تقدّم المرشّح الرئاسي حمدين صباحي بأوراق ترشحه إلى اللجنة العليا للإنتخابات رسمياً اليوم السبت، 19 نسيان (أبريل) الجاري، وبذلك تنحصر المنافسة على منصب رئيس الجمهورية المصرية، بينه وبين المرشح الأوفر حظاً عبد الفتاح السيسي، ورغم إقرار المراقبين بأن المنافسة محسومة مقدماً لصالح وزير الدفاع السابق، إلا أن صباحي يخوضها واثقاً من الفوز.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: رسمياً، تقدّم حمدين صباحي، بأوراق ترشحه للإنتخابات الرئاسية المصرية، بـ 31100 ألف توكيل، حصل عليها من المصريين، بشق النفس، لا سيما أن حملته دعت قبل عدة أيام المصريين إلى الإقبال وتكثيف الجهود من أجل جمع التوكيلات، حتى يصل المرشح للنصاب القانوني البالغ 25 ألف توكيل من 15 محافظة، بمعدل ألف توكيل من محافظة. وبذلك يكون الفارق بين توكيلات السيسي وتوكيلات صباحي نحو 800%، لا سيما أن السيسي قدم 200 ألف توكيل.
تقدّم شخصيًا
وعلى العكس من المرشح الأوفر حظاً عبد الفتاح السيسي، الذي أناب مستشار حملته للتقدم بأوراق ترشحه، تقدم صباحي بأوراقه شخصياً، من دون أي وسطاء، وصافح مستقبليه من المواطنين وأعضاء حملته الإنتخابية، وقال في تصريحات له إن تقدمه بأوراق ترشحه يعتبر خطوة أولى نحو تحقيق أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو، في العيش والحرية والكرامة، مشيرًا إلى أنه فخور بالمشاركة في الإنتخابات من أجل تحقيق المطالب التي ثار من أجلها الشعب المصري مرتين. وأضاف أن مشاركة الشعب المصري في الإنتخابات الحالية، أهم ضمانة لنزاهتها.
وردّد أنصار صباحي هتافات أثناء تقدمه بأوراق ترشحه، منها: quot;حمدين واحد مننا وبيعبر عنناquot;، quot;باسم الثورة باسم كفاحى... أنا صوتى لحمدين صباحىquot;.
غلق باب الترشّح
وتغلق اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية باب الترشح للإنتخابات غداً الأحد 20 نيسان (أبريل) الجاري، وبذلك تنحصر المنافسة بين السيسي وصباحي، غير أن كثيرًا من المراقبين يؤكدون أنها محسومة مقدماً، لصالح المرشح الأول، المدعوم من مؤسسات الدولة، لا سيما الجيش والشرطة، فضلاً على أنه يحظى بشعبية واسعة، غير أن صباحي يرفض تلك التكهنات، ويصر على أنها منافسة مفتوحة، وأن حظوظه في الفوز أكبر. وقال في تصريحات له إنه يخوض معركة الانتخابات الرئاسية مراهناً على جماهير الشعب المصري التي تعلم من هو مرشح الثورة الحقيقي، ومن هو الذي سيعيد استبداد نظام مبارك مرة أخرى. في إشارة منه إلى منافسه عبد الفتاح السيسي.
وأضاف أن quot;من يدعون أن المعركة محسومة، هم من يريدون حرمان المصريين من حقهم في الاختيارquot;، وقال: quot;المعركة ليست محسومة أبدًا والأصوات في صناديق الانتخابات هي التي ستحسمهاquot;.
ثقة بالفوز
وحسب وجهة نظر معصوم مرزوق، المتحدث باسم حملة صباحي، فإن قرار خوض صباحي للإنتخابات الرئاسية جاء بعد مشاورات عدة مع شركاء في الحركة الوطنية، وقال لـquot;إيلافquot; إن صباحي يشارك في الإنتخابات الرئاسية، ليس من أجل استكمال الشكل الديكوري، ولكن عن ثقة في أنه سوف يفوز بمنصب رئيس الجمهورية. وأضاف ان المعركة الإنتخابية ليست محسومة، مشيراً إلى أن من يقول ذلك يحجر على رأي الشعب المصري. واتهم من يصفهم بـquot;فلول نظام حسني مباركquot; بإطلاق تلك الشائعات والأكاذيب. وقال إن quot;ما يتم ترويجه في سياق أنها منافسة محسومة وأن مشاركة صباحي ديكورية، يعتبر أكاذيب وسخافات، يطلقها بقايا فلول نظام مبارك، الذين يريدون خداع الشعب والإستمرار في نهب ثرواته وافقارهquot;.
ويشكو صباحي من انحياز مؤسسات ومسؤولين رسميين إلى جانب منافسه السيسي، وتقدم بشكوى إلى رئاسة مجلس الوزراء إلا أنها رفضت تسلّمها، وقالت حملته إن السكرتارية في مجلس الوزراء رفضت استلام الشكوى باسم المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، ضد عدد من المسؤولين الذين أبدوا انحيازًا واضحا في دعم السيسي بتصريحات نشرتها الصحف. وطالب صباحي في شكواه رئيس مجلس الوزراء، بالالتزام بما أعلنه مسبقا عن ضرورة التزام الدولة الحياد خلال المعركة الانتخابية بما يضمن نزاهتها وبما يجعلها معبرة بشكل حقيقي عن إرادة المصريين.
ورغم الشعبية الجارفة والدعم القوى من رجال أعمال ومؤسسات الدولة المصرية للسيسي، إلا أن صباحي quot;سيستكمل المعركة و لن ينسحب منهاquot;، وقال في تصريحات له أنه يخوض هذه المعركة بثقة في النصر من خلال دعم الشعب المصري الذي يثق في قدرته على الفرز والاختيار، وقدرته على أن يدرك من معه ومن سيفيده. وقال quot;الأمر الوحيد الذي يجعلنا ننسحب من المعركة الانتخابية هو التزوير، مضيفا quot;الديمقراطية ستكون حصيلة نضال المصريين من أجلها ولا يعقل أن نظل في بيوتنا وأن نحصل على الديمقراطيةquot;. وأضاف: quot;إذا لم نفز في الانتخابات سنكون شركاء في تحقيق أهداف الثورة من موقع المعارضة، و سنبني جبهة وطنية تدافع عن حق المصريين في دولة عادلةquot;.