حملت المرجعية الشيعية العليا في العراق الناخبين مسؤولية تحقيق التغيير في بلدهم، وأكدت أنه ممكن من خلال اختيارهم الأصلح ليكون عضوًا في الحكومة والبرلمان المقبلين، وحذرت المرشحين من المتاجرة بآلام ستة ملايين عراقي فقير ومحاولة شراء اصواتهم بأثمان بخسة.. فيما اتهم خطيب جمعة الفلوجة المالكي بإبادة أهل السنة.


لندن: قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة في كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم مخاطبًا الناخبين العراقيين المتوجهين الى صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية المقبلة في 30 من الشهر الحالي قائلاً quot;إن التغيير مسؤوليتكم وهو بمتناول ايديكم وكيفما ستنتخبون ومن تختارون سيكون شكل الحكومة والبرلمان الجديدين، وحيث أن مدى صلاحهما مبني على اختياركمquot;.

وأضاف الكربلائي في خطبته التي تابعتها quot;إيلافquot; عبر قنوات محلية quot;أن اختياركم للصالحين سيؤدي الى اصلاح الاوضاع العراقية لكن اختياركم للطالحين سيبقي الاوضاع والازمات التي تعانون منها على حالهاquot;. وشدد بالقول quot;إن مستقبل البلاد والاجيال المقبلة هو بأيديكم والآن وهذه المسؤولية يجب ان تتحملوها من خلال حسن اختياركم للمرشح الافضل الكفوء والمخلص والمستعد للتضحية من اجل بلده وابنائهquot;.

ونصح الناخبين الذين تشغلهم حيرة الاختيار أن يلجأوا الى العارفين من الناس والتفتيش عمن يصلح من المرشحين ليكون في الحكومة والبرلمان المنتظرين. وأشار الى ان الساحة العراقية مليئة بالمخلصين الذين يمكن أن يقدموا الخدمات للمواطنين وان يحققوا الامن لهم.

وأضاف الشيخ الكربلائي قائلا للناخبين quot;عليكم التمسك بالامل بأن التغيير ممكن أن يتحقق وأن يكون مستقبل العراق افضل من خلال المشاركة الواعية في الاقتراع، فالقضية مصيرية وحساسة ومهمة لمستقبلكم ومستقبل بلدكمquot;. وشدد بالقول إن المشاركة الواعية والفاعلة في الانتخابات المقبلة ستحقق التغيير المنشود والمطلوب.

وطالب النخب المثقفة بتوعية الناس بالبرامج الانتخابية للقوائم المتنافسة وتوضيحها والقاء الضوء على المشاكل والازمات التي تواجه البلاد وكيفية حلها ثم ترك حرية الاختيار للناخب ليقرر من يختار منها القادر على تحقيق التغيير المطلوب نحو الافضل والاصلح له ولحاضره ومستقبله، اضافة الى ضرورة توفر عناصر الكفاءة والاخلاص والغيرة على مصالح العراق.

تحذير من استغلال الفقراء

وفي ملف آخر، أشار معتمد المرجعية العليا الى تقرير الامم المتحدة الاخير الذي أشارت فيه الى وجود 6 ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر من مجموع 34 مليون عراقي هم عدد سكان البلاد، وأن العراق هو احد خمس دول عربية ترتفع فيها نسبة الفقر، وأشار الى أن هذا يحدث بالرغم من أن العراق هو ثاني بلد مصدر للنفط في العالم وتتجاوز موازناته السنوية المائة مليار دولار.

وارجع ارتفاع نسبة الفقر في العراق الى الفساد المستشري في البلاد والى التفاوت الطبقي وغياب الخطط التنموية والعدالة الاجتماعية. وطالب من القوائم الانتخابية المتنافسة بالتصدي لهذه المشكلة الخطيرة ولتداعياتها الامنية والاجتماعية والنفسية ومنحها اولوية في المعالجة من خلال الاستعانة بالخبراء والمختصين. وأكد أن اول خطوة في المعالجة هي استشعار آلام هؤلاء الفقراء وصعوبة عيشهم.

وحذر المرشحين من استغلال حاجة هؤلاء الفقراء بدفع دنانير معدودات لهم لشراء اصواتهم، وقال quot;إنهذه استهانة بمعاناتهم وامتهان لكرامتهم.. وأضاف انه يجب أن يذهب المرشح اليهم ليعيش بينهم ويتحسس مشاكلهم ومعاناتهم ولا يستغل عوز الارامل واليتامى والمحتاجين منهم للاستحواذ على اصواتهم مقابل ثمن بخس يدفعه لهم.

خطيب الفلوجة يتهم المالكي بإبادة السنة

هذا واتهم خطيب جمعة الفلوجة اليوم رئيس الوزراء نوري المالكي وحزبه السياسي باستخدام quot;إبادة أهل السنة في العراقquot; كدعاية انتخابية وبين أنه يهدف الى quot;إشغال الناس بمجازر جيشه التي لم يرتكب مثلها هولاكو والتتارquot;، وفيما انتقد quot;صمتquot; الأمم المتحدة والدول الأوروبية تجاه قصف الفلوجة بالراجمات والمروحيات أكد أن الدول العربية وقنواتها مشغولة quot;ببطولات الكرة الغربية وسباق الخيول والابل وفنون الطبخquot;.

وقال خطيب جمعة الفلوجة الشيخ حميد المحمدي خلال صلاة الجمعة التي أقيمت في جامع المرسلين في الفلوجة إن quot;مشروع المالكي وحزبه السياسي الفاشي وما ينشره من دعاية انتخابية هو إبادة أهل السنة والجماعة في العراقquot;، موضحًا أن quot;المالكي هدفه إشغال الناس والرأي العام بالمجازر التي يرتكبها جيشه ضد الشعب العراقي في الانبار حتى ينجح في تمرير مشروعه والحفاظ على كرسيه الزائفquot;.

وأضاف المحمدي في خطبته التي نقلتها وكالة quot;المدى بريسquot; من الفلوجة أن quot;الرمادي والفلوجة تتعرضان الى هجمة وحشية لم يرَ التاريخ مثلها ولم يفعل هولاكو وغزوة التتار مثلما يفعل جيش المالكي بشعبهquot;، مشيرًا الى أن quot;الجيش ومعه الميليشيات الطائفية والحزبية هم من يقتلون الابرياء من الاطفال والنساء والعجزة في الرمادي والفلوجةquot;.

وأشار خطيب الفلوجة إلى أن quot;دول العرب وأوروبا والأمم المتحدة صامتة والمدينة تقصف بالراجمات والمروحيات منذ أكثر من أربعة أشهرquot;، لافتًا الى انquot;الدول العربية مشغولة ببطولات الكرة الغربية وسباق الخيول والابل وقنواتهم تبث فنون الطبخ وعالم الحيوان والشعب العراقي يقتل بدم باردquot;.

صلاة موحدة وتظاهرات في الرمادي

ومن جهته، أشار الشيخ محمد فياض عضو اللجنة التنسيقية لساحات الاعتصام في الانبار الى ان مجلس العلماء في الفلوجة اقام الصلاة الموحدة اليوم في أربعة مساجد بالمدينة تحسبًا من تعرض المصلين الى القصف العشوائي من قبل قوات الجيش.

وأضاف أن خطب الجمعة في الفلوجة ركزت على المطالبة بإيقاف القصف العشوائي عن المدينة اذا ما اريد وضع حل للازمة واعتبار حكومة واعضاء مجلس الانبار فاقدي الشرعية بسبب استهانتهم بدماء الأهالي وهروبهم الى المحافظات الشمالية أو الى خارج العراق وقيام عدد منهم بسرقة المساعدات الغذائية والتموينية والاموال المخصصة لنازحي الانبار واستغلالها في حملاتهم الدعائية الانتخابية. وأكد ان مطالب المعتصمين باقية ولن تتغيّر أو تتأثر بالاوضاع الامنية التي تشهدها الانبار.

كما شهدت مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار صلاة موحدة تبعتها تظاهرات للمطالبة بانهاء العمليات العسكرية في مدينتهم. وطالب المصلون الذين خرجوا في تظاهرة بطرد الجماعات المسلحة وانهاء العمليات العسكرية وعودة النازحين واعادة الحياة الطبيعية الى المدينة.

وتشهد الرمادي والفلوجة وعدة مدن في الانبار عمليات عسكرية منذ اربعة اشهر بين القوات الامنية تساندها قوات من العشائر من جهة، وبين مسلحي دولة العراق والشام الاسلامية (داعش) وجماعات مناهضة للحكومة من جهة اخرى.

وكانت القوات الحكومية هاجمت نهاية العام الماضي ساحات الاعتصام في الرمادي وعدة مدن من محافظة الانبار على اثر مقتل قائد الفرقة السابقة العميد الركن محمد الكروي وعدد من الضباط ومرافقيهم في عملية امنية بصحراء الانبار، حيث اتهمت الحكومة على اثرها ساحات الاعتصام بأنها اصبحت quot;مأوى للارهابيين ومقرًا لتخطيط العمليات العسكرية ومنطلقًا للجماعات المسلحةquot;.