أكدت مصادر خاصة بـquot;إيلافquot; أن وزراء الدفاع في دول مجلس التعاون الخليجي سيجتمعون بنظيرهم الأميركي في مدينة جدة الأسبوع المقبل، لبحث جملة من القضايا المهمة والمصيرية.

الرياض: علمت quot;إيلافquot; أن وزراء الدفاع في دول مجلس التعاون الخليجي سيلتقون الأسبوع المقبل مع نظيرهم الأميركي تشاك هيغل في مدينة جدة السعودية، حيث ستتم مناقشة العديد من القضايا الهامة خلال اللقاء.
وكان اللقاء الأخير لمسؤول عسكري سعودي مع هيغل قبل القمة العربية الأخيرة التي أقيمت في الكويت، وجمعه آنذاك بنظيره السعودي ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، وتم خلاله بحث العلاقات الثنائية وآخر المستجدات الإقليمية والدولية.
وأكدت مصادر لـquot;إيلافquot; أنه سيتم خلال اللقاء بحث ملفات هامة، يأتي في مقدمها الملف النووي الإيراني، ودرع الجزيرة، وأمن الخليج، فضلاً عن الملف السوري الذي سيكون حاضراً بقوة على طاولة المسؤولين.
ويأتي اللقاء بعد مرحلة طويلة برز فيها التعاطي الثنائي بين دول الخليج وأميركا وغابت عن المشهد صورة جماعية تظهر دول الخليج كاملة في تنسيق مشترك والحلفاء التاريخيين، قبل أن يأتي لقاء الأسبوع المقبل.
كذلك، يأتي اللقاء بعد أيام فقط من التوصل لاتفاق خليجي يمهد لإنهاء التوتر مع دولة قطر، بعدما كانت السعودية والإمارات والبحرين قد سحبت سفراءها من الدوحة، في إجراء جماعي غير مسبوق.
وتوصّلت السعودية والإمارات والبحرين، إلى اتفاق يتيح إنهاء النزاع مع الدوحة، بحسب بيان رسمي خليجي، وجاء في بيان لمجلس التعاون الخليجي، إن الاتفاق تم في أعقاب اجتماع غير مبرمج عقد في القاعدة الجوية في الرياض بين وزراء خارجية دول التعاون الخليجي.
وبحسب البيان، فإن وزراء خارجية دول المجلس الست (السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عُمان وقطر والبحرين) اتفقوا على quot;تبني الآليات التي تكفل السير في إطار جماعي ولئلا تؤثر سياسات أي من دول المجلس على مصالح وأمن واستقرار دوله، ومن دون المساس بسيادة أية دولةquot;.
وأكد البيان أنه quot;تم الاتفاق على أهمية التنفيذ الدقيق لما تم الالتزام به للمحافظة على المكتسبات والإنجازات التي تحققت، وللانتقال إلى مرحلة الترابط القوي والتماسك الراسخ، الذي يكفل تجاوز العقبات والتحديات، ويلبّي آمال وتطلعات مواطني الدول الأعضاءquot;.
وبدا أن الخليجيين عملوا بشكل جاد في الفترة الماضية على رصّ الصف وسدّ الثغرات، قبل اللقاء المهم مع وزير الدفاع الأميركي، تحسباً وتنسيقاً وترتيبًا للمستجدات التي تقف على أطراف المنطقة المشتعلة.
وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أعلن أواخر العام الماضي، عن ثلاث مبادرات جديدة لتعزيز التعاون الأميركي ndash; الخليجي، أبرزها التنسيق مع دول الخليج في تعزيز قدرات الدفاع الصاروخي لديها، والتعامل مع دول الخليج كمنظومة واحدة، بما في ذلك في مبيعات الأسلحة.
كما دعا هيغل لعقد اجتماع وزاري دوري أميركي ndash; خليجي، لتعزيز التعاون والتنسيق العسكري بين الطرفين، على أن يتم عقد الاجتماع المقبل في وقت لاحق، ويبدو أن الوقت أصبح متاحاً الآن لعقد ذلك اللقاء الهام.
وبعث هيغل عدة رسائل تطمينية بشأن استمرار التواجد والدعم الأميركي لدول المنطقة، وقال: quot;بالإضافة إلى التدريبات العسكرية المشتركة مع دول الخليج، فإننا سنعمل معها على تحقيق تكامل أفضل لقدرات الدفاع الصاروخي. ونحيي جهود عدد من دول الخليج للحصول على قدرات الدفاع الصاروخي الجديدة والمحسنة في وجه تزايد التهديد الصاروخي الإقليميquot;.
إلا أنه استدرك بالقول: quot;مازالت الولايات المتحدة تعتقد بأن العمل في إطار عسكري متعدد الأطراف هو أفضل وسيلة لتطوير الدفاعات الصاروخية الإقليمية. وهي أفضل وسيلة للردع. ولتشجيع ذلك، فإننا نقترح أن يشمل التعاون بيننا مجال الدفاع الصاروخيquot;.
كما تطرق هيغل إلى المبادرة المتمثلة بتوسيع التعاون الأمني بين بلاده وشركائها في المنطقة من خلال العمل مع دول الخليج كمنظومة واحدة، بما في ذلك من خلال مبيعات وزارة الدفاع لدول الخليج، مشيراً إلى أن ذلك سيمكن دول الخليج من الحصول على القدرات العسكرية المهمة، بما في ذلك أدوات صواريخ الدفاع البالستية، والأمن البحري، ومكافحة الإرهاب.
أما المبادرة الثالثة فتتمثل في عقد اجتماع وزاري أميركي ndash; خليجي سنوي، والذي من شأنه أن يتيح لكلا الطرفين تنسيق الخطوات التالية في مجالات الدفاع والتعاون العسكري، على حد قوله.