في ما وصفه محللون بأنه quot;فضيحة سياسيةquot;، زعمت تقارير أن حملة المرشح الرئاسي المصري عبد الفتاح السيسي، ساهمت في جمع التوكيلات المطلوبة لمنافسه حمدين صباحي، حتى يصل إلى النصاب القانوني للترشح، والذي يقدر بـ25 ألف توكيل. ورغم نفي حملتي المرشحين تلك الأنباء لاحقاً، إلا أنه لم تتبدد شكوك المصريين حول هزلية المشهد الإنتخابي الرئاسي في مصر، لاسيما في ظل تأكد الجميع من أنها محسومة مسبقاً للسيسي.


القاهرة: في الوقت الذي تقدم فيه عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق، للترشح رسمياً في الإنتخابات الرئاسية بـ200 ألف توكيل، دعت حملة المرشح المنافس له حمدين صباحي، المصريين إلى ضرورة الإسراع في تحرير وتوثيق التوكيلات له، واعترفت أنها غير قادرة على إتمام النصاب القانوني لخوض صباحي للمنافسة، ويمثل 25 ألف توكيل من 15 محافظة مصرية، بمعدل ألف توكيل من كل محافظة.

ورغم إعلان وزارة العدل أن إجمالي التوكيلات لمرشحي الرئاسة يزيد على 553 ألف توكيل، إلا أن الواقع يؤكد أنها ذهبت في أغلبها إلى السيسي، ما يهدد التعددية في المنافسة على الكرسي الرئاسي، ويجعل العملية الإنتخابية بمثابة استفتاء على السيسي فقط.

أمام هذا المشهد، توقع مراقبون أن يقف مؤيدو السيسي إلى جانب حملة صباحي، في الخفاء، إلا أنهم لم يدركوا أن الأمر سيصلإلى حد الإعلان عن ذلك صراحة. ونشرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المعروفة اختصاراً بـquot;أ ش أquot;، خبراً يزعم بأن حملة السيسي تحشد المصريين، من أجل تحرير التوكيلات لصالح صباحي في مسقط رأسه بمحافظة كفر الشيخ.

وجاء في الخبر: quot;قامت رابطة شباب بلطيم ورئيس مجلس إدارتها المحاسب محمود رزق موافي وأمين عام حزب فرسان مصر، بحشد المواطنين من أجل تحرير توكيلات رئاسية لابن مدينة بلطيم المرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحيquot;.

ووفقاً لوكالة الأنباء الرسمية، فإن quot;المحاسب محمد رزق موافى، المنسق العام لحملة عبدالفتاح السيسي للرئاسة بمركز البرلس، دعا المشاركين في الحملة إلى أن يقوموا حاليًا بحشد المواطنين لجمع توكيلات لحمدين صباحي، بعد أن انتهت الحملة من جمع التوكيلات المستحقة للسيسيquot;. وبرر منسق حملة السيسي في البرلس ذلك بأنquot;هذا العمل يتم من أجل الحفاظ على وجود المنافسة بين المشير وآخرين، دعمًا للديمقراطية وإتاحة الفرصة للآخرين لخوض الانتخابات الرئاسيةquot;.

ومن جانبه، نفى السفير معصوم مرزوق، المتحدث باسم حملة صباحي تلك المزاعم، وقال لـquot;إيلافquot;، إن حملة صباحي أكملت التوكيلات المطلوبة حسب القانون، مشيراً إلى أن صباحي ليس في حاجة إلى توكيلات من أية أطراف غير مؤمنة بالعملية الديمقراطية. ولفت إلى أن تلك الأنباء عارية تماماً من الصحة، واتهم من وصفهم بـquot;فاسدي نظام مباركquot; بالوقوف وراءها،مشيراً الى إستمرار حملات التشويه ضدصباحي.

ولأن النبأ يمثل فضيحة سياسية، تؤشر على أن الإنتخابات الرئاسية، ليست إلا quot;مسرحية هزليةquot;، حسب ما وصفها المرشحان الرئاسيان السابقان، أحمد شفيق، وخالد علي، سارعت حملة السيسي إلى نفيه مطلقاً. وقالت في بيان لها: quot;الكلام المذكور في هذا الشأن عار تمامًا من الصحة، والشخص الذي صدرت عنه التصريحات لا يمت للحملة بصلةquot;.

وأضافت: quot;الحملة الرسمية للمشير عبد الفتاح السيسي قد انتهت من مرحلة تحرير وجمع التوكيلات اللازمة لخوض انتخابات الرئاسة، والتزمت بكافة المعايير التي حددها القانون، وقد أعلنت يوم الأربعاء الماضي في مؤتمر صحفي لمستشارها القانوني أنها سلّمت للجنة العليا لانتخابات الرئاسة 200 الف توكيل، حررها المواطنون للمشير عبد الفتاح السيسيquot;.

ورغم نفي الحملتين للأنباء، إلا أن الشكوك لم تتبدد، لاسيما أن إستمرار صباحي في السباق الرئاسي كان مهدداً، بسبب عدم إكتمال النصاب القانوني من التوكيلات، وقال أحمد عبد العزيز، وهو أحد مؤيدي السيسي بالجيزة، لـquot;إيلافquot; إن هذا الأمر كان متوقعاً، لاسيما أن صباحي تعثر في جمع التوكيلات المطلوبة للترشح رسمياً، مشيراً إلى أن مؤيدين للسيسي حرروا توكيلات بالفعل لصالح صباحي.

ولفت إلى أن الحملة الرسمية للسيسي لم تكن على علم بذلك، ولم تطلب من مؤيديه أن يقفوا إلى جانب صباحي. ولفت إلى أن الحملات الشعبية للسيسي ساهمت بالفعل في دعم صباحي، معتبراً أن هذا العمل لا ينطوي على مخالفة قانونية، بل يمثل إنقاذاً للموقف، لاسيما أن خروج صباحي من المنافسة يبعث برسالة سيئة عن الإنتخابات الرئاسية للعالم الخارجي، ويظهرها على أنها بمثابة استفتاء على السيسي، ويثبت نظرية الإنقلاب العسكري في أذهان الغرب، وهي نظرية يسعى الإخوان لترويجها لتعطيل خارطة المستقبل، على حد قوله.