولة

وشدد المالكي على أن السلطة لن تسمح لأحد بأن يكون بديلاً للدولة بعصابات وميليشيات، وقال quot;لن نسمح لأحد أن يكون بديلاً للدولة بعصابات وميليشيات وليس كما يقولون عراقاً قلبه ضعيف واطرافه قويةquot;. واضاف: quot;نريد عراقاً قلبه قوي واطرافه قوية وحكومة مركزية قوية وحكومات المحافظات قوية كل في اختصاصه وواجباته، ولا احد يعبر على اختصاصات الآخرquot;.

وأكد بالقول quot;لا نريد حكم الملوك والطوائف ولا حكم العوائل وحكم المؤسسات السياسية وأن ما نريده هوحكم وطني قائم على الدستور وتغيير يعطينا بلداً لا ينحني امام الدول التي ترسل الينا القتلة والمجرمينquot;.

الشراكة السياسية هي محاصصة لئيمة

وأوضح المالكي أن quot;المناكفات السياسية أدخلت البلد في دوامة من الصراعات والخلافات وعطلت خدمة المواطنينquot;، مستدركاً quot;لو أننا كنا معاً لحققنا الكثير للعراق وشعبه لكن المحاصصة اللئيمة حالت دون ذلكquot;. وجدد دعوته لحكومة الاغلبية قائلاً quot;إن عملية التغيير لا بد أن تكون بالرأس والعملية السياسية ولا بد من الذهاب باتجاه حكومة الأغلبية السياسية أن من يريد خدمة العراق أن يكون في هذا الخندقquot;.

واتهم المالكي الكتل السياسية الأخرى بإتباع برامج انتخابية quot;مليئة بالطعن والتزييف والتزوير والشتم والاتهام، ما يدلل على العجز والفسادquot;، مطالباً من quot;يجد أن الحكومة الحالية لا تليق به إلى تركها وفسح مجال العمل للآخرين لخدمة المواطنينquot;.

وأضاف quot;اذا كانت هذه الكتل ترى أن الحكومة لا تليق بها فلماذا شاركت وتسلمت المناصب الوزارية طيلة هذه الفترةquot;. وأوضح أن quot;بعض الكتل تثقف إلى ائتلافات ما بعد الانتخابات، وهو دليل واضح على أنها لا تملك شيئًا لتقديمه إلى المواطنquot;.

وكان رئيس مجلس النواب العراقي زعيم ائتلاف quot;متحدون للاصلاحquot; هاجم الشراكة السياسية ايضاً، وقال خلال خطاب انتخابي في مدينة الموصل الشمالية quot;لقد ارتضينا في ما مضى بمبدأِ الشراكةِ الوطنيةِ لأهدافٍ جليلةٍ وساميةٍ، منها الحِفاظُ على العراقِ وطناً وشعباً من رياحِ سَمُومِ الفُرقَةِ والتمزُّقِ التي تَتَحكمُ بهبوبها اطرافٌ اقليميةٌ ودوليةٌ عَبرَ مَن يمثِّلونَها في العمليةِ السياسيةِ، ولإخراجِ العراقِ مِن مآسي الانقلاباتِ الدمويةِ والتغييراتِ بالقوةِ المسلحةِ الغاشمةِ والتدخلاتِ الاجنبيةِ وبناءِ دولةِ التداولِ السَّلميِّ الديمقراطيِّ للسلطة، ولاستثمارِ ثَرَواتِ العراقِ البشريةِ والطبيعيةِ لبناءِ الدولةِ المدنيةِ المتقدمةِ المالكةِ ناصيةَ قرارِها الوطنيِّ عَبرَ الأقنِيَةِ الديمقراطيةِ النموذجيةِ في المنطقة، ولم يَدُر بِخُلدِنا ابداً انَّ مَن تَشدَّقوا بالشراكةِ الوطنيةِ بعد أن سرقوا فوزَ نتائجِ الانتخاباتِ الماضيةِ سَيُحوِّلُون الشَّراكةَ إلى مَنهجِ للتَّغييبِ والاقصاءِ والتهميشِ وانتهاكِ دستورِهquot;، في إشارة إلى فوز القائمة العراقية في انتخابات عام 2010 لكن الائتلاف الوطني العراقي شكل الحكومة بدلا منها.

وشدد على أن الشعب العراقي لم يحصد مِن مَركَبِ الشراكةِ الوطنيةِ quot;غيرَ قَعقَعةِ السِّلاحِ ولغةِ الدَّمِ وثقافةِ الانتقامِ والشَّحنِ الطائفيِّ والإسقاطِ المُبَيَّتِ والانسانِ المُهَجَّرِ والمُشَرَّدِ بفِعلِ الارهابِ والميليشياتِ وعرباتِ الفسادِ والمفسدينَ الذينَ نهبوا حتى رَغيفَ الخبزِ وملعقةَ العدسِ من أفواهِ الجياعِ الفقراءquot;.

وأشار إلى أنّه quot;كانت مِن علاماتِ حكومةِ الشراكةِ الوطنيةِ أنِ استَفرَدَ رئيسُها بالقرارِ ورَكِبَ رأسَهُ فكان الصّانِعُ الأوّلُ للأزَماتِ التي ما أن تَنفَرِجَ إحداها حتى يُهرعَ إلى صُنعِ ازمةٍ جديدةٍquot;، في اشارة إلى المالكي.